Page 152 - merit 40 apr 2022
P. 152

‫العـدد ‪40‬‬                           ‫‪150‬‬

                                      ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬

     ‫الاجتماعية‪ :‬أسباب النزول‪،‬‬        ‫محاولة لإعادة بناء العلوم النقلية‬     ‫للقرآن باعتبار وقوع النسخ في‬
     ‫والزمان‪ :‬الناسخ والمنسوخ‪.‬‬            ‫الخمسة بعد أن تركها القدماء‬       ‫سوره البالغ عددها ‪ 114‬سورة‬
     ‫أو حوامل موضوعية ذاتية‬              ‫والمحدثون كما وضعها الأوائل‬
‫(الرواية) مثل الخبر سن ًدا ومتنًا‪،‬‬                                                             ‫إلى أقسام‪:‬‬
‫والقراءة شفاه ًة ونق ًل‪ ،‬والتدوين‬     ‫وهى‪ :‬علوم القرآن‪ ،‬علوم الحديث‪،‬‬       ‫قسم لا ناسخ فيه ولا منسوخ =‬
                                         ‫علم التفسير‪ ،‬علم السيرة‪ ،‬علم‬
                  ‫جم ًعا وحف ًظا‪.‬‬         ‫الفقه‪ .‬وهو يحاول بطرحه أن‬                           ‫‪ 43‬سورة‪.‬‬
‫أو حوامل ذاتية (اللغة) مثل اللفظ‬                                          ‫قسم اجتمع فيه الناسخ والمنسوخ‬
                                      ‫ينقل هذه العلوم من كونها علو ًما‬
   ‫والمعني من حيث العربي منها‬           ‫نقلية خالصة ليضمها إلى علوم‬                         ‫= ‪ 25‬سورة‪.‬‬
    ‫والغريب والأشباه والنظائر‪،‬‬           ‫إنسانية من خلال إعمال العقل‬      ‫قسم فيه الناسخ فقط = ‪ 6‬سور‪.‬‬
  ‫وأساليب البلاغة توكي ًدا وحذ ًفا‬        ‫فيها‪ ،‬وذلك باعتبار أن العلوم‬
    ‫وإيجا ًزا وإطنا ًبا إلى غير ذلك‪،‬‬    ‫جزء من الثقافة‪ ،‬والثقافة تتغير‬        ‫قسم فيه المنسوخ فقط = ‪40‬‬
                                         ‫بتغير العصور والأزمان‪ ،‬وهي‬                               ‫سورة‪.‬‬
            ‫والتفسير والتأويل‪.‬‬          ‫مثل الفلسفات والفنون جز ٌء من‬
     ‫والزمان ‪-‬كما يري حنفي‪-‬‬              ‫تصورات العالم التي تعبر عن‬       ‫والملاحظ في هذا التقسيم أنه جعل‬
     ‫هو أحد الحوامل الموضوعية‬                   ‫تطور الوعي الإنساني‪.‬‬       ‫القسم الأقل هو الذي لم يقع فيه‬
‫(التاريخية) للوحي‪ ،‬وهو الحامل‬          ‫وينطلق الدكتور حنفي من علوم‬         ‫نسخ من الأساس (لا ناسخ فيه‬
‫الذي نتج عنه‪ :‬الناسخ والمنسوخ‪.‬‬               ‫القرآن باعتبارها موضو ًعا‬     ‫ولا منسوخ) بحيث يكون النسخ‬
  ‫والدكتور حسن حنفي ينظر إلى‬                 ‫للدراسة وليست موضو ًعا‬
   ‫حيثية الناسخ والمنسوخ نظرة‬                ‫للتقديس‪ ،‬موضو ًعا للبحث‬          ‫قد وقع في ثلثي سور القرآن‬
‫قبول بوجه عام‪ ،‬لكنها في الحقيقة‬              ‫وليست من عقائد الإيمان‪،‬‬       ‫تقريبًا‪ ،‬وقد تعقب السيوطي هذا‬
  ‫مختلفة عن تلك التي أ َّسس لها‬          ‫وبالتالي فهو يحلل الوحي ‪-‬في‬
‫القائلون به‪ ،‬فهو يلتقط الخيط من‬                                                         ‫التقسيم بالرفض‪.‬‬
  ‫التراثيين أصحاب النظرية ‪-‬إن‬         ‫الجزء الأول من موسوعته‪ -‬ليس‬              ‫والحق أن مساحة النسخ في‬
 ‫ص ّح التعبير‪ -‬ل ُيد ِخلها في سيا ِق‬    ‫باعتباره محمو ًل وإنما باعتباره‬       ‫القرآن قد تتسع عند بعضهم‬
     ‫آخر غير الذي عناه أصحاب‬            ‫حام ًل (علي ح ِّد تعبيره)‪ ،‬وهيكل‬        ‫لتجعل آية واحدة وهي آية‬
 ‫النظرية الأوائل‪ .‬فالدكتور حنفي‬                                ‫الكتاب‬       ‫السيف تنسخ ما يقرب من ‪114‬‬
                                                          ‫يتناول هذه‬        ‫آية من القرآن‪ ،‬وقد تنكمش عند‬
                                                             ‫الحوامل‬      ‫آخرين حتى جعلوا المتفق عليه في‬
                                                            ‫ويقسمها‬         ‫النسخ بضع آيات فحسب‪ ،‬وقد‬
                                                                  ‫إلى‪:‬‬     ‫نقل الشنقيطي أن الاتفاق لم يقع‬
                                                              ‫حوامل‬
                                                           ‫موضوعية‬                            ‫إلا في آيتين‪:‬‬
                                                            ‫(التاريخ)‬         ‫آية المزمل (قم الليل إلا قليلا)‬
                                                           ‫مثل المكان‪:‬‬     ‫آية المجادلة (فقدموا بين نجواكم‬
                                                                 ‫مكي‬
                                                              ‫ومدني‪،‬‬                              ‫صدقة)‬
                                                              ‫والبيئة‬
                                                                          ‫د‪.‬حسن حنفي من النقل‬
                                                                          ‫إلى العقل (قراءة للناسخ‬

                                                                           ‫والمنسوخ من منظور‬
                                                                                  ‫مختلف)‬

                                                                           ‫في موسوعته من النقل إلى العقل‬
                                                                              ‫للدكتور حسن حنفي ‪-‬رحمه‬
                                                                              ‫الله‪ )2021 -1935( -‬يحدد‬
                                                                              ‫الكاتب في مقدمته هدفها بانها‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157