Page 110 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 110
العـدد 30 108
يونيو ٢٠٢1
أعقبت كلامها بضحكة طويلة مغموسة في المرارة،
ضحكة امرأة تعرف أكثر مما تقول.
-لكن أي ًضا ..كان ..ثمة تظاهرات شعبية.
-ل َم يتظاهر ضدي البسطاء الذين أغدقت عليهم
ورفعت من شأنهم! أما تتساءل؟! ثم ماذا يهمهم أن
يحكمهم رجل أو امرأة؟ خاصة لو حققت هذه المرأة
من العدل ما عجز عنه الرجال ..هه؟
على الفور ظهر شيخ هزيل ،بلحية ضخمة يكسوها
الشيب ظهر محنيًّا ،يحتضن ِعدة «تلميع الأحذية»،
ألقاها على الأرض واقترب يركع عند طرف ثوبها:
-السلطانة والختمة الشريفة خيرها وجمايلها عليَّ
من ساسي لراسي.
صر َفته بإشارة من طرف بنانها ،ثم ضغط ْت أزرار
هاتفها الجوال وبحث ْت ،ضغط ْت حتى وضع ْت بين
يدي الصور:
-أنظر لهذه المجموعة .أما تراهم يتكتّلون كل مرة
للنيل من أحد الشرفاء؟
تمعنت بوجوههم فقالت:
-لا ينتمون لثورتكم .فهؤلاء مأجورون .بلطجية
وخريجو سجون.
لمح ُت أحدهم يسرق حذاء من على باب المسجد في
أحد الفيديوهات .حرك ْت الماوس وأتتني بصورة
تظهر أحدهم يتحدث لأحد الكبراء .قالت:
-هذه شوارعكم .زمنكم .وهو نفس ما حدث في
زمني .أصحاب المصالح والمولعون بالسلطة أتوا
بالعبيد والغلمان والمساجين وزعموا أنها مظاهرات
شعبية.
تحير ُت في نفسي فيمن تقصد :توران شاه؟ أيبك؟
أقطاي؟ أسماء كثيرة أخرى أقل شهرة تقاسموا
كلهم تلك المطامع والصراعات وإراقة الدماء..
حيرتني عيناها أكثر ..هل أصدقهما وأكذب
المكتوب؟
أفق ُت من أفكاري فوجدتها قد اختف ْت ،فقط تعثَّر ْت
قدمي في لؤلؤة سقط ْت من ثوبها فالتقطتها ورح ُت
أفركها في راحة يدي ،ثم خبأ ُتها في أحد الكتب
القديمة التي ُتدون تاريخ تلك الفترة.
في اليوم التالي وجد ُتها «بكامل تفاصيلها» في أحد
المقاهي ،مغمورة بإعجاب الكثيرين ،سلطانة بحق،