Page 171 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 171

‫تساهم هذه اللغة المتوترة‪ :‬الصور‬                            ‫تومس هوبز‬
       ‫والتجاور والانزياح‪ ،‬في كسر أنف‬
                                                             ‫إلى تكرار مفردات معينة‬
‫المعنى قبل كسر أفق المتلقي المعتاد‪،‬‬                        ‫محم ًل أياها رمو ًزا دلالية‬
  ‫فهي فضًل عن المفارقة اللغوية التي‬
                                                             ‫تتضح من السياق‪ :‬مثل‬
‫تخلقها‪ ،‬ترغم الدلالة على الدوران حول‬                       ‫لفظة التوت أو الحشائش‪،‬‬
    ‫نفسها في دوائر صغيرة للمعنى‪ ،‬لا‬                         ‫ورغم ميل فتحي عبد الله‬
      ‫تجيد مد أواصر التفاهم مع غيرها‪،‬‬
        ‫متضامنة مع صوت الفرد الغريب‬                          ‫إلى اتخاذ رموز الأرض‬
                                                           ‫والبساتين وسيلة للتعبير‬
 ‫والنائي والمتحد مع وحدتة في زمن لا‬                         ‫فإنها هنا تفتح أف ًقا دلاليًّا‬
                  ‫يميل إلى نسج التواصل‬
                                                                 ‫مغاي ًرا عبر اقترانها‬
                    ‫التاج‬         ‫دون أن ألمس النقوش‬         ‫بالجسد أو الحب «وهذا‬
‫الذي انصرف إلى أعماله في‬        ‫أو أقتل الطائر الذي على‬   ‫يؤدي إلى كثرة الانزياحات‬
                                                            ‫اللغوية في النص النثري‪،‬‬
           ‫الأراضي البور‬                      ‫سريرها‬          ‫ويجعل الجمل مفتوحة‬
  ‫أو نام على قطيفة حمراء‬    ‫فقد وهبتني نمنمات أذكرها‬          ‫الدلالة‪ ،‬فيكسر الأديب‬
   ‫عليها طائر يذهب وحده‬                                      ‫حواجز اللغة بالمزج بين‬
                                    ‫في الفيضان الكبير‬      ‫الشعري والسردي م ًعا في‬
                  ‫ويعود‬              ‫وأنا نائم دون ألم‬       ‫نصه‪ ،‬ويكثر من الإيحاء‬
‫وإلى أن تدرك توته الأبيض‬        ‫أما على مستوى الدلالة‬
                                ‫فلا يبتعد الشاعر كثي ًرا‬            ‫والتصوير»(‪.)2‬‬
      ‫عليها أن تلقي حزام‬         ‫عن أرض الغرابة التي‬       ‫إيحاء غير معتاد ولا يركن‬
       ‫الصوف على المائدة‬       ‫اختطها عبر اللغة‪ ،‬الدلالة‬  ‫إلى صور مجازية قريبة من‬
    ‫وتقص الحشائش التي‬        ‫لا تمنح نفسها بسهولة بل‬      ‫الذهن أو مستخدمة بطريقة‬
                              ‫تفتح للقارئ ألف احتمال‬
              ‫تعلو المالك‪.‬‬  ‫واحتمال لما يريد‪ ،‬عبر صور‬        ‫ثقافية‪ ،‬بل هو من يمتلك‬
 ‫تتصل الدلالة في قصائده‬        ‫ومجازات وسرد شعري‬          ‫مفاتيح أبوابها الخاصة عبر‬
 ‫عبر مجموعة خوارزميات‬          ‫متوتر‪ ،‬لا يقف كثي ًرا عند‬  ‫لغة تتناوب فيها مستويات‬
                             ‫الموسيقى لكنه يملك ايقا ًعا‬
      ‫يمكن تأشير بعضها‬        ‫داخليًّا محسوس الحركة‪،‬‬        ‫إيقاع الكتابة بين الحلم‪/‬‬
                 ‫كالآتي‪:‬‬    ‫إيقاع منهك الخطى لاهث أو‬            ‫الجمال‪ /‬والصدمة‪/‬‬
                                                                           ‫والواقع‪:‬‬
   ‫السرد‪ :‬لا يبدو توظيف‬                        ‫منتش‪.‬‬
    ‫السرد داخل القصيدة‬                  ‫بقفازات زرقاء‬
    ‫بدعة معاصرة‪ ،‬ولعلنا‬      ‫تقبض حبيبتي على صاحب‬
  ‫إذا ما حاولنا متابعة هذه‬
 ‫المسألة وجدنا لها جذو ًرا‬
  ‫أصيلة في الشعر العربي‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176