Page 41 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 41
39 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
الوظيفة التواصلية إلى جانب لغة القدم أو المذكرات ذلك الاستخدام الوصفي الخارق في رؤية مستوى
أو الصندوق الخشبي أو سلاسل وأغطية ،وهذه وظيفة المشاهد في النص ،وربطها ضمن خصيصة
المحاور المشكلة بدورها للأداة (الذات الداخلية) أو خاصة من تفاعلات الذات الشخوصية واهتماماتها
أنها الذات الباحثة في انشطارها الزمني ما بين وعي في سياق مسرودات النص.
الذاكرة ومضمر الذات الغائبة بذاتها الزمنية ومنذ
سابقة العتبة الأولى (قد يحدث هذا اللقاء ..أصلح مكانية الفاعل السردي ..تراتيب
ساعتي ..أرصفة الميناء ..يدير وجهه للحائط.. العلاقة الزمنية
عمامته الحمراء على المشجب) أي بمعنى ما أن
الذات في محكي النص هي بمثابة فاعلية الخطاب ثمة تقاطعية مشهدية خاصة ،تتركز في علاقة
الزمني ،حيث إن علامة فعل ملفوظها داخل حالات العتبة الأولى من النص إزاء محمولات من المحاور
النص ،غدا يشكل بذاته ذلك التشخيص المضمر
في حكاية البحر وقصص أولئك البحارة في كهوف الفاصلة في البعد الزمني والمشهدي« :قد يحدث
قصورات مراكب الإبحار الخشبية الراحلة نحو هذا اللقاء /أصلح ساعتي /وأخرج إلى أرصفة
جزر الخليج العربي والهندي .ونلاحظ موقع الميناء /ثم أعود آخر الليل إلى الفندق /فأجده نائ ًما
الشخصية في مكان ما داخل المقهى« :تسكعت في فراشي /يدير وجهه للحائط /ويعلق عمامته
طوي ًل في سوق الدجاج قبل أن أجلس في مقهى. الحمراء على المشجب»( .ص )55تستوقفنا هذه
أقبل القهوجي وسألني عن الوقت ..سحبت الساعة الأفعال التوزيعية القادمة من على لسان السارد
بهدوء من جيبها الأزرق .كانت ساعتي عاطلة عن العليم أو الشخصية المشاركة من جهة ما ،حتى
حساب الوقت شأن ساعات الصندوق الأخرى». آخر مقاطع الختامية من القصة ذاتها ،فيما تبدأ
(ص )55إن السارد الشخصية في هذه الوحدات، الحكاية بوقائع من الوظيفة التراتيبية بواسطة
قد يتبدى منفص ًل عن صوت الزمن الحاضر الفاعل الذاتي ،ليخبرنا« :ما زلت أملك حتى اليوم
من حساب الوقت ،إذ إن ظهور توقف (ساعتي مجموعة من الساعات القديمة ،تلقيتها من عم
عاطلة) يشير إلى التمسك بواقع دلالات زمن (دفتر لي كان بحاًرا»( .ص )55وتعزي ًزا للمسافة في
مذكراتي ..يو ًما ..الزمن المحشو ..كقطن قديم.. لغة الحكي ،نعاين جملة من الأحداث الخاصة
والمتحصلة عبر كيفية تقادم الفعل السردي نحو
أعود آخر الليل ..يعلق عمامته
على المشجب) فهذه التشكلات مسار من الكشف« :ساعات جيب
قديمة ذات سلاسل وأغطية مطلية
الزمنية هي اللحظات بالفضة ،يحتويها صندوق خشبي
السكونية في وحدات النص صغير في جيوب من القماش الأزرق
اللامع /كنت أخرجها من جيوبها
التي تقودنا إلى انفصال الزرقاء وأتفحص صناعتها محاو ًل
المحاور الزمنية عن بعضها
أن أكشف شيئًا فيها
البعض ،فيما تبقى فاعلية يتعدى -الزمن المحشو
المكان الشخوصي ،بمثابة كقطن قديم في حشية
العلامة الفاصلة بين الما قبل
صغيرة -كما دونت
والما بعد الزمني ،وحتى في دفتر مذكراتي
ذلك الحوار المتواصل بين يو ًما»( .ص)55
القهوجي والشخصية ،إذ بات وباستقرائنا لهذه
يشكل دلي ًل على نمو وتعطيل
مؤشرات الزمن المفصول عن الوحدات السردية ،التي
عينات أفعال الزمن الحاضر تهيمن عليها تفاصيل
محمد خضير