Page 220 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 220

‫العـدد ‪31‬‬          ‫‪218‬‬

                                                                    ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬      ‫تمام الارتباط بالحب أي ًضا‪،‬‬
                                                                                     ‫وبمفهومه بين الطرفين في‬
 ‫يحلو للكثير‪ .-‬عظيم‪ ..‬فكيف‬            ‫والشراكة في الزواج‪ ،‬ولكن‬                      ‫مجتمعاتنا‪ ،‬فالحب لا يعني‬
‫يتم إعداد الطرفين؟ كم ودد ُت‬         ‫قبل هذا‪ ،‬أشير مجرد إشارة‬                         ‫الحرية على الإطلاق‪ ،‬لكنه‬
                                   ‫إلى تص ّوري عن إجابة تساؤل‬                     ‫يعني الامتلاك والتحكم‪ ،‬يعني‬
         ‫لو قلت الشريك ْين!‬                                                      ‫الشك وال َغ ْيرة والتخوين الدائم‬
                   ‫الذ َكر‪:‬‬              ‫(لماذا) يتزوج الإنسان؟‬                      ‫والمستمر‪ ،‬يعني زوال أحد‬
                                       ‫تص ّوري أ ّن الاستجابة إلى‬               ‫الطرفين أو َفناءه لحساب الآخر!‬
‫عاد ًة يعيش في مجتمع ‪-‬حتى‬           ‫غرائ َز متنوعة‪ ،‬وربما مشاعر‪،‬‬                    ‫في رائعة ستيفن سبيلبيرج‬
   ‫وإن تفاو َت طبقيًّا وبيئيًّا‪-‬‬
      ‫أعطاه ميزة ذكورية في‬                         ‫هي السبب‪:‬‬                          ‫‪Catch me if you can‬‬
                                       ‫غريزة احتياج كل نوع إلى‬                     ‫لليوناردو دي كابريو‪ ،‬وتوم‬
 ‫جميع ملفات الحرية والقرار‬                                                          ‫هانكس‪َ ،‬يظهر البطل داخل‬
  ‫والسيادة والخطأ‪ .‬والزواج‬                              ‫الآخر‬
 ‫هو الميدان المناسب لاستثمار‬            ‫غريزة الأمومة أو الأبوة‬                        ‫حجرة نو ِمه ليل َة زفا ِفه‪،‬‬
                                      ‫شعور الكيان والتحقق من‬                          ‫وهو يحاول الاقتراب ِمن‬
       ‫طاقاته اللانهائية من‬         ‫خلال تأسيس جماعة بشرية‬                           ‫زوجته الجديدة‪ ،‬وإذ فجأ ًة‬
‫الجاذبية‪ ،‬والفحولة‪ ،‬والحكمة‪،‬‬                                                       ‫تتوتر وتبكي وتصاب بحالة‬
                                           ‫محيطة موثوق فيها‪.‬‬                       ‫هيستيريا‪ ،‬فيسألها ع ّما بها‪،‬‬
  ‫والهيبة‪ ،‬والسيطرة‪ ،‬والمنح‪،‬‬           ‫أي إن الجنس وحده ليس‬                         ‫لكن الحياء يمنعها؛ إذ كيف‬
    ‫والمنع! وأن كل ما ينقص‬          ‫سببًا في الاحتياج إلى الزواج‪،‬‬                  ‫تخبره بمصيبتها؟! لنكتشف‬
                                       ‫مع الإقرار بأهميتِه‪ ،‬لحظة‬                   ‫بعد لحظات أنها ما تزال ِبك ًرا!‬
