Page 218 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 218

‫العـدد ‪31‬‬                        ‫‪216‬‬

                                                                   ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

  ‫أيام المواساة لا تخرج عن‪:‬‬     ‫معلوم لك ولي وللعامة أن در َء‬                     ‫وذه َب كثيرون إلى أن شهوة‬
 ‫تزوج يا فلان؛ فأنت تحتاج‬       ‫ال َمفسدة مقد ٌم على جلب المنفعة‪.‬‬                 ‫الرجل أكبر من شهوة المرأة‪،‬‬
                                                                               ‫فإن كان شبِ ًقا يمكن له أن يعدد‪،‬‬
            ‫َمن (تخدمك)!‬              ‫ثم ما سر تلك السعادة‬                        ‫لا ِح ْظ معي أن الختان ُيج َرى‬
     ‫تزوجي يا فلانة؛ فأنت‬         ‫والشعور بالفتح التي يعلنها‬                     ‫للمرأة لزعمهم أنها أكثر شب ًقا‬
     ‫تحتاجين َمن (يحميك)!‬         ‫الأصوليّون و ُهم يحثون على‬
  ‫صديقتي‪ :‬ه ّل احترز ِت ِمن‬     ‫التعدد‪ ،‬وكأن إباحته تعني لهم‬                           ‫وشهواني ًة من الرجال!‬
   ‫تقلبات الجو‪ ،‬أو احتملتِها؛‬      ‫تكلي ًفا واجب التنفيذ‪ ،‬وربما‬                    ‫ولقد أعت ِرف لك‪ ،‬أنني واح ٌد‬
   ‫ففاتورة المعطف المستعار‬      ‫يدخل لديهم في باب «واستبقوا‬                     ‫ِمن هؤلاء الذين استثمروا آيا ِت‬
  ‫غالية‪ ،‬أقل شيء فيها طوق‬                                                         ‫التعدد تلك‪ ،‬ووجدوها فرص ًة‬
                                                ‫الخيرات»؟!‬
                 ‫الامتنان‪.‬‬      ‫الحديث في تلك القضية لم ينته‬                    ‫ومغن ًما‪ ،‬لكنني في ذلك لم أرفع‬
      ‫صديقي‪ :‬هلا احتفظ َت‬                                                      ‫راية دي ٍن أو ِفقه‪ ،‬إنما رفع ُت راية‬
 ‫بمعطفك؛ فأنت لا تقدم شيئًا‬           ‫ولن‪ ،‬وحسبي أن أشير‪.‬‬                      ‫ُعر ٍف جرى النا ُس على اتبا ِعه ما‬
‫بلا مقابل يرسمه خيالك أيها‬          ‫اليوم أود أن أطرح بعض‬
 ‫الفارس في البرد‪ ،‬والطفل في‬      ‫التساؤلات حول رؤية ك ٍّل ِمن‬                   ‫داموا قادرين أو فاجرين ‪-‬كما‬
   ‫الحب‪ ،‬والصعب في البيت‪،‬‬        ‫الرجل والمرأة للآخر‪ ،‬ومفهوم‬                    ‫يقول ال َمثل الشعبي‪ -‬فعل ُت وأنا‬

        ‫والخ ِطر في الطريق‪.‬‬             ‫كل منهما عن الزواج‪.‬‬                        ‫الآن ِمن النادمين‪ ،‬لع ّل كن ُت‬
      ‫كما أنني أعرف سبي ًل‬        ‫استقر في وجداننا أن الرجل‬                          ‫قاد ًرا‪ ،‬ولع ّل كن ُت فاج ًرا‪.‬‬

