Page 134 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 134

‫العـدد ‪32‬‬           ‫‪132‬‬

                                                                                                                                                ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

    ‫في ُك ْم َق ْو ًما َي ْع ُبدو َن و َي ْد َأبو َن‪،‬‬                                                               ‫ضبط والتحكم في الظاهرة لكي‬                           ‫ذات الدلالة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
        ‫حتى ُي ْع َج َب به ُم النَّا ُس‪،‬‬                                                                                     ‫نستخدمها لصالحنا‪.‬‬                           ‫الوسائل المختلفة للوصول إلى‬
                                                                                                                                                                         ‫قوانين عن غير طريق التعميم‬
 ‫ارول ُتِّدو ْايعهِِنجأَب ُمُهحرْمموُد ُن َقفبوالس َُنسَّ ٍدسه ْهم ِ‪،‬مص َيم ْحمَنيُر ٍاقحل‪.‬و َّر َقنِمايَّلِةم»َن‪.‬‬     ‫المبحث الثانى‬
‫الخطابي يمرقون من الدين‪ :‬أراد‬                                                                                                                                              ‫وحده‪ ،‬فالرجل الذي قال إن‬
 ‫الدين الطاعة‪ ،‬أي أنهم يخرجون‬                                                                                                ‫(الدين)‬                                    ‫الأجسام التي لا يمسكها شيء‬
‫من طاعة الإمام المفترض الطاعة‪.‬‬
                                                                                                                    ‫الديان من أسماء الله عز وجل‪،‬‬                          ‫في الهواء تسقط؛ فهو إنما قد‬
  ‫قال ابن عاشور‪ :‬الدين العقيدة‬                                                                                      ‫معناه الحكم القاضي‪ ،‬وسئل‬                            ‫عمم فحسب وع َّرض قوله لأن‬
    ‫والملة‪ ،‬وهو معلومات وعقائد‬                                                                                      ‫بعض السلف عن على ابن أبي‬                          ‫يكذبه المنطاد والفراشة والطائرة‪،‬‬
                                                                                                                    ‫طالب عليه السلام‪ ،‬فقال‪ :‬كان‬                          ‫بينما الرجل الذي يفهم نظرية‬
‫يعتقدها المرء فتجري أعماله على‬                                                                                      ‫ديان هذه الأمة بعد نبيها أي‬                       ‫هبوط الأجسام يعرف كذلك لماذا‬
 ‫مقتضاها‪ ،‬فلذلك سمي دينًا لأن‬                                                                                       ‫قاضيها وحاكمها‪ ،‬والديان‬                           ‫لا تسقط بعض الأجسام استثناء‬
                                                                                                                    ‫القهار‪ ،‬والدين الطاعة‪ ،‬وقد دنته‬
    ‫أصل الدين المعاملة والجزاء‪.‬‬                                                                                              ‫ودنت له أي أطعته‪.‬‬                                         ‫من القاعدة(‪.)10‬‬
  ‫في مقالة في موقع إسلام ويب‬                                                                                                 ‫الدين إيمان وعمل؛ إيمان‬
    ‫بعنوان معني كلمة الدين لغة‬                                                                                               ‫بوجود قوى خارقة فوق‬                         ‫ج‪ -‬أهداف العلم‬
                                                                                                                             ‫طبيعة‪ ‬البشر العقلية ذات‬
                   ‫وإصطلا ًحا‪:‬‬                                                                                      ‫تأثير في مجرى حياة الإنسان‪،‬‬                           ‫أو ًل‪ -‬الوصف والتفسير‪ :‬أي‬
    ‫الدين في اللغة يطلق على عدة‬                                                                                     ‫وعمل في أداء فرائض وشعائر‬                           ‫أنك تلاحظ حد ًثا معينًا فتصفه‬
                                                                                                                    ‫وطقوس معينة‪ ،‬تفرضها الأديان‬                        ‫كما رأيته‪ ،‬ولكن الوصف نفسه‬
                        ‫معانى‪:‬‬                                                                                      ‫السماوية‪ ،‬والأرضية (لعبادة‬
     ‫‪ -1‬الملك والسلطان في قوله‬                                                                                      ‫الأصنام والأوثان) لاسترضاء‬                             ‫لا يعني أنك فهمت الظاهرة‪،‬‬
    ‫تعالى‪« :‬ما كان يأخذ أخاه في‬                                                                                     ‫الآلهة‪ ،‬قال عمرو بن كلثوم‪:‬‬                           ‫فنأتي لضرورة التفسير وهو‬
                                                                                                                                   ‫َو َأ ّيا ٍم َلنا ُغ ٍّر ِطوا ٍل‬    ‫يتطلب البحث عن الأسباب التي‬
