Page 226 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 226
العـدد 31 224
يوليو ٢٠٢1 الأديان ،وتطرقنا م ًعا إلى نماذ َج
كثيرة أثبتت أن المجتمع الأمومي
الدين أو العقيدة؟ ألا تراهم واللادينيينِ ،من المرأة ،لم
الذي شهده التاريخ في فترات
يتناولون الإسلا َم التاريخ؟ يكن هذا ترب ًصا بهم لصالح سابقة كان طفرة استثنائية
والإسلا َم السيرة؟ والإسلا َم الأصوليين مث ًل ،فموقفي هذا لم تتكرر ،وأ َفضنا في الكلام
السياسة الممارسة؟! ألا تراهم بنيته على أساس اتفاقنا ضمنيًّا عن الموقف ذاته في المسيحية
يواجهون الفقه -لا الإسلام -على تهميش الأصوليين للمرأة واليهودية ،لكننا الآن وفي
وهو الفقه الذي تقول أنت وتنكيلهم بها واستغلالهم لها اللحظة التي نعيشها ونحياها
في حقه« ،ولع ّل لا أخالفك في اعتما ًدا على تأويلاتهم المغلوطة في مجتمعاتنا ،نعيش تحت ظل
تحفظك الشديد تجاه الفقه والمغ ِرضة للنصوص ،أي أنني الروح الإسلامية ،ونحيا تحت
الذي يسبق الدين ذاته لدى كنت أنتظر وأمنّي النفس أن ظل أدبيات الإسلام كما تفضل َت
تحظى المرأة بكامل حقوقها الكثير». بالإشارة إليها ،مع اختلافي
فقط في أنها ليست مجرد
«هل أوضاع المرأة العربية من المثقف المستنير ،ولا ُتعا َمل
أفضل حا ًل في أوساط المثقفين كفريسة. «أدبيات» ،بل هي دين ودولة،
ِمن اليساريين والليبراليين صديقي الكريم :معاناة المرأة عقيدة وشريعة ،و َد ْعك من كل
والعلمانيين واللادينيين؟» .في ظل التأويلات المغ ِرضة افتكاسات المجتمع المدني التي
جواب سؤالك ،لا ..ليست للنصوص لعله أم ٌر ب َدهي نتشدق بها لنخفي عورا ِتنا..
أفضل حا ًل ،ولن تكون أفضل لأمثالنا .أ ّما حديثي عن الفقه، أيكون بعد كل ذلك ثمة لائمة
على التوجه بنقاش أو بمجادلة
حا ًل عندهم ،إلا إذا كانت كذلك وجرأ ِة المثقف -المحمودة-
في الوعي العام للثقافة العربية في انتقا ِده ،ورف ِضه للغزو الأثر الإسلامي؟ أليس هو
التي تش ّكل هويتنا. المظلة الكبيرة؟ أليس هو الروح
بكافة أشكاله ،فهذا يجعلني العظيمة التي نتمثلها جمي ًعا؟!
دائ ًما أنتظر منه مواق َف تثبت
استنار َته ..لا أريد الإطالة فيما ()43 ما لنا نحن والمسيحية
واليهودية؟!
الصديق الأستاذ /قد يتوهمه البعض دفا ًعا عن
نفسي ،بل هو تبيا ٌن لموقفي إن الإسلام ي ُج ّب ما قبله ،أليس
الذي قد تكون لغتي في مقالي أشرف البولاقي كذلك؟! اليهودية والمسيحية
دينان باطلان ،لكن الإسلام
وأين قنابلي البريئة ِمن قنبلتك ( )42غير واضح ًة بالق ْدر
المطلوب. يا صديقي؟ لكنها مرت بر ًدا الدين الحق ،إن الدين عند الله
ونعود للحديث عن المرأة في وسلا ًما عليّ لثلاثة أمور: الإسلام ،و َمن يبتغ غير الإسلام
العقل العربي محو ِر مقالاتنا، أني أعلم ُحس َن نيّتك. دينًا فلن ُيق َبل منه!؟ أليست مثل
هذه العبارات مما تر ّوجها الآلة
وأسأل :هل أن َصف المستنيرون كذلك لك مقال ترفض فيه
المرأ َة بصورة واضحة ِشبه التعريض بأفكار ال ُكتّاب الدعائية للإسلام دون أدنى
مكتملة ،مقا َرن ًة بالظلم الذي محاولة لفهم سياقاتها القرآنية
والتلميح بتهديدهم.
والتاريخية؟!
أ ّما الأمر الأخير ،فإ ّن مقصدي تتعرض إليه على أيدي العوام هل نسي َت كل هذا؟ ألا يشفع
لم يكن هو ما وص َلك صديقي -المعذورين -الذين تحكمهم كل هذا لك ليكون أمر الإسلام
الواعي .ولعلها لغتي لم تنقل تقاليد وعادات رجعية ،وأوهام و(أدبياته) مح ًّل للنقاش والفهم؟
ما أرد ُته و َما سك ُّت عنه َمظن َة سمعية عن ِفق ٍه ُكتِب منذ قرون؟ ثم ما لهؤلاء جمي ًعا الذين تنعى
أو على أيدي الأصوليين الذين أنه واضح وح َده. عليهم موقفهم ،ما لهم والإسلام
فحينما انتقد ُت موقف بعض يتعاملون معها كمتا ٍع ومتعة
ليس إلا؟ يقينًا هناك استثناءات، المثقفين من الليبراليين
لكنها استثناءات تثبت القاعدة، واليساريين والعلمانيين