Page 199 - merit 52
P. 199

‫‪197‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫هيلين فيندلر‬  ‫مايسا كريستينا دا سيلفا‬  ‫مارجريت أتوود‬                ‫بالتفاصيل‪ ،‬وقد تحمل‬
                      ‫دورادو‬                                     ‫صورها تفسيرات عديدة‪.‬‬
                                                               ‫في جميع أجزاء القصيدة‪ ،‬قد‬
     ‫الخانق على النقيض من‬        ‫شفتيها‪ .‬هس‪ ،‬هس‪ ،‬هس!‬             ‫نلاحظ أن الشاعر يتلاعب‬
   ‫الضوضاء الخارجية التي‬        ‫علينا ان نبقى هادئين عند‬      ‫في استخدامه لكلمة «دخان»‪.‬‬
   ‫تسببها القنابل‪ .‬والشاعر‬     ‫مرورنا بالقرب من فناجين‬          ‫فإلى جانب التفسيرات التي‬
 ‫هنا تهكميًّا وهو يخبرنا عن‬                                     ‫سبق ذكرها‪ ،‬قد تشير هذه‬
   ‫مدى هشاشة الناس‪ :‬هذه‬             ‫الشاي‪ .‬حتى الأنفاس‬        ‫الكلمة أي ًضا إلى جو أسطوري‬
   ‫الأم تحبس أنفاسها حتى‬       ‫محظورة بالقرب من أوعية‬             ‫وإلى ذاكرة الشاعر ذاته؛‬
 ‫لا تكسر المنتجات الخزفية‪،‬‬                                     ‫حيث يقر في سيرته الذاتية‪:‬‬
‫بينما هناك قنابل تتساقط في‬          ‫السكر‪ .‬وحبيبات غبار‬       ‫«إنها عصور مظلمة تلك التي‬
                              ‫دقيقة قد وقعت على الصحن‬           ‫أصفها الآن‪ ،‬أحداث وقعت‬
                   ‫الخارج‪.‬‬    ‫الرقيق‪ُ .‬ت ْخ ِرج «آه» من فمها‬    ‫قبل أربعين عا ًما‪ .‬وصارت‬
  ‫هذه القصيدة‪ ،‬مثلها كمثل‬     ‫الذي يشبه فم بومة صغيرة‪.‬‬           ‫ذاكرتي ضعيفة لدرجة أن‬
‫العديد من القصائد الأخرى‪،‬‬       ‫كانت تنتعل في قدميها خ ًفا‬      ‫كل شيء يبدو باهتًا ومليئًا‬
   ‫تجري أحداثها في صمت‪،‬‬        ‫ناع ًما ومبطنًا تهرول حولها‬      ‫بالظلال»‪,1997 ,Simic( .‬‬
 ‫والتوتر هو الشعور السائد‬     ‫الفئران‪.p ,1989 ,Simic( .‬‬
 ‫خلال القصيدة بأكملها‪ .‬قد‬                                                        ‫‪)20 .p‬‬
 ‫يرتبط الصمت بتجربة الأم‪،‬‬                            ‫‪)6‬‬         ‫وبحسب رأي باكلي‪« ،‬لدينا‬
   ‫لأنها تحمي أسرتها‪ .‬لكن‬       ‫يكشف الشاعر عن ذكرى‬              ‫تاريخ‪ ،‬رواية شاهد عيان‬
 ‫الصمت نفسه يعكس النظام‬         ‫عاطفية لامرأة (ربما تكون‬         ‫في جمل تصريحية بشكل‬
‫القمعي الذي فرضته الحرب‪.‬‬         ‫والدته) تحاول أن تعيش‬          ‫لا يلفت الانتباه إليها‪ ،‬وهو‬
   ‫ربما تكون عبارة «تهرول‬      ‫حياة طبيعية وسط الحقائق‬         ‫يوفر صو ًتا لا يعزل الصور‬
  ‫الفئران» الإشارة الوحيدة‬       ‫الضاغطة والملحة للحرب‪.‬‬         ‫أو يطلب الشفقة‪ .‬في أفضل‬
                               ‫ويقف هدوء المشهد الداخلي‬
                                                                   ‫شكل ممكن من الحكاية‬
                                      ‫في هذا الجو المكبوت‬      ‫الشعبية‪ ،‬يروي الشاعر هذه‬

                                                                 ‫المشاهد الغريبة والمدهشة‬
                                                                ‫بدون ضجة»‪Buckley,( .‬‬
                                                                 ‫‪.p ,1996 ,qt. in Weigl‬‬

                                                                                   ‫‪)102‬‬
                                                                      ‫وعلى عكس القصيدة‬
                                                                    ‫السابقة‪ ،‬التي تستخدم‬
                                                               ‫صو ًرا قوية لاستدعاء مكان‬
                                                                 ‫الدمار والخراب‪ ،‬تستخدم‬
                                                                ‫القصيدة التالية أشكا ًل من‬
                                                                   ‫الخزف الرقيق للتحدث‬
                                                                    ‫بشكل غير مباشر عن‬
                                                               ‫الحرب‪ :‬إنه متجر متخصص‬
                                                                    ‫في بيع الخزف العتيق‪.‬‬
                                                                 ‫تجولت فيه وإصبعها على‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204