                    ‫دين الملك»‪.‬‬                                                                                              ‫َع َصينا ال َمل َك فيها َأن َندينا‬           ‫من أجلها تقع الظاهرة‪ ،‬ويتم‬
    ‫‪ -2‬الطريقة «لكم دينكم ولي‬                                                                                                                                            ‫عن طريق الربط بين الظواهر‬
                                                                                                                                     ‫ندينا أي خضعنا‬                      ‫المراد تفسيرها وبين الأحداث‬
                         ‫دين»‪.‬‬                                                                                      ‫وفي الحديث‪ :‬كما تدين تدان‪ ،‬أي‬                      ‫أو المتغيرات التي تلازمها‪ ،‬ويتم‬
   ‫‪ -3‬الحكم «وقاتلوهم حتى لا‬                                                                                                 ‫كما تجازي تجازى(‪.)11‬‬                       ‫التفسير عن طريق ‪ 3‬خطوات‪:‬‬
    ‫تكون فتنة ويكون الدين كله‬                                                                                                ‫وقوله تعالي «الدين القيم»‬
                                                                                                                    ‫(التوبة‪ ،)36 :‬أي ذلك الحساب‬                              ‫تحديد الظاهرة التي نريد‬
                          ‫لله»‪.‬‬                                                                                              ‫الصحيح والعدد المستوي‪،‬‬                   ‫تفسيرها (المتغير التابع)‪ ،‬تحديد‬
‫‪ -4‬القانون «شرع لكم من الدين‬                                                                                        ‫والدين الطاعة‪ ،‬وقد دنت له أي‬
‫ما وصي به نو ًحا والذي أوحينا‬                                                                                       ‫أطعته‪ ،‬والدين الإسلام والدين‬                         ‫الأحداث أو الظروف المسؤولة‬
                                                                                                                    ‫العادة والشأن‪ ،‬تقول العرب‪:‬‬                            ‫عن حدوث االظاهرة (المتغير‬
                         ‫إليك»‪.‬‬                                                                                     ‫ما زال ذلك ديني وديدني‪ ،‬أي‬
  ‫‪ -5‬الذل والخضوع يقال دان‬                                                                                          ‫عادتي‪ ،‬ويقول ابن الأعرابي‪ :‬دان‬                    ‫المستقل)‪ ،‬إدراك العلاقة الوظيفية‬
                                                                                                                    ‫الرجل إذا عز ودان إذا ذل ودان‬                          ‫التي تقوم بين المتغير التابع‬
      ‫لفلان أي أخضع له وذله‪.‬‬                                                                                        ‫إذا عصى ودان إذا اعتاد خي ًرا او‬                                 ‫والمتغير المستقل‪.‬‬
‫‪ -6‬الجزاء «مالك يوم الدين» أي‬                                                                                                                            ‫ش ًّرا(‪.)12‬‬      ‫ثانيًا‪ -‬التنبؤ‪ :‬وهو استخدام‬
                                                                                                                    ‫«إِ َّن‬  ‫و َسلَّ َم‪:‬‬  ‫عليه‬  ‫الل ُه‬  ‫قال َص َّل‬
              ‫مالك يوم الجزاء‪.‬‬                                                                                                                                         ‫المعلومات التي أنتجت من خلال‬
    ‫والفقه لغة‪ :‬يعني الفهم‪ ،‬وفي‬                                                                                                                                       ‫القوانين والمبادئ العلمية السابقة‬
 ‫الإصطلاح يعني معرفة الأحكام‬
‫الشرعية المرتبطة بأعمال وأقوال‬                                                                                                                                           ‫على مواقف مستقبلية‪ ،‬ويقوم‬
    ‫المعلقين والمكتسبة من الأدلة‬                                                                                                                                           ‫التنبوء عن طريق الاستنتاج‬
‫التفصيلية المستنبطة من مصادر‬
                                                                                                                                                                              ‫العقلي والتجريد العلمي‪.‬‬
                         ‫الفقه‪.‬‬                                                                                                                                            ‫ثالثًا‪ -‬الضبط والتحكم‪ :‬كل‬
‫إن كلمة العلم في الدين الإسلامي‬                                                                                                                                            ‫الخطوات السابقة تفيدنا في‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139