Page 34 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 34

‫العـدد ‪29‬‬  ‫‪32‬‬

               ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬

‫بنديتو كروتشه‬       ‫الأصليّ للنّص‪ ،‬م ّما يعني قدرة المتل ّقي على التّفاعل‬
                 ‫مع النّ ّص بك ّل ح ّر ّية وإبداعيّة؛ لأ ّنه يكون في مواجهة‬
               ‫مباشرة مع النّ ّص عن طريق ال ّروابط التي تتيح للمتل ّقي‬
                  ‫العديد من الخيارات في عمليّة التّل ّقي أو الإبداع‪ ،‬فهو‬
                  ‫يبدع ن ًّصا جدي ًدا ومختل ًفا‪ ،‬كلّما اختار راب ًطا مختل ًفا‬
                  ‫يتح ّكم بمساراته القرائيّة؛ إذ لم يعد المتل ّقي في إطار‬
               ‫الأدب التّفاعليّ مجب ًرا على ا ّتخاذ بداية مو ّحدة بينه وبين‬
                  ‫مجموع المتل ّقين الآخرين؛ لأ ّن البدايات غير مو ّحدة‪،‬‬

                                                ‫وكذلك النّهايات‪.‬‬
                   ‫تتّصف نصوص الأدب التّفاعليّ بعدد من ال ّصفات‬

                       ‫التي تميّزها عن نظيرتها التّقليد ّية كما توردها‬
                  ‫ا‪1‬لنّ‪-‬ا إقدّنةا‪ ‬اللأإدمابراالتتّيفةافعاليّطميةق ّدالمبنري ًّكصاّي‪:‬مفتو ًحا‪ ،‬ن ًّصا دون‬
               ‫حدود‪ ،‬إذ يمكن أن ينشئ المبدع ‪-‬أ ًّيا كان نوع إبداعه‪-‬‬
                ‫ن ًّصا‪ ،‬ويلقي به في أحد المواقع على ال ّشبكة العنكبوتيّة‪،‬‬
                   ‫ويترك للق ّراء والمستخدمين ح ّر ّية إكمال النّ ّص كما‬

                                                      ‫يشاؤون‪.‬‬
               ‫‪ -2‬إ ّن الأدب التّفاعليّ يمنح المتل ّقي أو المستخدم فرصة‬
                 ‫الإحساس بأ ّنه مالك لك ّل ما يقدم على ال ّشبكة‪ ،‬أ ّي أ ّنه‬

                   ‫ُيعلي من شأن المتل ّقي الذي أهمل لسنين طويلة من‬
                 ‫قبل النّ ّقاد والمهت ّمين بالنّ ّص الأدب ّي الذين اهت ّموا أو ًل‬
                  ‫ب‪3‬الم‪-‬بدلاع‪،‬يعثت ّمربافلنّالأّدص‪،‬بوااللتّتففاتعواليّمباؤلمّخب ًدراعإلالىوالمحتيلدّق ليل‪.‬نّص‪،‬‬

                     ‫وهذا يجعل المتل ّقين والمستخدمين للنّص التّفاعليّ‬
                   ‫مشاركين فيه‪ ،‬ومالكين لح ّق الإضافة والتّعديل في‬

                                                 ‫النّ ّص الأصليّ‪.‬‬
                    ‫‪ -4‬البدايات غير مح ّددة في بعض نصوص الأدب‬
                  ‫التّفاعليّ؛ إذ يمكن للمتل ّقي أن يختار نقطة البدء التي‬
                 ‫يرغب بأن يبدأ دخول عالم النّ ّص من خلالها‪ ،‬ويكون‬
                   ‫هذا باختيار المبدع الذي ينشئ النّ ّص أو ًل‪ ،‬إذ يبني‬
                ‫ن ّصه على أساس ألا تكون له بداية واحدة‪ ،‬والاختلاف‬
                    ‫في اختيار البدايات من متل ٍق لآخر يجب أن يؤ ّدي‬
                    ‫إلى اختلاف سيرورة الأحداث (في النّ ّص ال ّروائ ّي‪،‬‬
                 ‫أووكاذلملكسرفيحماّي‪،‬يمعكلىن أسنبييل اصلملثاإللي)همكن ّلممتتلل ٍقٍقلآمنخرنأتايئ ًجض‪.‬ا‪،‬‬
                   ‫‪ -5‬النّهايات غير مو ّحدة في معظم نصوص الأدب‬
                 ‫التّفاعليّ‪ ،‬فتع ّدد المسارات يعني تع ّدد الخيارات المتاحة‬
                 ‫أمام المتل ّقي‪ /‬المستخدم‪ ،‬وهذا يؤدي إلى أن يسير ك ّل‬
                    ‫منهم في ا ّتجاه يختلف عن الا ّتجاه الذي يسير فيه‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39