Page 128 - merit 39 feb 2022
P. 128

‫بدكانه‪ ،‬أو منزله‪ ،‬بركة وحف ًظا‬                           ‫العـدد ‪38‬‬                           ‫‪126‬‬
                     ‫كالتعاويذ‪.‬‬
                                                                           ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬  ‫و»صنمية»‪ ،‬وبها نسمع من وقت‬
       ‫وغالبًا لا أحد ينصت لهذه‬                                                         ‫لآخر عمن أنفق الوقت والجهد في‬
  ‫التلاوات؛ لانصراف الذهن عنها‬      ‫أليسوا «هم رجال ونحن رجال»‬
                                      ‫كما قال أبو حنيفة؟! عمل مثل‬                         ‫مبالغات من قبيل كتابة القرآن‬
     ‫باعتبارها جز ًءا من الضجيج‬      ‫تنقيط كلمات القرآن الذي حدث‬                         ‫كله أو بعضه في أصغر حجم أو‬
    ‫العام‪ ،‬وصعوبة فهم كثير من‬          ‫قدي ًما أخطر بكثير من تحديث‬                        ‫أصغر شيء ممكن‪ ،‬كحبة قمح‪،‬‬

      ‫التعبيرات القرآنية‪ ،‬وطبيعة‬   ‫خط الكتابة الذي ينبغي في الوقت‬                           ‫أو بمصحف هائل الضخامة‪،‬‬
  ‫إيقاعات التلاوة المكررة‪ .‬تشغيل‬      ‫الراهن‪ ،‬كلمة مثل عمر أو باب‬                        ‫وتصوير ونحت الآيات القرآنية‬
                                       ‫يمكن أن تعطي معاني شديدة‬
      ‫القرآن على هذا النحو يماثل‬      ‫الاختلاف بالتنقيط والتشكيل‪.‬‬                             ‫بصورة زخرفية في براويز‬
   ‫التواجد الشكلي للمصحف بكل‬                                                            ‫وتشكيلات للزينة‪ ،‬وصناعة علب‬
   ‫سيارة‪ ،‬والحرص على مكبرات‬          ‫ومشاكل رسم المصحف كثيرة‪،‬‬
    ‫الصوت في الجوامع مهما علا‬         ‫كلمة مثل الزكاة تكتب الزكوة‪،‬‬                        ‫مطعمة بالصدف والعاج لحفظ‬
                                                                                         ‫المصاحف‪ ،‬وحلي من الذهب على‬
      ‫ضجيجها واختلط وبعد عن‬              ‫وفي الآية‪« :‬يا بنؤم لا تأخذ‬
  ‫الوضوح والفهم‪ .‬ولهذا الإلحاح‬      ‫بلحيتي‪ ”..‬المراد “يا ابن أم …”‪،‬‬                            ‫شكل المصحف‪ ،‬إلى آخره‪.‬‬
  ‫الصوتي بالقرآن غرض رجعي‬
                                      ‫وكلمة مثل نعمة رسمت كثي ًرا‬                          ‫‪ -٢‬رسم الكتابة‬
                 ‫نبينه بعد قليل‪.‬‬       ‫نعمت‪ ،‬وواضح أن تلك أخطاء‬                          ‫القديم في المصاحف‬
                                     ‫إملائية وقع فيها النساخ‪ ،‬وهي‬
‫‪ -٤‬الطرق الحالية لقراءة‬                ‫أخطاء من غير المقبول أن يقع‬                            ‫المعاصرة‪:‬‬
        ‫القرآن‪:‬‬                      ‫فيها تلميذ في المرحلة الابتدائية‪،‬‬
                                       ‫والحديث يطول في هذا المقام‪،‬‬                           ‫لم يبلغ رسم الكتابة العربية‬
    ‫ومن الغرابات الرجعية‪ ،‬قراءة‬        ‫الخلاصة أن ما يعوق تحديث‬                          ‫حتى الآن حد التعبير الكامل عن‬
   ‫القرآن على النحو الشائع حاليًا‬                                                         ‫أصوات اللغة‪ ،‬وما يزال إشار ًّيا‬
