Page 24 - بورتويفليو نظريات المنهج (وضحى العتيبي )
P. 24
(ه) فهم دور المعلم على أنه وسيط بين عالم الكبار وعالم الصغار ،مما جعل المبادأة في الموقف
التعليمي بيد المعلم وليس بيد التلميذ ،وبالتالي أصبح التلميذ في موقف الشخص الذي يستقبل المادة
الدراسية التي يشرحها المعلم مستعينة بالكتاب المدرس ي ،أو يلخصها ليجعل عملية حفظها عملية
سهلة ،دون أن يحمل التلاميذ مسؤولية جمع المادة الدراسية من مصادر مختلفة وتنظيمها وتبويبها،
والقيام بالنشاط العملي المتنوع المرتبط بالمادة الدراسية وتطبيقاتها.
وقد أدى كل ذلك إلى تحديد ما يدرسه التلاميذ مقدمة من جانب المتخصصين في المواد الدراسية
وفرضه عليهم وإلزام المعلمين وادارة المدرسة بتنفيذه بدقة دون أي تعديل على الاطلاق( .سعادة،
إبراهيم :۲۰11 ،ص .)410
(و) تعتبر الكتب المقررة أهم مصدر لهذه المواد الدراسية وعلى المعلمين أن يفرضوا ما فيها على
التلاميذ فرضًا ،كما اهتمالمنهجالمدرس ي بمنطقالمادةالدراسيةعلىحسابمنطقالتلميذ.
الانعكاسات علىالمنهج:
بعد هذا العرض للأسس الفلسفية والتربوية المناهج الأساسية ،قد يكون من الضروري تحقيق
هذه النظرية بصورة أكثر تحديدًا ووضوح ًا عن طریق عرض أهدافها العامة ،والخطوط العريضة
لمحتوى المنهج الذي يتبعها ،وطرق وأساليب التدريس والتنظيم والتقويم التي تقرها وفيما يلي توضيح
ذلك:
-1الأهداف:
أول ًا :إن الهدف من التربية هو الارتفاع المتدرج بالمتعلم نحو الوصول إلى معرفة المطلق وإثباته.
والسبيل إلى ذلك يكون بالعناية بكمال الذات الإنسانية والرقي بها إلى أقص ى درجات الكمال الروحي
لتكونأهل ًاللوصولإلىالعناصرالجوهريةوالحقائقالمطلقة.
ثاني ًا :ينبغي أن يهدف المنهج إلى تنمية العقل وتدريبه على الفهم دون تفاوت بين الناس ،ودون اعتبار
للزمان أو المكان .فالعقل هو مركز الواقع ،ولذلك يجب على المنهج أن ينمي قدراته الأولية كالتذكر
والفهموالاستنتاجأوالتأمل ،كما يجب أنتهدفدراسةالأساسياتإلىتحريرالعقولمنالأخطاء.
24