‫دولته هو تلك المرأة التي تنظم‬      ‫الزواج تلك‪ ،‬في واقعنا العرب ّي‪،‬‬               ‫فويمتحتعاطضنًفاهامزعهوا‪،‬جهماسمتتأشث ًِرعا ًرا حجم‬
   ‫وقته‪ ،‬وتنظف بيته‪ ،‬وتملأ‬         ‫وبخاصة المصر ّي‪ ،‬لحظ ٌة فارقة‬                  ‫الألم والعذاب الذي عاشت فيه‬
    ‫معدته‪ ،‬وتلبّي احتياجا ِته‪،‬‬       ‫مصيرية عند الجميع تقريبًا‪،‬‬
                                     ‫وليست مجرد محطة ُتضاف‬                               ‫المسكينة طوال سنين!‬
 ‫وتترقب توقيتاته‪ ،‬وعليها أن‬           ‫إلى محطات الحياة‪ ،‬بل هي‬                   ‫ليس الغرض ِمن استدعاء المشهد‬
  ‫تستمر دورة حياتها ما بين‬           ‫انعطاف‪ ،‬أو توقف‪ ،‬وهذا في‬
                                   ‫حد ذاته يمثل ركيز ًة من ركائز‬                   ‫ما قد يلتقطه أحدهم ِمن أنني‬
    ‫المطبخ و ِمرآة غرفة النوم‬       ‫الأزمة‪ ،‬أو الأزمات‪ ..‬فالبعض‬                    ‫أدعو إلى ما قد ُي َظن فه ُمه ِمن‬
   ‫وسريرها‪ ،‬وأن ينص َّب ك ُّل‬       ‫يرى أن حياته ِقسمان‪ :‬الأول‬                   ‫الاستدعاء‪ ،‬لكن الغرض هنا هو‬
   ‫اهتمامها على ذلك العبقري‬            ‫ما قبل الزواج‪ ،‬والآخر ما‬                   ‫رصد التطور الحادث في فكرة‬
  ‫نادر الوجود والتكرار الذي‬         ‫بع َده‪ .‬والبعض الآخر يرى أنه‬                 ‫الجنس وممارسته‪ ،‬وفي اختلاف‬
 ‫يعمل في وظيفته ويحتاج إلى‬          ‫في عملية تجهيز منذ مولده أو‬                 ‫مفهوم الأخلاقيات بعدم ارتباطها‬
   ‫كل شيء عندما يتجلى من‬            ‫مولدها حتى تحين لحظة بدء‬                     ‫بما هو مرتبط بها في مجتمعاتنا‪.‬‬
                                   ‫حياته‪ /‬حياتها‪ ،‬ويتوج جهده‪/‬‬
              ‫موكبه عائ ًدا‪.‬‬         ‫جهدها فيها ويتم مشروعه‪/‬‬                            ‫(‪)39‬‬
  ‫هذا الذ َكر‪ ..‬س ِمع الكثي َر عن‬   ‫مشروعها الوجودي بالزواج‪.‬‬                       ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
   ‫صولات وجولات ذكورية‬                ‫أصحاب هاتين النظرتين لا‬                      ‫أشرف البولاقي‬
‫ِمن ج ّده ووال ِده وأصحابه في‬         ‫شك أنهم يظلمون أنف َسهم؛‬
‫المقهى‪ ،‬وجماعا ِت الأصوليين‪،‬‬        ‫لأنهم فقدوا قيمة الجزء الأول‬                    ‫أو ّد أن أكمل حديثًا كن ُت قد‬
                                     ‫من حياتهم‪ ،‬وكذلك تر ّبصوا‬                     ‫بدأ ُته حول مفهو َمي الصداقة‬
    ‫بل ِمن بعض المشكومات‬              ‫بالجزء الثاني‪ ،‬وانتظروا أو‬
   ‫الفخورات المباهيات بسيد‬             ‫تمنّوا المستحي َل فيه‪ .‬يكفي‬
 ‫الرجالة! هذا الذ َكر لن يكون‬       ‫أنه تكملة لنصف الدين! ‪-‬كما‬
‫إلا استمرا ًرا لسابقيه‪ ،‬وتمهي ًدا‬

                 ‫للاحقيه‪.‬‬
‫وأ ّما الأنثى‪ :‬فهي منذ طفولتها‬

   ‫مهيأة إلى غاية وجودها في‬
  ‫الحياة‪ ،‬ألا وهي الزواج كما‬

    ‫توا َطأ عليه َمن أفهموها‪.‬‬
   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225