                                        ‫رسم المصحف هو الصنمية‬                            ‫بنسبة كبيرة‪ ،‬لطبيعة تكوينه في‬
      ‫فيما يقال له تلاوة وترتيل‪،‬‬         ‫الدينية الرجعية‪ ،‬وبث روح‬                       ‫وسط ثقافي شفاهي‪ .‬تفصيل هذا‬
  ‫هناك عالم ضخم ُبني على مدار‬       ‫الجمود وتأبيد الماضي في نفوس‬                        ‫الأمر يخرج بنا عن اهتمام المقال‪.‬‬
                                       ‫َح َم َلة العقل الرجعي‪ ،‬ووضع‬
      ‫سنين يمتلئ حاليًا بمدارس‬     ‫حاجز بصري بين القارئ الحديث‬                                ‫وفي المصحف هناك تمسك‬
 ‫متمايزة وأصوات متنوعة؛ محمد‬                                                                 ‫بالرسم القديم دون محاولة‬
                                                  ‫والمعاني القرآنية‪.‬‬                     ‫للتحديث‪ ،‬ويمكن القول إن هناك‬
   ‫رفعت مختلف عن عبد الباسط‬                                                                ‫علاقة بين إعاقة تطور الكتابة‬
     ‫عبد الصمد‪ ،‬وهذان مختلفان‬       ‫‪ -٣‬تشغيل القرآن بكل‬                                  ‫العربية والتمسك بالرسم القديم‬
    ‫عن المنشاوي‪ ،‬عن الطبلاوي‪،‬‬          ‫مكان‪ ،‬وكل أوان‪:‬‬                                  ‫في المصاحف‪ ،‬كالعلاقة بين إعاقة‬
                                                                                          ‫استعمال اللغة المصرية الحديثة‬
  ‫وآخرون الله يعلمهم‪ ،‬منتشرون‬          ‫نحن في مقرأة كبرى‪ ،‬إيقاعات‬                          ‫ومن ثم تطورها انتصا ًرا للغة‬
 ‫بأنحاء البلاد فيما يوازي الواقع‬       ‫التلاوة القرآنية مفروضة على‬
                                   ‫الواقع بكل مكان حتى المواصلات‬                                               ‫العربية‪.‬‬
    ‫الغنائي من حيث بعد المسافة‬     ‫عامة وخاصة‪ ،‬بكل الوسائل إذاعة‬                            ‫ولحكمة يعلمها سبحانه نزل‬
       ‫واختلاف درجة الحضور‬            ‫وتلفزيون وموبايل‪ ،‬كالتشغيل‬                             ‫القرآن شفاهيًّا و ُترك جمعه‬
                                                                                             ‫وتدوينه للبشر‪ ،‬وقد اجتهد‬
  ‫والأجور بين مشاهير ومغامير‪،‬‬            ‫الآلي للأغاني طوال النهار‪،‬‬                         ‫القدماء‪ ،‬ثم توقف كل شيء‪،‬‬
            ‫وأنصاف مشهورين‪.‬‬        ‫بعضهم يرفع صوته بالقراءة بأي‬                         ‫وصرنا مقيدين باختياراتهم‪ ،‬فهل‬
                                                                                           ‫اقتصر حق رسم خط حروف‬
      ‫وانتشر مشايخ السعودية؛‬         ‫مكان دون اعتبار لحق الآخرين‬                         ‫وكلمات كتاب الله على القدماء؟!‬
      ‫مشاري راشد‪ ،‬والعفاسي‪،‬‬         ‫في المجال العام‪ ،‬وهناك من يترك‬
  ‫وغيرهما‪ ،‬حيث ُيضاف التفاعل‬         ‫تلاوة القرآن متواصلة في غيابه‬
    ‫الانفعالي المشتعل ربما لدرجة‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133