Page 233 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 233
231 ثقافات وفنون
كتب
«حانة الست»..
المجاز والشعر سلاحا
سمير الفيل
التنقيب عن «المسكوت عنه»
في حياة أم كلثوم
الرئيسية حيث لا يبدو من الوجه كونها محاولة جسورة لإعادة في تجربة لا بد أن أصفها
سوى نظارة سوداء تخفي الاعتبار للمناطق الواقعية والعملية
بالجرأة حاول السارد الماهر
العينين المرهقتين ،وفي تشكيل في حياة نجمة الغناء المصري بل محمد بركة أن يكتب المسكوت
فني مقصود نتأمل بصعوبة العربي ،والتي تتأكد بالمرويات عنه في حياة مطربة لها رصيد
وجوه غير مكتملة لعدد من الشفاهية أكثر من الاعتماد على شعبي كبير ،ونفوذ رسمي لا
مراجع مدموغة بالأختام الأميرية،
الشخصيات التي لعبت دو ًرا ما يقبل المنافسة .ظلت السيرة
في حياة «الست» ،نعرف منها: والتأكيدات الرسمية. مغيبة ،ولا تخرج عن الخطوط
محمد القصبجي ،أحمد رامي، ربما كانت العبارة الأخيرة التي العريضة التي تضعها في منزلة
جمال عبد الناصر .وفي القسم تسمو بها إلى مصاف الزعماء
الأسفل يوجد «ميكروفون» على ذيل بها الكاتب روايته «حانة والرواد ممن يصعب الحديث
مسافة قريبة من الحنجرة الذهبية الست -أم كلثوم تروى قصتها
التي هي مدار عظمة تلك السيدة المحجوبة» ،الصادرة مؤخ ًرا عن عنهم إلا في إطار يجمع بين
مدار البحث والتقصي .هل كان دار «المثقف» بالقاهرة تخفي مك ًرا السمو والرفعة .غير أن وجهة
فنيًّا ورغبة في التخلص من عبء
اللون الأصفر الذي اختاره نظر الكاتب كانت تذهب إلى
مصمم الغلاف بمباركة الكاتب العنعنة ،والنقل عن الأحاديث أهمية الكتابة عما هو مختف
مقصو ًدا؟ ربما كان هو الغيرة المتداولة س ًّرا في صالونات وراء السطح ،وفي الأعماق ،وهي
التي ظلت تنهش صدور عدد من منطقة ظلت دائ ًما مغرية بالبحث
الفاعلين في النص ،أو هو لون العاصمة« :الوقائع التي وردت والتنقيب ،غير أن الآليات التي
الذهب الذي أحاط بجيد المطربة في هذه الرواية حول حياة السيدة اعتمدها الكاتب اتكأت على الولوج
ذائعة الصيت بعد تركها «طماي لمساحات خفية ،ومناطق مهجورة،
الزهايرة» ،وسكناها فيللا راقية أم كلثوم صاغها خيال المؤلف وزوايا غير مطروقة في السيرة،
تشغل ناصية من حي الزمالك استنا ًدا إلى وقائع مغيبة وحقائق وهنا تكمن صعوبة التجربة.
إن قراءة فاحصة للمتن الروائي
بقلب العاصمة المصرية؟! منسية». الذي ضم 57فص ًل وقعت في
حتى العنوان الجانبي للرواية 291صفحة تجعلنا نتأكد من
جاء فيه« :أم كلثوم تروي
قصتها المحجوبة» ،وفيها تظهر
على الغلاف صورة للشخصية