Page 224 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 224
ينتظر لحظة تحر ٍش عساها سليل الحضارات بصبغته؟ ثم ..نحن كمصريين أبناء
توصله إلى مبتغاه الحقيقي؟ ما الذي يجعل مثق ًفا علمانيًّا حضارة مصرية قديمة،
هل ابن هذا المثقف يستطيع مؤمنًا بمصريته ،يعتبر الفت َح توالت عليها حضارات يونانية
أن يلعب مع ابنة جاره المثقف الإسلامي غز ًوا واحتلالاَ ،يكره وفارسية ورومانية وغيرها،
الفقه وجموده؟ ما الذي يجعله وتفاعلت وأضافت وأضيف
ولا يأتي في ذهنيهما كلمة إليها ،ثم تم الفتح العربي
عيب؟! ينظر إلى المرأة نفس نظرة الذي جاءنا جنوده بلا أي أثر
الجلف السلفي البدوي ولا حضاري ُيذ َكر ،ولعل ذلك ما
هل المرأة المثقفة في واقعنا يهتم إلا بنصفها الأسفل؟ لماذا يجعلني أقول الإسلام فتح بلدا ًنا
العربي أفضل حا ًل من غير يرتكب سلي ُل النيل والفراعين عدة ،أ ّما مصر فهي َمن فتحت
الإسلام .ولهذا حدي ٌث آخر.
المثقفة؟! ألا تنتظر الزواج الممتلئ بالموسيقى والفن لكن أود أن أقول كيف استطاع
كمنجز في حد ذاته؟ أليس التشكيلي والشعر ويتحدث العرب ،عديمو الحضارة ،أن
لديها استعداد إلى التخلي ،ولو ليل نهار عن الحريات وحقوق يغزوا ببدويتهم وصحراويتهم
عن ذاتها ،في سبيل الزواج، المرأة تلك السقطات؟ لماذا عقل المصري ،سليل الحضارات
عساها أن تحتمي ِمن تطفل يضرب زوجته؟ لماذا يستغلها المتعاقبة والمتلاحقة ،ذات
المجتمع وتدخله وتقييده ماليًّا لينفق على ذاته ..ليشرب الأثرين الأصيل والتراكمي؟
لحريتها فتسلم صاغر ًة حق مث ًل ..و َتعلم مثلي عشرات كيف استطاع العقل الصحراوي
إدارتها لفرد واحد ،عساها القصص؟ لماذا َيقمع حريتها؟ بعاداته وتقاليده أن يصبغ عقل
تنجو ِمن بهيمية المجتمع لماذا يقمع موهبتها لو كانت
كاتبة مثله؟ ما الذي يجعله
وعنصريته!
()42
صديقي الأستاذ/
عمرو الشيخ
أكثر من خم َس عشر َة قنبل ًة،
على هيئة تساؤلات ،أطلق َتها
في وجوهنا ،في قراءتك
السابقة ،تبدو وكأنها متصلة
بحديثنا عن المرأة في العقل
العربي ،لكنها بقلي ٍل من التدبر
تك ِشف عن عمق اتصالها
بالموقف تجاه «المثقفين
من اليساريين والليبراليين
والعلمانيين واللادينيين»،
هؤلاء الذين أشر َت إليهم
تحدي ًدا دون غيرهم ،وعندما
أقول «دون غيرهم» ،أقصد
ملاحظة اختفاء المثقف
اليميني أو المحافظ كمثال أو
نموذج!