Page 241 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 241

‫‪239‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

                                    ‫ملح الحياة‪..‬‬

‫عن رجل المرايا المهشمة‬
                                                         ‫د‪.‬حسن حميد‬
    ‫(فلسطين) للروائية لبنى ياسين‬

     ‫إليها بوصفها عورة وشأ ًنا‬      ‫يوازي مهارات الرجل وحذقه‪،‬‬          ‫أجل‪ ،‬ما زلت على قناعتي‬
   ‫داخليًّا‪ ،‬وليس بوصفها طاقة‬         ‫ولكن النيافة تبدو من خلال‬
     ‫اجتماعية وفكرية وابداعية‪،‬‬        ‫الأسبقية‪ ،‬أسبقية الرجل على‬      ‫بأن الظلم يحيط بالمرأة مثلما‬
     ‫وهي شأن داخلي وخارجي‬               ‫المرأة في الخوض والتعامل‬        ‫تحيط الأسيجة بالبساتين‪،‬‬

     ‫م ًعا‪ ،‬لأن توصيفها بالشأن‬      ‫والبكورية‪ ،‬وهي أسبقية زمنية‬      ‫مع الفارق الشاسع في المعنى‪،‬‬
     ‫الداخلي يعني حبسها داخل‬             ‫وليست أسبقية في التميز‬         ‫لأن الأسيجة تعني التحديد‬
‫أحياز الأسرة الصغيرة «الزوج‪،‬‬                             ‫والتفرد‪.‬‬      ‫والحماية للبساتين‪ ،‬في حين‬
 ‫الزوجة‪ ،‬الأولاد»‪ ،‬وداخل أحياز‬
   ‫الأسرة الكبيرة الممتدة «الجد‪،‬‬     ‫وعندي أن الحراك الاجتماعي‬      ‫تبدو الأسيجة الاجتماعية التي‬
 ‫الجدة‪ ،‬الزوج‪ ،‬الزوجة‪ ،‬الأولاد‪،‬‬       ‫للمرأة على الرغم من التقدم‪،‬‬    ‫تحيط بالمرأة ظل ًما صر ًفا‪ ،‬ذلك‬
‫الأعمام‪ ،‬الأخوال‪ ..‬إلخ»‪ ،‬وهذا ما‬      ‫والتغيير الدائم الذي يصيب‬       ‫لأنها أسيجة ذكورية مريضة‬
  ‫لا يصح اجتماعيًّا وفكر ًّيا‪ ،‬لأن‬  ‫منظومة القيم‪ ،‬لا يزال محار ًبا‬  ‫بذكوريتها وديكيتها‪ ،‬ولا هدف‬
 ‫خسران طاقات المرأة وفاعليتها‬       ‫من الحراك الاجتماعي للرجل‪،‬‬
 ‫ليس خسرا ًنا للمجتمع الأنثوي‬       ‫فالمجتمع العربي مجتمع أبوي‬           ‫لها أو غاية سوى الحديث‬
                                                                     ‫تناف ًشا بتمايز الرجل وتفرده‪،‬‬
       ‫وحده‪ ،‬وإنما هو خسران‬             ‫فاقع بتمظهراته وتجلياته‪،‬‬     ‫وسعة صدره وعقله‪ ،‬وإبداعه‬
       ‫للمجتمع باجتماعه الكلي‪.‬‬           ‫بمقولة أخرى هو مجتمع‬          ‫نيافة على المرأة وفي كل عمل‬
   ‫والحق أن المجتمعات المتقدمة‬           ‫ذكوري جارح في علاقاته‬
   ‫اليوم‪ ،‬عانت المرأة فيها الكثير‬    ‫وتصوراته‪ ،‬لأنه ما زال ينظر‬          ‫وشأن‪ ،‬وهذا محض وهم‬
   ‫من الويلات والظلم والقسوة‬         ‫إلى المرأة بوصفها أنثى وليس‬     ‫وتخريف‪ ،‬ذلك لأن المرأة‪ ،‬وفي‬
                                     ‫بوصفها فر ًدا‪ ،‬وما زال ينظر‬    ‫مجال الأدب والإبداع والتصور‬
                                                                      ‫لديها من المهارات والحذق ما‬
   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246