Page 221 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 221
219 الملف الثقـافي
القبيلة ،بل هناك َمن يحمل في لكن أن يكون لك حيا ٌة حرة وكيف عليها أن تحلم بذلك
رأسه كل مخلّفات القبيلة. منذ مولدك ،تحلم وتجرب.. الفارس الذي سيضمها بين
تنجح وتخفق ..تتبنّى وتترك.. ذراعيه وهي تتبختر في ثوبها
لم تعرف الإنسانية أجم َل من تخطئ وتصيب ..تتوقف حينًا الأبيض ،وحين تستدير لتلقي
معنى الصداقة ،ولا أنبل ِمن بباقة الورد ليتنافس ِمن أجل
فكرة الشراكة ،وأعرف رجا ًل وتستمر أحيا ًنا ،تقتنع أن
للآخر كل الحقوق التي تظنها التقاطها المتنافسات!
كثيرين يتمنون صديقة، لنفسك أو تتمنّاها ..تؤمن أن وكم ودد ُت لو َجمعتهن بعد
ونساء كثيرات يتمنين عشر سنوات وسألتهن عن
نوعك لا يمثل لك حماية ،أو آرائهن الآن ،ونظراتهن بين
صدي ًقا ،كما أعرف أمثلة حصانة ،أو نق ًصا ،لكنه يمثل
أخرى لرج ٍل وامرأ ٍة متزوجين اختلا ًفا ،تنو ًعا ،هذا الاختلاف عال َمي الحلم والواقع.
لن يكون بغير المخ َت َلف عنه.. هذه الأنثى تخدم أباها وأخاها
وصديقين ..لكنهما غير هنا تنشأ فكرة حاجة الفرد إلى وأ ّمها -ولا عيب في ذلك -لكن
متزوجين من بعضهما! الآخر ،فالجماعة .بذلك نشأت هل أخوها الذ َكر ينهض بنفس
فالزواج في واقعنا المريب
كان إ ًما :نهاية حب ،أو نهاية الأسرة ،فالعائلة ،فالقبيلة. المهام؟ أم أنه بط ٌل لقصص
حلم ،أو دليل وجود ،لكنه لم القبيلة انحرفت المسارات فيها مؤ ّداها أنه لا يعرف ترتيب
يكن للأسف نسي ًجا يضاف فظهر العبد والسيد وأنا أقصد حجرته ،ولا يستطيع عمل كوب
إلى جسد الحياة ويلتئم حد الترتيب .ثم الدولة ،في الدولة شاي ،وأنه معظم النهار نائم،
التماهي في انسيابي ٍة جميلة. هناك َمن ينتمي في داخله إلى وبالطبع يخرج يوميًّا كما يحلو
له دون أي ضواب َط لتوقيتات
خروج أو رجوع ،علاو ًة على
عصبيته وغيرته على أخته.
يبدو أن الأمثلة التي
أضربها تنتمي إلى عالم
الطبقة المتوسطة أو فوق
المتوسطة ..يكفي أن للابن
الذ َكر غرف ًة مستقلة! فما
بالنا لو نزلنا إلى الطبقة
العريضة عد ًدا وتنو ًعا في
مجتمعنا! ونظرنا
بأي عين إلى كيف
يتم إعداد الطرفين؟!
يقينًا النتيجة أسوأ
بكثير ،والوضع
كارثي!
أ ّما في أوساط
الأصوليين فالانتهاك
مقنّن ومشرعن،
تحميه سماؤهم ،كما
يتوهمون أو يريدون!