         ‫لفروسيتك صي ًفا!‬           ‫هو ذلك البطل الذي يخلع‬                         ‫كما أن كشف إضاءات آيات‬
 ‫الأمر في تص ّوري المتواضع‬      ‫معطفه في البرد الشديد والمطر‬
                                  ‫ليضعه على كت َفي امرأة ‪-‬ولا‬                      ‫التعدد واليتامي عندي‪ ،‬أتى‬
    ‫مرهون بتصور موروث‬            ‫أدري لما لم تحترز من تقلبات‬
  ‫عبر العصور لعلاقة الرجل‬                                                         ‫متأخ ًرا ج ًّدا بعد أن جرت في‬
                                   ‫الجو‪ !-‬واستقر في وجداننا‬                                ‫النهر دماء كثيرة!‬
    ‫بالمرأة‪ ،‬هذا التصور أنتج‬     ‫أن الرجل مسؤول عن حماية‬
     ‫صو ًرا ذهنية كثيرة ولا‬                                                         ‫(‪)37‬‬
 ‫حصر لها‪ ،‬كلها تليق ب َح َلبة‪،‬‬      ‫المرأة‪ ،‬حمايتها من الآخر‪،‬‬                  ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
  ‫أو تربص‪ ،‬أو مركز قيادة‪،‬‬        ‫الشارع‪ ،‬التأخر لي ًل‪ ،‬الزحام‪،‬‬
    ‫أو جهاز استخبارات‪ ،‬أو‬         ‫المواصلات العامة‪ ،‬وكأن هذا‬                   ‫أشرف البولاقي‬
   ‫رئيس ومرؤوس‪ ،‬أو سيد‬
‫وتابع‪ ..‬وتختفي تما ًما صورة‬         ‫اعتراف ضمن ّي من الرجل‬                        ‫في المقالين السابقين تناقشنا‬
    ‫الشريكين‪ ..‬الصديقين‪..‬‬           ‫بخطورته‪ .‬كذلك استقر في‬                      ‫حول مفهوم التعدد‪ ،‬ورؤي ِة كل‬
    ‫الطرف المساوي لطرف‪.‬‬         ‫وجداننا أن الرجل ‪-‬ذلك الكائن‬                    ‫ِمنا لها‪ ،‬وطرح ك ّل ِمنا مفهو َمه‬
   ‫للأسف‪ ..‬كل منهما يعامل‬           ‫المشهود له بالخطورة منذ‬                    ‫للعدل أو تص ّوره‪ .‬ولست بحاجة‬
    ‫الآخر وهو مسكون بقيم‬           ‫بضعة سطور قليلة‪ -‬فجأة‬                       ‫لمااأأحضليّهقال ّل‪.‬‬  ‫على أنني‬    ‫أن أؤكد‬
                                     ‫ما هو إلا طفل كبير‪ ،‬وأن‬                                        ‫ولا أح ّرم‬  ‫متّس ًعا‪،‬‬
             ‫موروثة مثل‪:‬‬          ‫مهمة المرأة ترويضه ‪-‬لاحظ‬                     ‫لكنني كنت أتساءل فحسب‪:‬‬
‫هي‪ ..‬عليها أن تطبعه بطبعها‪،‬‬      ‫أننا انتقلنا إلى دارون دون أن‬
                                ‫ندري‪ -‬وأنه فوضوي ويحتاج‬                        ‫هل أحل الله التعدد؟ وهل أطلقه‬
    ‫عليها ألا تترك السيطرة‬       ‫إلى َمن يعتني به وينظم حياته‬
     ‫لوالدته ‪-‬لاحظ فرضية‬          ‫ويخدمه! نعم‪ ..‬ي خ د م ه‍!‬                    ‫بلا قيد أو شرط؟ وهل وقوع‬
‫السيطرة من الأساس‪ -‬عليها‬          ‫ولذلك نجد دائ ًما أو غالبًا أن‬
‫أن تستخدم ح َيل المرأة وكأنه‬    ‫الزوج والزوجة لو فقد أحدهما‬                    ‫الضرر بالزوجة ‪-‬لاحظ أنني لم‬
                                  ‫الآخر فإن النصيحة التي تلي‬
       ‫عمي ٌل سيتم تجنيده!‬                                                     ‫أقل الأولى‪ -‬يجعل هذا الحلال‬
                                                                               ‫يظل حلا ًل؟ أم أن في ذلك إفسا ًدا‬
                                                                               ‫لنفسها وحياتها؟ وكما هو‬
   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223