Page 185 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 185
183 الملف الثقـافي
كافة المشروعات الأخرى وتعزيز دور البرلمان، أمامنا خريطة طريق
التي تمتلك ،شئنا أم وإطلاق يده في إجراء أولية لمشاريعنا الوطنية
تحقيقات مستقلة في والقومية وللمعوقات التي
أبينا ،علاقة جدلية مع القضايا الكبرى ،وخاصة تقف حائ ًل أمام تحقيقها..
المشروع الأساسي التي تمس كبار رجال
الدولة وأركان الحكم، وفي الحقيقة ،فالفساد
الذي ينطلق أص ًل من السياسي هو المصدر
هوية الدولة الواضحة وأسرهم وأولادهم الأساسي والرئيسي لكل
وتوجهاتها الداخلية قبل وأقاربهم .وتشكيل لجان مظاهر وأنواع وتجليات
وتداعيات كل أنواع الفساد
الخارجية. برلمانية مستقلة لهذا الأخرى .ومن ضمن
في النهاية ،ومرو ًرا الغرض تضم ممثلين عناصر الفساد السياسي
على المحاور الأساسية لجميع التيارات السياسية
الأربعة للعالم الجديد، الرئيسية:
والمذكورة أعلاه ،يمكن الموالية والمعارضة. -عدم تداول السلطة:
أن نطرح بضع تساؤلات -عدم استقلال وسائل
قد تبدو بسيطة لنختتم أي لا بد من تداول
الإعلام وبالذات فيما السلطة ،ولا بد من التغيير
بها وجهة نظرنا، يتعلق بمهنيتها وحرفيتها
وتصبح بدورها مقدمة وممارسة دورها الرقابي السياسي المستمر في
لورقة أخرى أو لحديث إطار تشريعات دستورية
آخر :ماذا لدى مصر من والعمل في سياقات واضحة ومفهومة ودقيقة،
عناصر القوة الكامنة، قضايا الرأي العام :أي
وهي الاقتصاد والتاريخ ببساطة لا بد من حرية أي ببساطة المنافسة
والجغرافيا والتكنولوجيا الكلمة ،وضمان الحرية السياسية وعدم سيطرة
الكاملة لوسائل الإعلام، اتجاه واحد وتيار واحد
والسياسة والقوة وإعطائها الحق الكامل بشكل دائم على السلطة.
العسكرية الحقيقية؟ ماذا في الكشف عن الجرائم -توارث وتدوير وتبادل
السياسية والاقتصادية،
لدى مصر من عناصر والاطلاع على الأرشيفات المناصب ،وتمكين
القوة الفعالة أو المؤثرة، الأشخاص غير المناسبين،
وهي الإرادة السياسية والوثائق الحكومية.
والعقلية الاستراتيجية وفي الواقع ،فمكافحة وعدم تفعيل القانون.
والتخطيط الاستراتيجي -عدم استقلال القضاء
طويل المدى؟ إن حاصل الفساد السياسي
والإداري تعد في الأصل على أرض الواقع وفي
ضرب مجموعتي الممارسات العملية :أي لا
العناصر هذه ببعضها واحدة من المشاريع
البعض هو القوة التي القومية التي تشكل بد من استقلال النيابة
قاعدة انطلاق لأي العامة والقضاء ،وعدم
تمنح الدولة دورها مجتمع حتى إذا كان على
الإقليمي الذي يضعها حافة الانهيار السياسي تدخل أية سلطة في
على طريق دور دولي والاقتصادي والأخلاقي. عملهما.
يحقق مصالحها القومية إنه المشروع الذي يمثل
الظهير الحقيقي لأي -عدم استقلال البرلمان
والوطنية سلطة وطنية .من هذا وممارسته أعما ًل غير
المشروع تحدي ًدا تنطلق ذي صلة بوظيفتيه
الأساسيتين ألا وهما
الرقابة وسن القوانين :أي
ضرورة وحتمية تقوية