Page 105 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 105
103 إبداع ومبدعون
قصــة
-فقط؟!
-نعم فقط ،أكثر من راتبه في مصر.
-لكنه لا يوازي سدس راتب امرأته.
-هز الزبون رأسه بأسى ،قائ ًل:
هذه هي مشكلته يا صاحبي ،لكنه يحاول إدخال
الأمر في دور من المزاح ،لذا ستجده يزعق مكررا
(أيوه جاي) بطا ًل على عما ٍل.
م ُث َل ْت على الفور أمام ُم َخيِّلتي صورة صابر محرم
سهير ،بقميصه المخطط بالعرض ،الذي أسميته
(صابر المخطط) ،ونار حقدي المتأججة تجاهه؛ كيف
يمتلك عروس المولد هذه ،التي تعمل بمدارس أبها؟
قلت في نفسي :ح ًّقا ،هي ِب َأ ْب َها َأ ْو َل ،و َأ ْب َها َأ ْو َل
بها ..وللحاقدين الصبر والسلوان.
أقبل الدكتور بالشاي بعد الطعام ،وتسلم -بعد
قوله خلي علينا -ريالات الحساب.
عادت بي الخطوات إلى الشارعُ ،متَّخذ ًة طريقها
نحو الإدارة ،هيأت نفسي بثبات و َر ِو َّية،
لأستقبل ما تأتي به المقادير ،تنتابني حالة من
التوازن ،لا أدري أهو حقيقي أم مصطنع.
عبر ُت حارس البوابة بهدوء ،بدا شار ًدا
إلى أقصى حد ،صعدت السلم بتكاسل
المترددين ،أقدم خطوة وأؤخر أخرى.
كان باب المكتب مفتو ًحا ،لم َح ْتني عي ُن
المدير ،خلته يشير نحويَ ،خ َط ْو ُت لأصبح
أمامه مباشرة ،قال لائ ًما:
لماذا دخلت بقدمك اليسرى؟ ألا تعلم أن البركة
في اليمين؟
قبل أن أجيب ،لا َحقني بلوم جديد:
ولماذا لم تلق السلام؟
حاولت التراجع خطوتين وإعادة إلقاء السلام،
ارتفعت يده ملوحة بالنموذج؛ قال بحسم:
خذ وانصرف.
-بالطرقة بين حجرات المكاتب ،ألقي ُت أول نظرة على
النموذج ،قرأ ُت:
الغزالة المتوسطة بتثليث.
تساءلت ِب ِحيرة :الغزالة؟ تثليث؟!
لم أكن أتوقع خي ًرا من رجل متأفف ل َّوام ،أوقفت
تقدمي صوب سلم الهبوط ،عدت أدراجي إلى رئيس
التوجيه ،الذي سلمني النموذج صبيحة اليوم.