Page 85 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 85
83 إبداع ومبدعون
قصــة
رومانسي. أو الدوكو ،أو شحم أعمال الميكانيكا ،أو ي ٌد بها ِظ ْفر
أنت لس َت مهت ًّما بتوصيف َت َص ُّرفاتك وأدائك في مشقوق أو له لون أو شكل مختلف بسبب حادثة
العالم ،أن َت ما أن َت عليهَ ،ت َت َص َّرف بتلقائية ،دون
حسابات ،وهذا في َح ِّد ذاته ملائم للرومانسية، عمل ،أو إصب ًعا ينقصه جزء ،أو أ َثر جرح قديمُ ،ق ْل
لهم إنك تنظر إلى هذه اليد بإعجاب.
وملائم لك.
في الوقت نفسه أنت لا تعتبر الرومانسية ُتهمة ،فقط ُق ْل لهم يا رومانسي إنك تحكي قصتك الشخصية،
تتساءل أحيا ًنا :هل أت َص َّرف برومانسية؟ وتبتسم، وعملك صبي ن ّقاش وصبي ن َّجار و ُمساعد َبنَّاء،
لا تنفي أو تؤ ِّكد ..لأنك فقط تتص َّرف بما أنت عليه.
تحكي عن أبيك وج ِّدك ووالد َج ِّدك ،تحب أن تفعل
يا رومانسي. ذلك ،هذه القصص َم ْص َدر َف ْخر وإلهام لك« ،أنا
هل يتعامل العالم معك برومانسية ،أم أنك ترى
الرومانسية في َت َص ُّرفات العالم ،على الأقل ترى ابن بائع القماش ،حفيد بائع العطارة ،سليل بائع
الجانب الرومانسي في َت َص ُّرفا ِته معك؟ أعرف أنك
على الأرجح ست ُر ُّد بأن ما يعتبره أحدنا رومانسية أم الخلول» ،اض َحك يا رومانسي وأنت تقول لهم
يمكن أن يكون غير ذلك في رأي غيره ،وأن ك ًّل ِمنّا إنك من وقت لآخر ،وأثناء عزفك على البيانوُ ،تنادي
َيستقبل العالم و ُي ْر ِسل إليه بطريقته الخاصة ،وأنك
مثلما كان ينادي أبوك وج ُّدك وأسلافك« :ياااااا
دائ ًما لك طريقتك الخاصة في كل شيء. قماااش» ،عطاااارة ،طااازة يا أم الخلووول».
تقول إن العالم لو َت َح َّول بشر ًّيا سيكون رج ًل في
منتصف الأربعين ،مزيج من ُمتش ِّرد وفنان ،يهوى وأنك تنوي أن تحكي لطفلتك كل هذا.
طفلة ُت َح ِّضر لها إفطارها و ُت َس ِّرح لها شعرها كل
العزف على البيانو.
يا ُت َرى ما رأى العالم في كلامك؟ صباح.
كثيرون سيقولون لك إن العالم ليس رومانسيًّا
بالأساس ،لم يكن يو ًما ،ولا يمكنه يو ًما أن يتص َّرف أنت تشعر أن هذه الأصابع ،أصابعك ،لن ترتاح
برومانسية ،ويق ِّدمون لك مئات الأدلَّة ،لن يحتاجوا
أ َّي مجهود للعثور على هذه المئات. ويهنأ لها بال ،إلا إذا َح َّض َر ْت إفطا َر طفلتك
أم أنك ستفا ِجئهم بمئات الأدلَّة على أن العالم و َس َّر َح ْت لها شعرها.
رومانسي ،أو يمكنه على الأقل أن يكون رومانسيًّا
من وقت لآخر؟
فصل من رواية.