Page 197 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 197

‫الملف الثقـافي ‪1 9 5‬‬

‫محمد إقبال‬                        ‫فرح أنطون‬                          ‫الله العروي‪ ،‬وفي «مشروع‬
                                                                      ‫رؤية جديدة للفكر العربي‬
‫الموروث وليس من الوافد‪،‬‬               ‫الإسلامية» لمحمد عزيز‬          ‫في العصر الوسيط» للطيب‬
  ‫من فلسفات مزدهرة في‬                   ‫الحبابي‪ ،‬و»الماركسية‬
                                           ‫العربية» للعروي‪،‬‬              ‫تيزيني‪ ،‬وفي «النزعات‬
 ‫الماضي وبعثها من جديد‪.‬‬                                              ‫المادية [في الفلسفة العربية‬
 ‫فإذا كان الواقع في حاجة‬             ‫و»الوجودية العربية» أو‬          ‫الإسلامية]» لحسين مروة‪،‬‬
‫إلى عقل‪ ،‬لجأ المفكرون إلى‬            ‫«الإنسانية العربية» لعبد‬       ‫و»نقد الفكر الديني» لصادق‬
 ‫الاعتزال وابن رشد‪ .‬وإذا‬
                                         ‫الرحمن بدوي‪ .‬فهذه‬               ‫جلال العظم‪ ،‬و»معركة‬
  ‫كان في حاجة إلى ثورة‪،‬‬                ‫المذاهب « ُتستخدم فيها‬             ‫التراث» لمحمود أمين‬
‫لجأ المفكرون إلى السلفيين‬         ‫الثقافة المحلية لتبرير الثقافة‬
                                        ‫الوافدة وليس الثقافة‬          ‫العالم‪ .‬كما ت ّم تبنِّي المنهج‬
    ‫الذين قاوموا الغارات‬            ‫الوافدة كأدوات تعبير عن‬         ‫التحليلي والوضعية المنطقية‬
  ‫على ال َعا َل الإسلامي من‬
                                          ‫الثقافة المحلية»(‪.)19‬‬       ‫في «تجديد الفكر العربي»‬
    ‫الخارج مثل ابن تيمية‬           ‫وكرد فعل للشروق الجديد‬                 ‫لزكي نجيب محمود‪،‬‬
    ‫والع ّز بن عبد السلام‪.‬‬
   ‫وإذا كانوا في حاجة إلى‬            ‫الآتي من الوافد (إما من‬         ‫وتطبيق المنهج الظاهرياتي‬
‫المصالح المرسلة‪ ،‬لجأوا إلى‬           ‫خلال قراءة الموروث من‬                ‫في «الثابت والمتحول»‬
                                      ‫منظور الوافد أو تكييف‬
               ‫مالك»(‪.)20‬‬          ‫وتطعيم الوافد بالموروث)‪،‬‬            ‫لأدونيس‪ ،‬وإلى ح ّد ما في‬
     ‫َب ْي َد أ َّن هذه المشاريع‬                                       ‫«الزمان الوجودي» لعبد‬
   ‫العربية المعاصرة ظلت‬                  ‫أتى شروق آخر من‬            ‫الرحمن بدوي‪ ،‬وفي سلسلة‬
   ‫نخبوية لا تمتلك قاعدة‬          ‫الموروث‪ .‬فظهر «الرشديون‬            ‫«مشكلات فلسفية» لزكريا‬
 ‫جماهيرية‪ ،‬وبالتالي ظلت‬                                              ‫إبراهيم‪ .‬و ُيقال إ َّن مشروع‬
 ‫مرتبطة بأسماء أشخاص‬                 ‫ال ُجدد‪ ،‬أو المعتزلة ال ُجدد‪،‬‬    ‫«التراث والتجديد» لحسن‬
    ‫وليس حركات شعبية‬              ‫أو السلفيون ال ُجدد من أجل‬
                                  ‫النهوض من جديد ابتدا ًء من‬              ‫حنفي يقع ضمن هذا‬
                                                                                     ‫النوع(‪.)18‬‬

                                                                    ‫وكما يمكن استعارة مناهج‬
                                                                         ‫الفلسفة الغربية‪ ،‬يمكن‬

                                                                     ‫أي ًضا استعارة هذه المذاهب‬
                                                                      ‫نفسها‪ ،‬حيث يتبنَّى المفكر‬

                                                                        ‫مذهبًا أُعجب به في أثناء‬
                                                                       ‫دراسته له في الخارج أو‬
                                                                      ‫الداخل ويضطلع بعرضه‬
                                                                       ‫والتأليف فيه‪ .‬وعندما لم‬
                                                                       ‫ينل هذا المذهب ح ًّظا من‬
                                                                      ‫الذيوع والانتشار في بيئة‬

                                                                         ‫ثقافية هو غريب عليها‬
                                                                          ‫ُيعاد تكييفه وتطعيمه‬
                                                                        ‫بمادة موروثة‪ ،‬و ُتوضع‬
                                                                         ‫بعد اسم المذهب صفتا‬
                                                                     ‫«عربية» أو «إسلامية»‪ .‬على‬
                                                                     ‫سبيل المثال‪« ،‬الشخصانية‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202