Page 173 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 173

‫حول العالم ‪1 7 1‬‬

                    ‫أص ٌّم وأعمى‬

      ‫بينما تخصصت أمي‬          ‫يا لطيبتها مع الأطفال!»‪.‬‬    ‫رجل أصم وأعمى‪ ،‬رفيق‬
   ‫بالرياضيات‪ ،‬تخصصت‬                      ‫لاحظت أمي‪.‬‬     ‫صديقة أمي‪ ،‬كان في طريقه‬
 ‫أولجا بالفلسفة وبالتحديد‬
 ‫في موضوع (الإدراك)‪ ،‬أما‬         ‫كنت مجرد طفلة لكني‬            ‫لقضاء المساء‪ ،‬واسمه‬
  ‫موضوع دراسة أمي كان‬        ‫مقربة ج ًّدا من أمي‪ ،‬لدرجة‬      ‫ساشا‪ .‬أما صديقة أمي‬
                                                          ‫فتدعى أولجا‪ .‬وقد عرفتها‬
         ‫(الأعداد السالبة)‪.‬‬     ‫أني لم ألحظ نبرة الكبر‬       ‫منذ نعومة أظافري‪ ،‬لذا‬
       ‫سريران في المواجهة‬      ‫بصوتها‪ ،‬تلك النبرة التي‬      ‫اعتبرتها صديقتي أي ًضا‪.‬‬
‫والمشاركة في الأكل‪ ،‬الكتب‪،‬‬    ‫فسرتها جدتي قائلة‪« :‬كل‬        ‫كانت جميلة‪ ،‬أجمل حتى‬
  ‫الحواديت‪ ،‬النكات‪ .‬جعلت‬        ‫منهن تتملكها الرغبة في‬
   ‫من المستحيل ألا يصبحا‬     ‫الإنجاب لكن أمك فقط هي‬             ‫من أمي‪ .‬تملك قوا ًما‬
  ‫صديقتين‪ .‬أسرت لي أمي‬       ‫التي استطاعت أن تنجب»‪.‬‬      ‫ممشو ًقا لد ًنا وشع ًرا أسود‬
    ‫أن أولجا لم تكن خفيفة‬      ‫تقابلت أمي وأولجا أثناء‬
‫الظل بذاتها إنما تضحك من‬     ‫خضوعهما لإحدى البرامج‬         ‫فاح ًما يصل إلى خصرها‪.‬‬
                             ‫التجريبية لعلاج الخصوبة‬     ‫صحيح أ ِّني وأمي لنا شعر‬
           ‫نكاتي وتفهمها‪.‬‬                                ‫داكن إلا أنه أشعث‪ ،‬خفيف‪،‬‬
   ‫بعد يومين فقط تشاركا‬           ‫في واحدة من عيادات‬
    ‫بولهما! حين طلبت تلك‬          ‫موسكو‪ .‬خضعتا لمدة‬         ‫مهمل‪ .‬بينما شعر أولجا‬
                             ‫أسبوعين لنفس الإجراءات‬                ‫يخطف الأبصار‪.‬‬
      ‫المرأة الخشنة من كل‬     ‫بنفس الغرفة‪ ،‬تحت إدارة‬
    ‫المرضي عينات بول كل‬           ‫امرأة خشنة في بيادة‬         ‫تعيش أولجا في مدينة‬
 ‫ثلاث ساعات‪ ،‬كان مطلو ًبا‬      ‫عسكرية‪ .‬بالغرفة خمس‬          ‫على البحر الأسود‪ ،‬لكنها‬
                              ‫نساء‪ ،‬كلهن في الثلاثينات‬      ‫كلما زارت موسكو تأتي‬
      ‫منهم أن يتبولوا قبل‬    ‫من عمرهن‪ ،‬يحملن جمي ًعا‬        ‫لي بالهدايا‪ ،‬كانت هديتي‬
  ‫الذهاب إلي النوم مباشرة‬    ‫درجة الدكتوراه ‪-‬لأسباب‬        ‫المفضلة عق ًدا من الصدف‬
   ‫في الحادية عشرة مسا ًء‪،‬‬
‫ثم يضبطوا المنبه في الثانية‬              ‫تبدو عجيبة‪.-‬‬          ‫أحب أن أرتديه وأنا‬
                                                         ‫أرقص بينما أولجا تصفق‬

                                                           ‫وتغني «مسكينة أولجا‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178