Page 172 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 172
العـدد 34 170
أكتوبر ٢٠٢1
على الهدى والصلاح تكاد تتفق غالبية المقدمات لمشروع التنوير المصري ..والفشل الوجودي
والقناعة والطاعة وحب الأرضية الدينية
الوطن والإخلاص في العمل، النظرية لكل مشاريع
والتوفيق بين الدين والعلم، التنوير في مصر على تواريخ د.أشرف الصباغ
والتنظير للأنظمة السياسية،
أو الربط بين مراحل تاريخية وتأريخات محددة سواء
معينة لصنع نماذج ذهنية ببداية عصر محمد علي ،أو
نظرية للانتصار ليس قبله بقليل مع قدوم الحملة
بالضبط للأفكار والتجارب الفرنسية .ويذهب البعض
العملية والمنجز الذي إلى مراحل وجود مصر
تحقق بالفعل ،بل للأنظمة (كولاية) ضمن ممتلكات
الخلافات العربية الإسلامية.
السياسية والأشخاص بينما يحاول البعض الآخر
والدعاية السياسية ورفع أن يربط مشروعات التنوير
الشعارات التي لا تمتلك الحقيقية ببدايات وأواسط
القرن العشرين ومشروعات
رصي ًدا ماد ًّيا أو منج ًزا قاسم أمين وهدى شعراوي
واض ًحا ومحد ًدا .غير أن وبقية رائدات ورواد التنوير
أخطر هذه المحاولات هو ذلك وانطلاق الدعوات لتحرير
النوع الذي كان يصور آمال المرأة ،إلى أن جاءت حقبة
وطموحات الباحثين على أنها خمسينيات القرن العشرين
الواقع ،واللجوء دو ًما إلى
أمثلة نظرية في كتب التاريخ وذهب المتخصصون
أو كتب الدين أو الأحاديث والكتاب إلى محاولات أخرى
الشريفة والنصوص المقدسة
باعتبارها الواقع والحقيقة، لترسخ الدور”المركزي
بينما الواقع نفسه لا شيء الرائد” لحركة يوليو
إلى جوارها. 1952في الوعي الجمعي
على الرغم من أننا في والتاريخي كبداية لمشروع
عشرينيات القرن الواحد التنوير المرتبط بالتصنيع
والعشرين إلا أن غالبية ،إن
لم يكن كل ،المقدمات النظرية و»التحديث».
لأي مشروع تنظيري هذا الجهد النظري المشكور
مصري تعود بنا إلى قاسم
أمين وطه حسين ولويس كان جز ًءا لا يتجزأ من
عوض ،أو إلى صلاح الدين السياق العام الخاص
الأيوبي ومحمد علي وأولاده بالحديث عن التنوير والذي
سعيد وإسماعيل وتوفيق، بدأ منذ مصر القديمة حتى
وإلى رائدات تحرير المرأة. وقتنا الراهن ،مرو ًرا بكل
وعند هذه الحدود نقف لنجد الحقب التي كانت مقص ًدا
أنفسنا على نفس الأرضية وهد ًفا لهؤلاء المتخصصين
ونقطة انطلاق في أبحاثهم
ودراساتهم “النظرية البحتة”
التي كان معظمها يرتكز إلى
الآمال والطموحات ،والتعويل