Page 29 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 29

‫‪27‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

   ‫وله اهتمامات علمية‪ ،‬يمكن أن يساعدها في ذلك‪.‬‬       ‫ذات صوت ساحر‪ ،‬وجمال أخاذ‪ ،‬لكنها كانت تضع‬
‫وهكذا نجد أن الحبكات الثانوية مترابطة ومتشابكة‬       ‫دائ ًما بينها وبين المتطفلين حاج ًزا‪ ،‬وتصر على الغناء‬

     ‫وتدعم الحبكة الرئيسة للرواية‪ .‬ومن الحبكات‬          ‫من وراء ستارة‪ ،‬كما كانت ترتدي الحجاب دائ ًما‬
     ‫الطريفة التي تتعلق بحياة (نهى) أثناء سفرها‬          ‫لطرد عيون المتطفلين على جمالها‪ .‬لكن (نبفشة)‬
   ‫إلى باريس تلك المتعلقة بمناداة أحد الغرباء عليها‬     ‫صدمت عندما اكتشفت أن إسماعيل‪ ،‬الذي ولدها‬
‫باسم (جايا) وهو أمر أثار استفزازها واستغرابها‪،‬‬        ‫أحد أبنائه‪ ،‬هو والد (صبحي) زوجها‪ ،‬وهو التاجر‬
 ‫لكنها علمت لاح ًقا أنها فع ًل تحمل شب ًها بشخصية‬
‫(جايا) الهندية الأصل التي تزوج منها والد زوجها‬            ‫الذي أهداها إلى الوالي‪ ،‬مما سبب لها إحسا ًسا‬
  ‫(فؤاد صبحي الكتبخاني) أثناء دراسته في لندن‪،‬‬          ‫بالخزي والذنب‪ ،‬وأنها تتحمل بصورة أو بأخرى‬
‫لكنها آثرت الانفصال عنه‪ ،‬وأنجبت عد ًدا من النساء‬
    ‫الجميلات اللائي يحملن ملامح الجمال الهندي‬            ‫جريرة هذا الانحطاط الأخلاقي‪ .‬ولذا أرادت أن‬
‫ممن يحملن اسم (جايا) أي ًضا‪ .‬ومثل هذه الحبكات‬         ‫تكفر عن خطيئتها ‪-‬التي فرضت عليها قس ًرا‪ -‬عن‬
‫ساهمت في خلق لون من الاستباق السردي‪ ،‬وحالة‬
      ‫من «أفق التوقع» التي تجعل القارئ مشدو ًدا‬         ‫طريق الهرب والعودة إلى أسرتها في (سمرقند)‪،‬‬
   ‫إلى معرفة الحقيقة‪ ،‬وهي تقنيات أجادت الروائية‬      ‫حيث التجأت إلى (المس بيل) شخصيًّا التي تعاطفت‬
 ‫توظيفها لشد ضفيرة النسيج السردي في الرواية‪.‬‬
 ‫رواية «عشاق وفوتوغراف وأزمنة» عمارة سردية‬             ‫معها‪ ،‬وسهلت أمر سفرها إلى طهران ومن ثم إلى‬
‫مركبة باذخة ومشروع وطني‪ ،‬بعيون أنثوية لقراءة‬                                              ‫(سمرقند)‪.‬‬
  ‫معاناة الفرد العراقي وأوجاعه وأحلامه وأشواقه‬
‫عبر التاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافي للعراق‬         ‫وترتبط هذه الحكاية‪ ،‬بحكاية (الفونوغراف) الذي‬
                                                          ‫اقتناه الجد (صبحي)‪ ،‬وسجلت عليه (نبفشة)‬
               ‫الحديث‪ ،‬عبر ما يزيد على المائة عام‬
                                                        ‫اعترافها الخطير الذي أدى إلى هربها‪ .‬كما يرتبط‬
                                                        ‫(الفونوغراف) من جهة أخرى بشخصية (نادر)‬

                                                           ‫رجل الظل بالنسبة لبطلة الرواية (نهى جابر‬
                                                       ‫الكتبخاني) التي كانت بحاجة إلى من يساعدها في‬

                                                        ‫تصليح (الفونوغراف)‪ ،‬فعلمت عن طريق إحدى‬
                                                       ‫صديقاتها أن شقيقها (نادر) متخصص بالفيزياء‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34