Page 174 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 174

‫العـدد ‪29‬‬        ‫‪172‬‬

                                                         ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬      ‫تبادلوا منديله الأبيض‬
                                                                               ‫الذي وقع منه‬
     ‫شعرية مثل نصوص‬           ‫لأنهما تقضيان على روح‬
  ‫فتحي عبد الله في ديوانه‬                 ‫الشعر»(‪.)7‬‬                    ‫أثناء نومهم في جواره‬
   ‫يملأ فمي بالكرز تجربة‬                                                    ‫وقد خلطوا زفيره‬
                               ‫تتسع مثل هذه القصائد‬
     ‫مأمونة المخاطر‪ ،‬فثمة‬    ‫لأكثر من معنى ولا تبحث‬                     ‫بالعطور التي سرقوها‬
  ‫تغريب وتجريب وفرادة‬       ‫عن يقين‪ ،‬هي تمنح قدرتها‬                   ‫واكتفوا أن يذبحوا خياله‬
  ‫وجرأة في اللغة والخيال‪،‬‬      ‫على تشكيل سلاسل غير‬
‫وفي خلق المشاهد وترسيم‬                                                            ‫بين الممرات‬
    ‫المشاعر وإعداد الإيقاع‬      ‫مترابطة في الظاهر من‬                    ‫فقد تعثر أكثر من مرة‬
                                  ‫الأفكار‪ ،‬فيما تختبىء‬                 ‫تقوم هذه القصيدة على‬
    ‫وكل ما يتعلق من أفق‬           ‫تحتها قدرة أو فكرة‬                 ‫تناص مع بيسوا وإدخاله‬
   ‫دلالي خاص بالقصيدة‪،‬‬        ‫للسخرية العميقة من كل‬                  ‫في تجربة سردية شعرية‬
‫قصائد لا تعلن عن أهدافها‬    ‫أشكال اليقين أو السرديات‬                 ‫تصور وضعه داخل إطار‬
    ‫بيسر بل تظل تدور في‬         ‫الكبيرة عبر الارتماء في‬             ‫تجريبي ذهني خيالي بحت‪،‬‬
‫أكثر من موقع وهي تسخر‬         ‫أحضان الطبيعة أو الحب‬                   ‫مستفي ًدا من الإطار العام‬
‫أو تبتسم‪ ،‬وفي أحيان قليلة‬        ‫أو حتي الصعلكة «إ ًذا‬                  ‫لهذا الاسم‪ ،‬مرك ًزا على‬
   ‫تغضب‪ ،‬قصائد (فتحي‬         ‫النص الذهني‪ ،‬نتاج عملية‬                  ‫تفاصيل الحياة البسيطة‬
‫عبد الله) تشبه هذا العصر‪،‬‬   ‫استغراقية متولدة من أفكار‬                ‫«فالنص الذهني قد يكون‬
‫ليست واضحة ولا تضمن‬            ‫ورؤى إبداعية في مخيلة‬                    ‫رم ًزا باطنيًّا افتراضيًّا‪،‬‬
 ‫اللجوء إلى هوية معينة أو‬      ‫الشاعر‪ ،‬يشكل بها عالمًا‬               ‫يمثل واق ًعا خارجيًّا‪ ،‬ناب ًعا‬
‫الانتماء إلى مدرسة شعرية‬        ‫من الجمال الشعري في‬                   ‫من تأملات العقل الباطن‬
‫محددة‪ ،‬غير موقنة بحقيقة‬     ‫إنتاج الصورة‪ ،‬يتجاوز بها‬                   ‫واللاوعي للشاعر‪ ،‬لانه‬
                            ‫حدود اللغة في كتابة النص‬                  ‫يعمل دون أن ُيشعر به‪،‬‬
      ‫ومتشبثة بالإفصاح‬       ‫إلى حدود الرؤى التأويلية‬                   ‫وينبغي أن يكون بعي ًدا‬
   ‫بوصفه خيار الإنسانية‬                                               ‫عن المباشرة والتقريرية‪،‬‬
 ‫الأخير في مواجهة كل هذا‬              ‫والفلسفية»(‪.)8‬‬
                               ‫لا تبدو مقاربة نصوص‬
       ‫الاضطراب والرعب‬

                                                                       ‫الهوامش‪:‬‬

                                                        ‫‪ -1‬ينظردراسات في لغة الشعر‪ /‬جان كوهين‪.‬‬
‫‪ -2‬حكمت النوايسة (‪ ،)2013‬جدل المبنى والمعنى في العمل الروائي (الطبعة الأولى)‪ ،‬الأردن‪ :‬وزارة الثقافة‪،‬‬

                                                                       ‫صفحة ‪ .223 ،221‬بتص ّرف‪.‬‬
                            ‫‪ -3‬ملامح العلاقة بين الشعر والسرد‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2013 ,4‬محمد فائز جيجو‪.‬‬
 ‫‪ -4‬قراءات نقدية‪ ،‬مفهو ُم الصور ِة الشعري ِة عند شعرا ِء الحركة الصورية‪ ،‬حسني التهامي‪ .‬صحيفة المثقف‬

                                                                                    ‫‪.2021 /3 /11‬‬
               ‫‪ -5‬الصورة الذهنية في قصيدة الهايكو‪ /‬محمد القيسي‪ /‬صحيفة المثقف ‪.2019 /5 /23‬‬

                                                                                         ‫‪ -6‬نفسه‪.‬‬
 ‫‪ -7‬الصورة الذهنية في ديوان الشاعر علاء الدين الحمداني «زغ ٌب ويطير»‪ 27 ،‬مايو ‪ ،2018‬بقلم‪ /‬حسين‬

                                                                                   ‫عجيل الساعدي‪.‬‬
                                                                                         ‫‪ -8‬نفسه‪.‬‬
   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179