Page 228 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021

‫العـدد ‪31‬‬ ‫‪226‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

‫وأخلاقهم الثقافية والمجتمعية‪،‬‬
‫ِمن المثقفين المعاصرين الذين‬
‫ننعى عليهم‪ ،‬فلعلك لن تنكر‬

‫‪-‬مع هذه الأفضلية‪ -‬أن‬
‫تأثي َرهم المجتمعي بعد مرور‬
‫عشرات السنين ما يزال بلا‬

‫أث ٍر ُيذ َكر! وهنا لا لو َم ولا‬
‫تثريب عليهم باعتبارهم كانوا‬
‫مثقفين حقيقيين ومخلصين‬

‫ونبلا َء وأحرا ًرا‪ ،‬لأن‬
‫الإشكالية تكمن في أن الثقافة‬
‫أقوى وأش ّد أث ًرا وتأثي ًرا من‬
‫محاولاتهم المشرقة والمش ّرفة‪،‬‬
‫هذه الثقافة التي تجد عزاءها‬

‫وسلواها في الحنين إلى‬
‫الماضي دائ ًما وأب ًدا‪ ،‬وكيف‬
‫لا تجد ذلك و»خير القرون‬
‫قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم‬

‫الذين يلونهم»؟!‬
‫هذه الثقافة التي تستعذب‬
‫ج ْلد ذا ِتها‪ ،‬وتخاف النا َر أكثر‬
‫مما َتطمع في الجنة‪ ،‬وهي‬
‫الثقافة نفسها التي تستحضر‬
‫الإل َه الجبّار المنتقم الذي يجد‬
‫لذ َته في َش ّي عبا ِده‪ ،‬و َتغفل‬
‫عن الإله الغفور الرحيم!‬
‫لقد ذكر َت في قراءتك السابقة‬
‫أن ف ْهم الإسلام هو أحد‬
‫التصورات التي ش ّكلت ِبنية‬
‫العقل العربي‪ ،‬أو أنه أحد‬
‫المك ّونات الكبرى في بنيتِه‬

‫تلك‪ ،‬أنت إ ًذا تقترب من‬
‫واحد ٍة من تلك الأفكار أو‬
‫المساحات التي نحن مترددان‬
‫في الخوض فيها‪ ،‬خاص ًة‬
‫وأن ثقافتنا تخلط عن جه ٍل‬