Page 206 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 206
ثم يبدو عصر التنوير، في واقعنا العربي عن جون .ج .هيردر
وهو عصر القرن الثامن عصر التنوير الأوروبي في
إطاره التاريخي المتعارف
عشر ،يوتوبيا عالمنا
المعاصر ،أو بعبارة أخرى عليه ،فقد نادى دعاة
يبدو عصر التنوير للفكر الإصلاح والتجديد في
العربي “يوتوبيا” القرن بلادنا بالتنوير ،من أمثال
جمال الدين الأفغاني،
الحادي والعشرين. ورفاعة الطهطاوي ،ومحمد
(د.مجدي الجزيري: عبده ،وإسماعيل مظهر،
التنوير والحضارة عند وسلامة موسى ،وطه
هيردر ،مرجع سابق، حسين ،والعقاد ،وعثمان
أمين ،وزكي نجيب محمود
صص.)28 -27 وغيرهم كثيرون ،وكما
ورغم أن محاولات نادى هؤلاء من قبل -وأ ًّيا
استخلاص خصائص كانت دوافعنا للحديث عن
التنوير لدى مفكرينا التنوير في عالمنا العربي،
العرب تتبدى في ضوء فنحن عندما ننادي بسيادة
مماثلتها أو تقاربها مع مبدأ العقلانية وازدهار
خصائص التنوير في الفكر المعرفة العلمية وتقدير
الغربي ،فإنه ينبغي أن الكرامة الإنسانية بدي ًل
نضع في اعتبارنا اختلاف لكل غياب للعقل ولكل فكر
نشأة التنوير في الغرب، أسطوري ولكل امتهان
ودوافعه ،حتى لا نقول للوجود الإنساني ،فإننا
ظروف دعوتنا إلى قيام في حقيقة الأمر ننادي
التنوير العربي ،فدوافع بمجموعة من الشعارات
نشأة التنوير في عالمنا أو المبادئ التي تحققت
العربي لم تكن نتيجة لها الصدارة في عصر
الحروب والصراعات التنوير الأوروبي؛ ألم يكن
الدينية الدموية التي عصر التنوير هو الذي
شهدتها أوروبا في القرنين استهدف تحرير العالم من
السادس والسابع عشر، الأوهام وتصفية الأساطير
بل بسبب ما كانت تمر واستبدال المعرفة العلمية
به المجتمعات العربية بالمعارف المستمدة من
من تخلف ،وهو التخلف الخيال؟ ومن هنا فإننا
الذي بدا بمثابة القضية سواء كنا على دراية بعصر
المحورية لمعركتنا نحن التنوير أو كنا على معرفة
العرب واهتمامنا بها، ضئيلة به ،فإننا لا نستطيع
وهي في المقام الأول أن نتجاهله كلية ونحن
قضية سياسية واجتماعية نتحدث عن عصرنا ،ومن
واقتصادية وعلمية
وثقافية ،وهي أي ًضا قضية