Page 276 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 276

‫العـدد ‪30‬‬                              ‫‪274‬‬

                                                 ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

‫مثالب هوميروس‪..‬‬

        ‫الخروج من الزمن‬
                                                            ‫د‪.‬محمد عرش‬

‫(المغرب) الأسطوري لمواجهة العدم‬

   ‫اتباع طريقة واحدة‪ ،‬أو السير‬                    ‫الغابة‪ .‬حتى «رفات جلجامش”‪،‬‬                 ‫عن دار فضاءات بعمان‪-‬‬
  ‫في طريق واحد‪ ،‬بل الطرق عنده‬                         ‫الذي نال عليه جائزة وزارة‬
 ‫تتع َّدد‪ ،‬ومع تعددها تبرز طرائق‬                                                            ‫الأردن‪ ،‬صدر للشاعر والناقد‬
                                                  ‫الثقافة‪ ،‬و»ياااا هذا تكلم لأراك”‪،‬‬        ‫صلاح بوسريف كتاب «مثالب‬
   ‫وأشكال شعرية‪ ،‬بمثابة عيون‬                       ‫و”كتاب الليل والنهار”‪ ،‬إضافة‬
         ‫تنبع من الطريق الأول‪:‬‬                    ‫إلى تنوع كتابات الشاعر في أكثر‬              ‫هوميروس» في جزأين‪ ،‬فيه‬
                                                                                        ‫يواصل السير نحو كتابة جديدة‪،‬‬
  ‫“ ُس ًدى‪َ ،‬ت ْخلُق المساف َة بين أ َّول‬              ‫من حقل‪ ،‬وأكثر من مجال‪.‬‬
               ‫الطريق وآخرها‪.‬‬                      ‫في هذا العمل ال ِّشعر ّي‪ ،‬يتماهى‬       ‫تحفل بالنص‪ ،‬عوض القصيدة؛‬
                                                                                        ‫وهذا النوع من الإبداع‪ ،‬يحتاج إلى‬
‫ُس ًدى َي ُدك ُت َل ِّوح لقا ِر ٍب ُعبو ُره إلى‬      ‫صلاح بوسريف مع الشاعر‬               ‫َن َفس شعر ّي طويل وعميق‪ ،‬وإلى‬
  ‫ال ِّض َّفة الأخرى من الماء َت َعثَّر”‪.‬‬            ‫الإغريقي الأعمى هوميروس‪،‬‬           ‫تعدد المرجعيات بحسب الموضوع‪،‬‬
                        ‫(ص‪)9‬‬                                                             ‫مع إفساح مجال فسيح للتخييل‪،‬‬
   ‫هكذا‪ ،‬من السارد تبدأ الحكاية‬                          ‫حيث انفتاح النص الأول‬
 ‫والأسطورة‪ ،‬حيث يلبس الشاعر‬                         ‫‪-‬بمصاحبة الربابة‪ -‬على عدة‬              ‫للمساهمة في بناء معمار النص‬
  ‫هوميروس كساء الراوي‪ ،‬ويبدأ‬                     ‫ثيمات‪ :‬حروب‪ ،‬أساطير‪ ،‬أعراس‪..‬‬            ‫وجماليته‪ ،‬وشد انتباه المتلقي إلى‬
  ‫في َتخ ُّيل ما حلم به ورآه برغم‬                ‫لتبدو مهمة الشاعر عسيرة‪ ،‬لأنه‬
    ‫عماه‪ ،‬ثم التماهي مع الشاعر‬                     ‫يبني من قلق التأثر‪ ،‬ما يتجاوز‬            ‫عوالم النص أو الكتاب كام ًل‪.‬‬
                                                   ‫الراهن إلى المستقبل‪ ،‬وفق حيل‬            ‫لم يأ ِت هذا اعتبا ًطا‪ ،‬وإنما جاء‬
‫بوسريف‪ ،‬لإرشاد السفن حتى لا‬                                                               ‫مسبو ًقا بمشروع شعري‪ ،‬بدأه‬
                ‫تضل أو تضيع‪.‬‬                           ‫تضمن الحفاظ على شعرية‬                ‫الشاعر منذ سيرته الشعرية‪:‬‬
                                                       ‫السرد‪ ،‬بل ُتع ِّز ُزها شعر ًيا‪.‬‬
‫تخضع هذه الـ”مثالب»‪ ،‬للتخطيط‬                       ‫يؤ ِّكد الشاعر صلاح بوسريف‪،‬‬                 ‫حامل المرآة‪ ،‬وشرفة يتيمة‬
       ‫المسبق‪ ،‬بحيث إن أي رمز‬                    ‫جر ًيا على عادة إمبادوقليس‪ ،‬عدم‬           ‫بأجزائها‪ -1 :‬خبز العائلة‪-2 .‬‬
                                                                                           ‫حجر الفلاسفة‪ -3 .‬لا يقين في‬
   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281