Page 37 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 37
35
يمكن تفسير اللوحة الخاصة بالغلاف الأمامي،
على أنها تمثل حركة المريدين في جلوة أو حلقة ذكر
أو في التعبد ،الأجساد تتطوح في استسلام تام،
والحركة تدل على رتابة عبر تكرارها ،فالأجساد
مرتخية ،ويضم الجمع بعض النساء ،الكل مطموس
الملامح ،ثمة من يقودهم في يمين اللوحة ،هو المتقدم
والمركز ،ملابسهم فضفاضة ،عبارة عن مرقعات،
والرءوس معتمرة بعمامات مقلوظة ،يقفون على
بساط أحمر ،ودلالة اللون الأحمر لدى الصوفية
معروفة ،وهو يغلب بتدرجاته ،إلى جانب الأخضر،
كذلك الأصفر بدرجاته .اللون الأصفر هو لون
الضوء النور والصفاء والوضوح ،واللون الأحمر
عند الصوفية دلالة على النفس الملهمة المتواضعة،
بينما اللون الأخضر يحمل دلالة النفس الراضية.
يتسيد اللون الأسود ،كأنه راية أو إشارة ،بداية من
العنوان ،ثم الإعلان عن الجنس االأدبى ،يليه اسم
الروائي .اللون الأسود هو سيد الألوان ،لا تظهر
الألوان إلا بوجوده ،إنه راية محمد «ص» ،وكانت
راية العباسيين سوداء ،والسواد دلالة على الحزن،
وكذلك الغموض.
يبدو أن كل ذلك يغلفه غلالة من اللون الأصفر
الذي يمتد من خلفية تعلو اللوحة التي
تمثل قاعدة راسخة للغلاف،
إضافة إلى الرسومات
والزخارف النباتية
الإسلامية ،وثمة
رابط يبدو واهيًا
أو ناله الطمس،
وهو عبارة عن
كلمات في أقصى
اللون الأصفر من
الألوان الأساسية،
إنه رمز الثراء،
والضوء ،والتفكير
السديد ،وهو أشد
الألوان بهجة ،لون
أشعة الشمس
وتوهجها،
لكنه أي ًضا
نجيب محفوظ