Page 43 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 43

‫ما الذي يعنيه محمد خضير من مؤشرات‬                       ‫فيها عار ًيا لام ًعا على تروسه المسننة بتسلل‬
                                                              ‫آلي منتظم‪ ،‬من لفك الزنبرك إلى البندول‬
‫هذه الوحدات (كانت الساعات تتشابه في‬                              ‫المتأرجح في ذبذبة متوافقة‪ ،‬ومنتهيًا‬

   ‫حجمها‪ /‬وعتق خشب صناديقها‪ /‬سوى‬                            ‫بزحزحة العقارب مسافة معينة من رحلة‬
                                                                          ‫الزمن»‪( .‬ص‪ 59‬ص‪.)60‬‬
    ‫أن العقارب تشير إلى أوقات مختلفة؟)‬
                                                           ‫‪ -2‬مساحة إبطاء لغة الزمن‪..‬‬
     ‫ما يعنى هنا افترا ًضا‪ ،‬بأن زمن مصدر‬                    ‫مساحة إبطاء زمن النص‪:‬‬

   ‫الساعات عائد إلى مرحلة واحدة أو أكثر‬                       ‫أكيد أن عملية تتابع عمل أحشاء ماكينة‬
                                                             ‫الساعة‪ ،‬تتطلب من الكاتب محمد خضير‬
 ‫من عدة رحلات‪ ،‬ما يجعلنا نخمن تواقيت‬
                                                                 ‫ذلك الإبطاء في محيط اشتغالية زمن‬
     ‫أزمنة ساعات تلك الصناديق العتيقة‪،‬‬                          ‫العجوز الساعاتي‪ ،‬وذلك الزمن الذي‬
                                                            ‫يتطلبه شرح العجوز نفسه واستفسارات‬
   ‫والتي تحمل حسابات ووجهات البلدان‬                           ‫الشخصية المشارك في النص‪ ،‬كما وذلك‬
                                                    ‫النهج الآلي في محرك أحوال الساعة العارية‪ ،‬والتي‬
                           ‫التي جلبت منها‬              ‫يمكننا عدها بمثابة المعادل الموضوعي والنصي‬
                                                     ‫المقارب إلى شخصية العجوز الساعاتي عبر زمنه‬
   ‫قبضة يده‪ ،‬قال‪ :‬قد تدق عدة ساعات سوية تدق‬             ‫الأسطوري‪ ،‬وإلى جانب تكتكات كائنات خيول‬
   ‫على هواها‪ ..‬لم أشأ توقيت ساعاتي بوقت واحد‪..‬‬     ‫الساعات وخيول البحر‪ .‬غير أن الحساب الزمني في‬
                                                   ‫النظر إلى ربط علاقة محرك الساعات بزمن العجوز‬
     ‫كلفت ابنتي بملئها فقط‪ .‬إنها تتسابق كخيول‪..‬‬     ‫قد يتطلب من القاص نفسه مقاربة خاصة وركيزة‬
‫عندي ساعات اشتريتها من الناس الذين نهبوها من‬         ‫مختبرية أكثر مساحة وأبلغ مما عليه طبيعة بناء‬
                                                       ‫موضوعة النص ودلالاته‪ ،‬قد نفترض من جهة‬
  ‫دور الموظفين الأتراك الذين أخلوها على عجل بعد‬        ‫ما‪ ،‬من أن المبدع الكبير محمد خضير أراد حالة‬
    ‫سقوط البصرة‪ ..‬كما حصلت على ساعات تركها‬           ‫ربطية أو معادلة ما من شأنها قياس عمل أحشاء‬
‫اليهود المهاجرون فيما بعد»‪( .‬ص‪ 60‬ص‪ )61‬يمكننا‬          ‫ماكينة الساعة بمحتوى علامة الساعاتي نفسه؟‬
                                                      ‫ولكنها تبدو لنا النتيجة وقوع الإشكالية المعادلة‬
     ‫فهم حكاية وثيمة (الخيول) في محاور دلالات‬         ‫في الطرف الثالث وهو زمن الشخصية المشاركة‬
‫النص‪ ،‬على أنها إمكانية الاستعارة الزمانية‪ ،‬وتفاوت‬  ‫التي تفترض لموسومية ساعتها الاشتغال في الزمن‬
                                                   ‫المضارع‪ ،‬وإذا اتفقنا من جهة أخرى بأن هذا الشأن‬
  ‫جهات مؤشراتها الإقليمية‪ ،‬كما يمكننا عد الخيول‬       ‫من حصولية الطرف الثالث على سلامة مضارع‬
  ‫أي ًضا بالمسافة الذاكراتية وعدوها الزمني كعقارب‬       ‫أفعال زمن ساعته‪ ،‬فيمكننا القبول باحتمال أن‬
 ‫الساعات في منظومة التبئير النصي‪ ،‬مع ذلك فإنها‬     ‫الساعاتي ما هو إلا اتصال حاضر في حساب الزمن‬
   ‫تلعب دو ًرا تشكيليًّا خا ًّصا في فضاء مخصوصية‬      ‫الحاضر‪ ،‬وليس محض نغمة ذاكراتية تستهويها‬
                                                      ‫عقارب وتكتكات من الحساب الماضوي المتحجر‬
     ‫دلالات النص‪( :‬تتسابق كخيول‪ -‬زمن سقوط‬              ‫في ميناء أيقونته العمرية والزمنية‪ .‬على أية حال‬
   ‫البصرة‪ -‬تواريخ اليهود المهاجرين‪ -‬حامية قلعة‬        ‫تنعقد تساؤلات الشخصية المشاركة نحو مصير‬
 ‫قائد الفاو التركي)‪ ،‬إن القارىء قد يلاحظ بأن زمن‬      ‫سلامة تصليح ساعته‪« :‬كان يحتفظ بساعتي في‬
    ‫السرد في النص القصصي لا يتحرك إلى الأمام‪،‬‬
    ‫عبر تلك المساحة المنفتحة من الفعل التبئيري في‬
  ‫القص‪ ،‬بل إنه غدا ركيزة لارتدادات زمنية خاصة‬
   ‫بتواقيت متفاوتة في حسابات الأزمنة القديمة من‬

      ‫رحلات ذاكرة البحارة في سفن شحن الخيول‬
            ‫والطواويس والقرود والخمور الهندية‪.‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48