Page 35 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 35
33 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
الآخر ،ويتر ّتب على ذلك اختلاف المراحل التي سيمر
بها ك ّل منهم ،م ّما يعني اختلاف النّهايات ،أو على
الأق ّل ،اختلاف ال ّظروف المؤ ّدية إلى تلك النّهايات ،وإن
تشابه ْت ،أو توحد ْت.
-6يتيح الأدب التّفاعليّ للمتل ّقين /المستخدمين فرصة
الحوار الحي والمباشر ،وذلك من خلال المواقع ذاتها
التي تقدم النّ ّص التّفاعليّ ،رواية كان ،أم قصيدة ،أم
مسرحية؛ إذ بإمكان هؤلاء المتل ّقين /المستخدمين أن
يتناقشوا حول النّ ّص ،وحول التّط ّورات التي حدثت
في قراءة ك ّل منهم له ،وهي تختلف غالبًا عن قراءة
الآخرين لها.
-7إ ّن المزايا جميعها تتضافر لتتيح هذه الميزة ،وهي
أ ّن درجة التّفاعليّة في الأدب التّفاعليّ ،تزيد كثي ًرا عنها
ف8ي-الفأيد البأادلتّبقلايلدتّفّايعاللميّق ّدتتمع ّدعلدى الصوورسيالطتّ افالعورل،ق ّبي.سبب تع ّدد
ال ّصور التي يق ّدم بها النّ ّص الأدب ّي نفسه إلى المتل ّقي/
المستخدم.
أ ّما النّاقد المغرب ّي سعيد يقطين فيع ّرف الأدب التّفاعليّ
على أ ّنه مجموع الإبداعات والأدب من أبرزها التي
تولّدت مع توظيف الحاسوب ،ولم تكن موجودة قبل
ذلك ،أو تط ّورت من أشكال قديمة ،لكنّها ا ّتخذت مع
الحاسوب صو ًرا جديدة في الإنتاج والتّل ّقي.
أ ّما النّاقدة المغربيّة زهور كرام التي اختارت تسميته
تبالطأودر بالانّل ّر ّقصمالّيأ،دبفتّيرالىذأ ّنيهيالتّشعهبدي رشالّك ّرلاّقمجّيديعًدانمن التّج ّل
ال ّرمز ّي باعتماد تقنيّات التّكنولوجيا الحديثة والوسائط
الإلكترونيّة ،فالأدب ال ّرقم ّي أو المترابط أو التّفاعليّ يت ّم
في علاقة وظيفيّة مع التّكنولوجيا الحديثة ،ويقترح
رؤى جديدة في إدراك العالم ،كما أ ّنه يعبّر عن حالة
انتقاليّة لمعنى الوجود ومنطق التّفكير.
ما يفهم من مصطلح الأدب التّفاعليّ –وفق ما تقول
زهور ك ّرام -هو أ ّنه الأدب الذي يقوم على تقنيّة النّ ّص
المترابط ،وأ ّنه كتابة وقراءة معلوماتيّة غير خطيّة للنّص
الأدب ّي الذي يدخل عص ًرا جدي ًدا بإيقاع تكنولوج ّي
رقم ّي وبأدوات إبداعيّة تواكب مجريات العصر
(الحاسوب المتّصل بشبكة الانترنت) والإفادة من
عناصر (الميلتميديا) التي لم تعد فيه الكلمة سوى جزء
من عناصر متع ّددة ،كال ّصوت وال ّصورة والموسيقى
والألوان ،ويفتح هذا النّمط من الكتابة ال ّرقميّة فضاء