Page 279 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 279
277 ثقافات وفنون
موسيقى
استقلال الموسيقى
عن الشعر والغناء
د.فوزى الشامى
زكريا ن ًّصا فى كتابه ما يلي: ذات الوقت قدر ما من الموسيقى من القضايا الهامة التي تناولها
«مما لا شك فيه أن من علائم غير المرتبطة بالغناء ،إلا أننا لا
تقدم أي فن ،أن يستطيع الوقوف نستطيع أن نضع هذا القدر في المفكر والكاتب وأستاذ الفلسفة
على قدميه بمجهوده الخاص ،وألا بجامعة القاهرة الدكتور فؤاد
يكون في حاجة إلى فن آخر يكمل مواجهة هذا الكم غير المحدود من زكريا ( )2010 -1927منذ خمس
التعبير عن معانيه .وفي هذا رأينا الأغاني ،كما لا نستطيع أن نتجرأ وستين عا ًما في كتابه بعنوان
الموسيقى الغربية قد استقلت عن «التعبير الموسيقي» الصادر ضمن
الشعر والغناء منذ زمن بعيد، ونصفه بأنه موسيقى خالصة، سلسلة الثقافة السيكولوجية
وتمكنت ،بعد تطور طويل ،من أن رغم أنه لا يصاحب كلمات أغنية، ،1956عام تأميم قناة السويس
تؤدي رسالتها التعبيرية كاملة، والعدوان الثلاثي على مصر ،هي
دون حاجة إلى معونة أي فن ذلك لأن طابعه يميل كثي ًرا إلى قضية ارتباط الموسيقى بالكلمة،
آخر ،وأصبح الشعر أو الرقص الطابع الغنائي أو التعبير الغنائي،
لا يضاف إلى الموسيقى من أجل وكأنه يحمل كلمات أغا ٍن أو أبيا ًتا وهو يقصد تحدي ًدا الشكل
ملء فراغ فيها ،بل من أجل إيجاد الموسيقي الغنائي السائد في
جديد من الفن الموسيقي الشعري، من الشعر.
أو الموسيقي الراقص فحسب. حول هذه القضية يقول د.فؤاد
فما هي الخطوات التي خطتها
الموسيقى الشرقية في طريق بلادنا ،وهو الأغنية شع ًرا أو نث ًرا.
الاستقلال؟ من الواضح أن هذه فارتباط الموسيقى بالأغنية أو بأي
الموسيقى تقف عاجزة تما ًما عن
التعبير عن أي معنى أو أية عاطفة. شكل آخر من أشكال فنون الكلمة
فالموسيقى الشرقية لا تملك بذاتها
أية قدرة تعبيرية ،وإنما تكاد أو الأدب ،هو قائم منذ زمن بعيد
تجربتنا الموسيقية كلها تنحصر
في الأغاني وحدها .فإذا بحثت عن ومازال.
يدعي د.فؤاد زكريا بأن
عالمنا الموسيقي ينحصر
فقط في نطاق ضيق للغاية،
ويقصد نطاق الأغنية ،وليس
من شك أنه ادعاء صحيح
نوافقه عليه ،ولكن مع بعض
التحفظات ،فقد كان لدينا في
فؤاد زكريا