Page 238 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 238

‫العـدد ‪34‬‬                          ‫‪236‬‬

                                              ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

             ‫وخبرته أن يقنع الجميع بقدرته‬     ‫سنلتقط أهم هذه المحطات‪ ،‬ودوره‬            ‫أما «سالومي» فقد أفرد لها‬
              ‫على القيام بمهام الوزارة‪ ،‬وكان‬    ‫الفاعل في تطوير هذا العمل‪ .‬لقد‬       ‫مساحة كبيرة في كتابه‪ ،‬وذكر‬
                                                                                 ‫اعتراض الرقابة واعتراض المفتي‪،‬‬
                 ‫سلماوي من المناصرين له‪.‬‬       ‫كان سلماوي ضمن هؤلاء الكتاب‬           ‫ثم كيف أقنع الجميع‪ ،‬وتبدلت‬
             ‫وهدأت العاصفة‪ ،‬ويطلب فاروق‬            ‫الذين تم اعتقالهم في سبتمبر‬      ‫المواقف وعرضت المسرحية في‬
                                                                                     ‫كل مكان‪ ،‬وحاصة على مسرح‬
               ‫حسني من سلماوي أن يتولى‬         ‫‪ 1981‬بأمر من السادات‪ ،‬وحينما‬      ‫جرش بالأردن (‪ ،)1989‬وتعترض‬
              ‫رئاسة قطاع العلاقات الثقافية‬      ‫تولى مبارك السلطة أصدر قرا ًرا‬   ‫إسرائيل عليها لأنها تطالب بالحق‬
              ‫الخارجية بوزارة الثقافة‪ ،‬وبعد‬      ‫بالإفراج عنهم وإعادتهم للعمل‪.‬‬       ‫الفلسطيني‪ .‬ويكسب سلماوي‬
           ‫تردد كبير وافق سلماوي باعتباره‬
               ‫عم ًل وطنيًّا يستحق التضحية‬          ‫ويحكي سلماوي عن موقف‬               ‫معركته برغم كل المعوقات‪.‬‬
               ‫بعمله صحفيًّا بجريدة الأهرام‬    ‫المثقفين من الوزير فاروق حسني‬        ‫وإذا كان المبدع يتميز عن غيره‬
              ‫العريقة‪ ،‬التي ترك الجامعة من‬                                           ‫بقدرته على التنبؤ‪ ،‬فمهما كتب‬
            ‫أجله‪ ،‬لكنه يحكي عن بيروقراطية‬           ‫حينما أعلن عن توليه وزارة‬      ‫وأبدع لا يمكنه أن يبوح بالتنبؤ‬
            ‫العمل الحكومي التي تعيق العمل‪،‬‬    ‫الثقافة (‪ )1986‬وكيف انقسموا إلى‬
              ‫مما اضطره إلى تقديم استقالته‬     ‫فريقين‪ ،‬واستطاع سمير سرحان‬              ‫الدقيق وكأنه يرسم خارطة‬
                ‫عام ‪ 1989‬ليعود إلى عمله في‬                                         ‫الغد‪ ..‬لكن سلماوي نجده ينتهي‬
                                                   ‫أن يدعو الفريقين إلى اجتماع‬
                                  ‫الأهرام‪.‬‬      ‫في الهيئة المصرية العامة للكتاب‬       ‫في سبتمبر ‪ 2010‬من روايته‬
               ‫وكان سلماوي قد كلفه نجيب‬                                             ‫«أجنحة الفراشة»‪ ،‬وكان تنبؤه‬
                                                   ‫‪-‬وكان رئي ًسا لها‪ -‬بحضور‬          ‫دقي ًقا وعجيبًا في الوقت نفسه‪،‬‬
                   ‫محفوظ أن يلقي كلمته في‬          ‫الوزير‪ ،‬وأتذكر هذا الاجتماع‬
                                               ‫تما ًما فقد كنت أحد الحضور‪ ،‬فقد‬        ‫فقد أنهى روايته بقيام ثورة‬
‫محمد سلماوي ونجيب محفوظ‬                           ‫استطاع فاروق حسني بذكائه‬         ‫كبرى في ميدان التحرير يقودها‬
                                                                                  ‫شباب مصر‪ ،‬مستخدمين وسائط‬
                                                                                  ‫الاتصال الحديثة‪ ،‬ثم ينضم لهذه‬
                                                                                 ‫الثورة الشبابية بقية فئات الشعب‪،‬‬

                                                                                      ‫و ُيعلن حظر التجوال‪ ،‬و ُيطلب‬
                                                                                  ‫من القوات المسلحة أن تتدخل في‬
                                                                                 ‫الموقف‪ ،‬وترفض في البداية اتسا ًقا‬
                                                                                   ‫مع تاريخها الوطني‪ ،‬مما تسبب‬
                                                                                 ‫في سقوط الحزب الحاكم ورجاله‪،‬‬

                                                                                        ‫وترنح النظام‪ .‬والغريب أن‬
                                                                                  ‫الهتافات التي افترضها سلماوي‬

                                                                                      ‫في روايته وجدناها نفسها في‬
                                                                                    ‫هتافات ميدان التحرير! فكانت‬
                                                                                   ‫‪-‬بحق‪ -‬رواية مدهشة نادرة في‬
                                                                                 ‫أحداثها وتنبؤاتها‪ ،‬وقد ترجمت إلى‬

                                                                                                      ‫عدة لغات‪.‬‬

                                                                                       ‫العمل الثقافي‬

                                                                                      ‫من الصعب أن نتابع خطوات‬
                                                                                   ‫سلماوي في العمل الثقافي‪ ،‬لكننا‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243