Page 197 - merit 52
P. 197

‫‪195‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫الأدبية التي تم تناقلها في‬                ‫‪)96 .p ,1996‬‬             ‫شخصي عن الأشياء‪،‬‬
 ‫الكلام السابق‪ ،‬وهي ُت َع َّرف‬      ‫يشير باكلي إلى أن جميع‬      ‫ولكن بدون سرد التفاصيل‬
  ‫من قبل سيمز ومايرز على‬          ‫قصائد نثر سيميك تحتوي‬        ‫والتدرج الزمني للأحداث على‬
  ‫أنها «قصيدة نثرية تحتفي‬         ‫على «مشاهد سريالية نو ًعا‬    ‫غرار السيرة الذاتية المعتادة‪.‬‬
                                  ‫ما لعالم مذهل»‪ ،‬وتشرحها‬        ‫بينما يتضمن الجزء الثاني‬
   ‫بحدث تاريخي أو بطل أو‬        ‫بوصفها شك ًل اختير لإضفاء‬        ‫قصائد يتحدث بها متحدث‬
   ‫معتقد أو حالة مزاجية أو‬           ‫مزيد من المصداقية على‬
  ‫سلوك ما» (‪,qt. in Weigl‬‬       ‫رؤيته للتاريخ‪ .‬فيقول باكلي‪:‬‬         ‫أكثر نض ًجا؛ حيث تضم‬
                                    ‫لقد اختار سيميك الشكل‬       ‫تلك القصائد المزيد من أمور‬
     ‫‪ .)99 .p ,1996‬ولطالما‬        ‫الذي يعمل على أفضل نحو‬
    ‫اشتملت كل من الحكاية‬           ‫كمعامل لموضوعه ورؤيته‬          ‫السياسة والفلسفة والمواد‬
     ‫الشعبية وقصيدة النثر‬           ‫[‪ ]..‬فالشكل‪ ،‬الذي يشبه‬        ‫الأسطورية‪ .‬ويقدم الجزء‬
    ‫على العنصر الأسطوري‪،‬‬        ‫الحكاية الشعبية‪ ،‬يعطي وهم‬        ‫الثالث تاري ًخا عبثيًّا للعالم‪،‬‬
   ‫والبطولي‪ ،‬الحاضر بشكل‬             ‫إعداد التقرير‪ -‬مشاهدة‬       ‫أكثر حداثة وأكثر استبطا ًنا‬
 ‫غير متوقع‪ ،‬و»عرض خاتمة‬
‫دراماتيكية‪ -‬شيء ما يحدث‬               ‫شيء غريب ومدهش؛‬                  ‫من الجزأين الأولين‪.‬‬
 ‫في سلسلة من الأحداث التي‬             ‫وبالتالي فهو يستوعب‬        ‫(‪,Buckley qt. in Weigl‬‬
 ‫من شأنها أن تحل أو تنهي‬             ‫ملاحظة سيميك للعالم‪،‬‬
   ‫التوتر المنصوص عليه في‬       ‫وهذا الشكل هو شهادة ُيدلي‬                 ‫‪)102 .p ,1996‬‬
     ‫الشخصية أو الحدث أو‬          ‫بها حول أحداث عاشها في‬               ‫يؤكد باكلي أن عبارة‬
  ‫شهادة المتحدث»‪Myers( .‬‬        ‫طفولته وحول ماضيه‪ ،‬وهي‬               ‫«فلنرقص الرومبا مثل‬
‫‪,and Simms qt. in Weigl‬‬          ‫لا ُتصدق‪ ،‬أو حتى سريالية‪،‬‬           ‫الفالس»‪ ،‬التي اقتبسها‬
                                ‫بالمعايير اليومية‪Buckley,( .‬‬      ‫سيميك من مغني وعازف‬
            ‫‪)99 .p ,1996‬‬           ‫‪.p ,1996 ,qt. in Weigl‬‬           ‫الجاز‪ ،‬فاتس والر ‪Fats‬‬
‫وفي مقاله الذي يحمل عنوان‬                                         ‫‪ ،Waller‬ووضعها كعبارة‬
                                                      ‫‪)98‬‬      ‫مقتبسة في بداية الديوان‪ ،‬هي‬
  ‫«الأغاني الشعبية البطولية‬          ‫و ُتعتبر الحكاية الشعبية‬    ‫إشارة واضحة على الكيفية‬
   ‫الصربية»‪ ،‬يروي سيميك‬             ‫واحدة من أقدم الأجناس‬        ‫التي يريدنا سيميك أن نقرأ‬
  ‫عن كيفية نشأته على قراءة‬                                     ‫بها قصائده النثرية‪ .‬فبحسب‬
    ‫الحكايات الشعبية‪ .‬ويقر‬                                      ‫باكلي‪ ،‬يقول سيميك‪« :‬دعونا‬
    ‫بأن العنصر الأسطوري‬                                            ‫نفعل ذلك بشكل مختلف‬
    ‫كان موجو ًدا على الدوام‬                                        ‫قلي ًل الآن‪ ،‬نثير الحماسة‬
    ‫في تلك الأغاني الشعبية‪،‬‬                                     ‫قلي ًل‪ ،‬ونغير وجوهنا بعض‬
  ‫وكذلك الحكايات الواقعية‪.‬‬                                            ‫الشيء‪ ،‬ونظهر بعض‬
   ‫ويتذكر سيميك أن «دائرة‬                                          ‫الحركات المختلفة؛ دعونا‬
   ‫كوسوفو» كانت تغني عن‬                                           ‫نضبط المظهر والإحساس‬
‫المغامرات الصربية والهزيمة‬                                       ‫والملمس؛ دعونا نستكشف‬
    ‫البطولية خلال الاحتلال‬                                         ‫هذه البراعة‪ ،‬ولكن دعونا‬
 ‫التركي‪ .‬يقول سيميك‪ :‬ربما‬                                        ‫نحافظ على الإيقاع والروح‬
 ‫يكون الصرب متفردين بين‬                                            ‫والحنين والخيال ‪-‬فذلك‬
  ‫شعوب العالم في احتفائهم‬                                             ‫أفضل لإظهار العالم‪-‬‬
‫بالهزيمة في شعرهم الملحمي‬                                       ‫وفوق ذلك‪ ،‬دعونا نرقص»‪.‬‬
    ‫الوطني‪ .‬تتغنى الشعوب‬                                         ‫(‪,Buckley qt. in Weigl‬‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202