Page 28 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 28
العـدد 31 26
يوليو ٢٠٢1
دينا نبيل
«حابي» ..أدب الترانس جندر
وسياسات كسر التابو
تتب ّدى فرضية «سيكسو» حول أهمية الكتابة في تحديد وخلق الهوية
بوصف الكتابة فع ًل تقويض ًّيا لسلطة المجتمع الأبوية ،يجنح خلالها
الفرد نحو إعادة تخليق ذاته أكثر من مجرد إعادة الكتابة عن نفسه،
وفي هذا يستوى الرجل والمرأة .وعليه ،يمثل هذا الخط السردي
تمزي ًقا لسرديات المجتمع الكبرى الرافضة لمن شذ عن قواعده
السلطوية ،وتدعي ًما لحالة الاستلاب التي يعاينها هؤلاء العابرون
سواء على المستوى الجنسي أو الاجتماعي.
والمطالبة بحق عاد ٍل في الحياة الطبيعية .ولا يجب قد يستغرب القارئ العربي مصطلح «الترانس
خلط هذا النوع من الأدب بأدب الشذوذ أو المثلية،
جندر» ،وإن تع َّرف إليه فلربما يواجهه بكثير من
وإنما يسلط أدب الـ»ترانس جندر» الضوء على الهجوم لاعتبارات دينية وأخلاقية واجتماعية.
قصص هؤلاء الأفراد الذين يعانون من اضطرابات والحقيقة أن أدب «الترانس جندر» قديم وليس
هرمونية بسبب خلل جيني وتشوهات خلقية أ َّدت
وليد النظرية النقدية الحديثة؛ فهو متج ّذر في الأدب
إلى اضطراب في هويتهم الجنسية ومن ث ّم عدم منذ حكايات «ألف ليلة وليلة» كما يمكن تتبع أثره
القدرة على التكيّف مع معطيات مجتمعاتهم وما هو في الأساطير الإغريقية و»مسخ الكائنات» للشاعر
متوق ٌع منهم .ولعل سبب الرفض الذي قد يواجهه
هذا النوع من الأدب هو رفض الاعتراف بأصحاب الروماني «أوفيد».
فما المقصود إذن بأدب الـ»ترانس جندر»؟
التجربة من المتحولين جنسيًّا ،ذلك لأن التجربة يقصد بأدب الـ»ترانس جندر» transgender
في حد ذاتها تصطدم مع عد ٍد من التابوهات في الأعمال الأدبية التي تشرع في تقديم خبرات التنوع
مجتمعاتنا العربية مثل الدين والجنس وأحيا ًنا الجندري ،وتق ّدم تجربة التحول أو العبور الجنسي
وتخيل أساليب جديدة للتعايش مع المجتمع
كثيرة لاعتبارات مجتمعية وسياسية.