Page 156 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 156

‫ثم أعيد التفكير‪ ،‬لأتأكد من‬                            ‫العـدد ‪34‬‬                          ‫‪154‬‬
   ‫كون تلك المفردات هي التي‬
   ‫أريد قولها بالفعل»‪ .‬تتعامل‬                                           ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬     ‫التعا ِيش مع القصة‪ ،‬وتفهم‬
 ‫مع لغتها بحرص بالغ‪« :‬جئت‬                                                              ‫حياة البطلة‪ .‬وهو ما وجدته‬
 ‫للرواية من أرضية الشعر‪ ،‬لو‬       ‫تتعامل مع لغتها‬                                       ‫سببًا شديد الغرابة وأقرب‬
 ‫كان هناك أشياء تستطيع قتل‬              ‫بحرص بالغ‪:‬‬                                      ‫للنكتة‪ ،‬أن يتعاطف المرء مع‬
   ‫القصيدة فإنها تلك الأشياء‬                                                            ‫حياة امرأة ولا يتعاطف أو‬
   ‫الزائدة‪ ..‬زائدة عن المعنى‪..‬‬     ‫"جئت للرواية من‬
  ‫زائدة عن اللغة حتى‪ ،‬وهكذا‬         ‫أرضية الشعر‪ ،‬لو‬                                        ‫يتفهم أم ًرا كالنضال من‬
                                   ‫كان هناك أشياء‬                                       ‫أجل زيادة الأجور في زمن‬
     ‫أتعامل مع السرد‪ ،‬هناك‬
 ‫مراجعة ذاتية صارمة جعلها‬              ‫تستطيع قتل‬                                          ‫كهذا»وأو يتفهم تالااللا‪.‬‬
                                ‫القصيدة فإنها تلك‬                                      ‫لديها حضور منتظم ومؤثر‬
    ‫الشعر جز ًءا من تركيبتي‪،‬‬
 ‫مصفاة ضيقة ج ًّدا لما أريد أن‬      ‫الأشياء الزائدة‪..‬‬                                        ‫على وسائل التواصل‬
                                 ‫زائدة عن المعنى‪..‬‬                                      ‫الاجتماعي مثل الفيس بوك‬
                ‫أقول فقط»‪.‬‬                                                            ‫وتويتر‪ .‬كانت روايتها «عندما‬
‫نصها الأخير هو رواية «جثث‬            ‫زائدة عن اللغة‬                                     ‫ضربتك‪ :‬أو‪ ،‬صورة للكاتبة‬
‫أنيقة» نوفمبر ‪« :2019‬اعتقدت‬            ‫حتى‪ ،‬وهكذا‬                                    ‫كزوجة شابة» أول رواية تدعم‬
                                                                                        ‫حركة ‪ Me Too‬على مواقع‬
  ‫أن علىَّ كتابة شيء أستطيع‬       ‫أتعامل مع السرد‪،‬‬                                      ‫التواصل الاجتماعي لكشف‬
  ‫من خلاله الإمساك بالأشياء‬           ‫هناك مراجعة‬
 ‫التي تلهمني جمي ًعا‪ ،‬أردت أن‬                                                             ‫وقائع الاغتصاب وفضح‬
‫أحكي‪ ،‬لكن ليس علىَّ أن أكون‬     ‫ذاتية صارمة جعلها‬                                      ‫قمع نساء الهند جنسيًّا‪ ،‬كما‬
                                     ‫الشعر جز ًءا من‬                                 ‫دخلت القائمة القصيرة لجائزة‬
    ‫الراوي الأصلي هذه المرة‪،‬‬       ‫تركيبتي‪ ،‬مصفاة‬                                     ‫المرأة للخيال عام ‪ 2018‬التي‬
 ‫سوف أختبئ خلف شخصين‬                                                                   ‫يمنحها معهد الأدب المعاصر‬
                                  ‫ضيقة ج ًّدا لما أريد‬
      ‫آخرين وأحكي ما أحبه‬             ‫أن أقول فقط"‬                                       ‫في لندن وتحتفي بالإبداع‬
                 ‫وأصدقه»‪.‬‬                                                               ‫الأدبي النسائي حول العالم‬
                                                                                     ‫«من عوامل نجاح هذه الرواية‬
   ‫تأتي هذه المراجعة لروايتها‬                                                        ‫أن كل شخص اعتبرها كسيرة‬
 ‫«جثث أنيقة» في إطار تعريف‬                                                               ‫ذاتية له»‪ .‬فالرواية صورة‬
                                                                                       ‫مرعبة لعزلة الراوية وإساءة‬
   ‫القارئ العربي بمشروعها‪.‬‬                                                              ‫معاملتها على يد زوجها «أن‬
‫أهوال السياسة الهندية تمتزج‬                                                             ‫تعيش في مجتمع يتوقع من‬
                                                                                     ‫المرأة أن تقضي حياتها منقادة‬
   ‫مع الحياة المحلية في لندن‪.‬‬
   ‫حكاية واحدة مبتكرة تدمج‬                                                                            ‫وصامتة»‪.‬‬
                                                                                          ‫ترى كانداسامي أن «نكأ‬
             ‫الواقع بالخيال‪.‬‬                                                            ‫الجروح هو جزء أصيل من‬
 ‫يسمي السرياليون في باريس‬                                                            ‫عملية الكتابة»‪ ،‬وبهذه الطريقة‬
 ‫لعبة الرسوم المتتالية (بالجثة‬                                                        ‫تكتب «عليك أن تكتب‪ ،‬وتبقى‬
                                                                                        ‫مخل ًصا للخط الذي اخترته‬
  ‫الأنيقة) حيث يبدأ الشخص‬                                                            ‫لنفسك‪ ،‬ولا تنشغل بأمور مثل‬
 ‫الأول برسم جزء من الجسد‬                                                             ‫أن تصل لما يسمونه بالعالمية»‪.‬‬
                                                                                        ‫اللغة عندها أداة وموضوع‬
    ‫على ورقة ويطوي الرسم‬                                                               ‫في آن‪« :‬الإنجليزية هي لغتي‬
 ‫الذي يخصه ثم يمرر الورقة‬                                                            ‫الثانية‪ ،‬لذا يتوجب عليَّ أن أفكر‬

    ‫للشخص الذي يليه فيكمل‬
    ‫الرسم بدوره‪ ،‬ثم يمررها‬
 ‫للذي يليه‪ ..‬وهكذا حتى حين‬
   ‫ُتفرد الورقة يظهر المخلوق‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161