Page 275 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 275

‫‪273‬‬            ‫ثقافات وفنون‬

               ‫كتب‬

                                                               ‫ك ْي َف ت َنا ُم‬                          ‫عن الإله الأصل وأصل الأشياء‬
                                                           ‫الآ َن؟ (ص‪)16‬‬
                                                                                                         ‫والمخلوقات المرتبطة به‪ ،‬وبالتالي‬

                                                           ‫هذا التكرار‬                                   ‫الصور الظاهرة والواضحة في‬

                                                           ‫يتجاوز تكرار‬                                  ‫عالم الوجود الرديف لمعنى الخلق‬

                                                           ‫الكلمة المفردة‬                                                      ‫وعلاقته بخالقه‪.‬‬

                                                           ‫وحدودها‬                                       ‫إن التكرار في قصائد الديوان هو‬

                                                           ‫الخاصة‬                                        ‫القانون الأسمى المهيمن على بناء‬

                                                           ‫والمجسدة في‬                                   ‫أغلب هذه القصائد‪ ،‬لأنه يمس‬

                                                           ‫المعنى الخاص‪،‬‬                                 ‫كل الدوال ويعين الإيقاع الكلي في‬

                                                           ‫ليتجسد في كل‬                                  ‫انتظام عناصر البناء الشعري في‬

                                                           ‫سطر شعري‬                                      ‫هذه القصائد‪ .‬فالتكرار يلعب دو ًرا‬

                                                           ‫من خلال‬                                       ‫أساسيًّا ومه ًّما في توظيف مظاهر‬

                                                           ‫تأثيره الواضح‬                                 ‫التماثل والاتساق في القصيدة‬

                                                           ‫على مسار‬                                      ‫الشعرية عند وليد علاء الدين‪ .‬فبه‬

                                                           ‫إنتاج المعنى‬                                  ‫يتم تعيين طريقة تشكيل النص‬

‫نازك الملائكة‬                                    ‫ريتشاردز‬  ‫والدلالة‪ ..‬أما‬                                ‫الشعري من موقع ما يتجلى في‬
                                                           ‫تكرار المركب‬
                                                                                                         ‫تجربة الشاعر الشخصية والذاتية‪،‬‬

                  ‫م ْن ه َنا‬                                      ‫الفعلي فنجده‬                           ‫وما يكرس الاستمرارية العلائقية‬
‫وأ ْو َق َف ال َو ْق َت في َلْع ِة ال َّر ْم ِل‬  ‫في قصيدة «م َّر كالط ُفو َل ِة»‪ ،‬يقول‬
                                                                                                         ‫التي تربطه بالأشياء وبالكلمات‪.‬‬
                                                                         ‫فيها‪:‬‬
           ‫و َسا َر‪( .‬ص‪)38 -34‬‬                                     ‫م َّر كال ُّط ُفول ِة‬                 ‫ويتمثل التكرار في ديوان «تفسر‬
      ‫فتكرار هذه الدوال في مسار‬                                         ‫م ْن ُه َنا‬
      ‫القصيدة له وظيفة تتجلى في‬                                                                          ‫أعضاءها للوقت» في هذا النظام‪،‬‬
 ‫الربط بين المقاطع الشعرية‪ ،‬حيث‬                  ‫ل ْم ُي َخلِّ ْف و َرا َء ُه‪ /‬ص ْي ًفا أ ْو َغ ْيم ًة‪/‬‬
    ‫يجعل كل مقطع شعري متعلق‬                                           ‫أ ْو ح َج ْر‪.‬‬                      ‫حيث يكون هذا التكرار من خلال‬
 ‫بسابقه وبلاحقه في الوقت نفسه‪،‬‬                                               ‫‪..‬‬
 ‫من أجل التفرد بخاصية توضيب‬                                                                              ‫تكرار وتوليد الدوال اللسانية‬
‫الدوال والمعاني وتكثيف الأصوات‬                                 ‫م َّر الهوا ُء س ِري ًعا‬
‫وتكثيرها في القصيدة باعتماده على‬                                 ‫فا ْنت َصب ْت ُحل ًما‬                   ‫والعبارات والكلمات والمفردات‬

         ‫الدال المعجمي واللغوي‪.‬‬                           ‫و َب َك ْت ز ْرق ًة في َر ِحي ٍق‪.‬‬              ‫التي لها أثرها الدال على الخطاب‬
    ‫يكتب الشاعر وليد علاء الدين‬                                              ‫‪..‬‬
    ‫شعره وهو يضع نصب عينيه‬                                                                               ‫الشعري في كل قصيدة على حدة‪.‬‬
   ‫واهتمامه الأدبي تلك الرغبة في‬                                ‫م َّر ال ِغنا ُء س ِري ًعا‬               ‫ففي تكرار المفردة مث ًل نجده يكرر‬
 ‫ترك أثر واضح وجلي لدى متلقي‬                                  ‫ت َدلَّ ْت ُو َر ْيقا ُت َل ْو ٍز‬
   ‫شعره‪ ،‬فيعمل جاه ًدا على انتقاء‬                           ‫و َغ َّط ْت َبها َء ال ِو َصا ِل‬             ‫اسم الاستفهام «ك ْم» و»كيف» في‬
 ‫مفرداته وكلماته وعباراته وجمله‬                                ‫ِبـ( َها ِء) الح ِري ِق‪.‬‬                  ‫قك ْمص ِقينِّديةَن َة« ُت ِعَو ْْيط ٍرج»َق ْدحأي ْهلث َكي ْقتولِتل ْر ِفبيَطهاب‪ْ :‬ي َن‬
  ‫الشعرية التي لها وقع خاص في‬                                                                                                  ‫اللَّ ْي ِل و َب ْين َك؟‬
                                                                             ‫‪..‬‬                          ‫ت ْلست ِّئكِيُمنًاح َُوشا ِحُ َفذ اْتللَّ َْيف ِْلو َقع َل ْيح ِكَوا؟ ِف َك؟‬  ‫ك ْم‬
                                                                  ‫م َّر في ال َّر ْق ِص‬                                                                                                ‫ك ْم‬
                                                           ‫كأ َّن ال َشبا ِبي َك َت َفتَّح ْت‬                        ‫ك ْي َف و َج ْد َت الما َّر َة‬
                                                                                                         ‫ِحي َن َصع ْد َت ال ِج ْس َر إِ َل ْيه ْم َل ْي ًل؟‬
                                                                    ‫و َه َّب َف ْح ٌل‪.‬‬                                         ‫ك ْي َف م َسا ُؤ َك‬
                                                                             ‫‪..‬‬                                                ‫َصبا ُح َك؟‬           ‫ك ْي َف‬
                                                           ‫م َّر كال ُّطفو َل ِة‬                         ‫ال َح ِّي؟‬  ‫ح َما ُم‬  ‫ُي َب ْقبِ ُق ِفي َك‬  ‫ك ْي َف‬
               ‫نفس المتلقي‬                                                                                                     ‫ك ْي َف البِ ْن ُت ا ْل‪..‬‬
   270   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280