Page 170 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 170
العـدد 34 168
أكتوبر ٢٠٢1 فقط بفعل خطاب المتطرفين
وممارساتهم إنما أي ًضا
مجال لتطبيقها ،أو بالتمييز تحريم أدوات التحديث
ضدهم في الوظائف أو ومظاهره في المجال مما جناه أصحاب الرؤية
الجامدة والمتسلفة على
التعليم أو تلقي الخدمات.. الاجتماعي والسياسي
إلخ ،أو بالاعتداء عليهم والعلمي. العصرنة سواء كانوا ينتمون
إلى مؤسسات تقليدية أو
عبر استحلال واستهداف -3كف الأذى عن أتباع يتبعون دعاة ووعا ًظا.
أرواحهم وأموالهم الديانات الأخرى في بلاد فالدخول إلى آفاق الزمن
المسلمين ،فخطاب المتطرفين العصري يتطلب الأخذ
وأعراضهم ،دون أدنى حد
من ورع أو تحسب. والمتزمتين والمتشددين بأسباب التقدم ،من التفكير
والذين يعبدون الله على العلمي ،والانفتاح على الآخر،
-4رفع الضرر الذي يلحق حرف طالما آذاهم ،بتجريح
بمجتمعات غير المسلمين من عقائدهم وازدرائها ،ورميها واستعمال العقل في تدبير
المتطرفين والإرهابيين الذين بما ليس فيها عن عدم المعيش ،والإيمان بتعدد
معرفة ،وبالسعي الدؤوب الأفكار والثقافات داخل
يقتلون ويخربون باسم لحرمانهم من حقوق المواطنة المجتمع ،وعدم صبغ كل
الإسلام ،بعد أن ق َّسموا كاملة ،سواء باستدعاء
العالم إلى «فسطاطين»، إجراءات تاريخية لم يعد الآن شيء بصبغة دينية ،وجعل
حسب تعبير زعيم تنظيم تصور ديني معين يتحكم في
القاعدة الراحل أسامة بن أسامة بن لادن كل ما يقول الإنسان أو يفعل
لادن ،وهي مقولة مسنودة
تاريخيًّا على تقسيم العالم إلى مع إهمال العقل أو إغفاله،
«دار حرب» و»دار إسلام» وتوسيع مساحة «الحرام»
لتبرير التوسع الإمبراطوري
الأموي والعباسي والعثماني وتضييق مساحة
«الحلال» ونسيان
باسم نشر الإسلام المساحة الأعرض والتي
وحراسته .فالتنظيمات تتعلق بـ»العفو».
الإرهابية استهدفت العديد لقد تأخر المسلمون كثي ًرا
نتيجة أن شيخ الإسلام في
من الدول في الشرق «الإمبراطورية العثمانية»
والغرب ،وتمكنت من تنفيذ
عمليات إرهابية ضد منشآت أفتى بتحريم
ومؤسسات وأرواح مواطنين المطبعة،
وسلك
ومصالحهم ،وتلاحقهم شيوخ
بتهديد إما يتأسس على كثر في
تكفيرهم ،أو ينبني على شتى
البلدان
استدعاء إحن القرون مسلكه،
الوسطى ،أو عدم التفرقة وعلى
بين دول تعتدي على العرب المنوال
والمسلمين وأخرى لا تفعل ذاته
طالما تم
ذلك ،لكنها لا تنجو من
العقاب الإرهابي لمجرد أنها
دول غربية أو يدين أغلب
سكانها بالمسيحية