Page 205 - merit 52
P. 205

‫‪203‬‬  ‫الالململففالالثثقـقاـاففيي‬

     ‫تشارلز سيميك‪:‬‬                     ‫عن الأسباب السياسية‬             ‫توطئة‬
        ‫يلمس العالم بطرف إصبعه‬         ‫والشعرية للدمج المربك‬
                                     ‫لهذا الشاعر الأمريكي في‬     ‫الشاعر الأمريكي‬
                                 ‫ظل‬                              ‫الصربي تشارلز‬
                                            ‫الثقافة الصربية‪.‬‬      ‫سميك (‪-1938‬‬
‫سونيا فيسيلينوفيتش‬                                                ‫‪ )2023‬عنص ًرا‬
     ‫ترجمة‪ :‬طارق فراج‬                 ‫أزمة التصنيف‬               ‫أساسيًّا في المشاهد الشعرية‬
                                                                 ‫الأمريكية والصربية لعقود‪،‬‬
                                       ‫غالبًا ما يجد الشعراء‪،‬‬      ‫وإن كان لأسباب مختلفة‪.‬‬
                                    ‫الذين يتحدون التصنيفات‬       ‫تبحث الورقة في قبول عمل‬
                                    ‫النقدية‪ ،‬أنفسهم مضطرين‬
                                                                    ‫سميك في النقد الصربي‪،‬‬
                                      ‫إلى شرح عملهم‪ ،‬أو على‬         ‫وتقدم تعلي ًقا على ترجمة‬
                                       ‫الأقل‪ ،‬لديهم متعة قلقة‬       ‫شعره وتفسيره النقدي‪.‬‬
                                   ‫بمشاهدة النقاد والمراجعين‬     ‫على الرغم من أن سميك هو‬
                                     ‫وهم يتقهقرون إلى الوراء‬      ‫بلا شك جزء من الشريعة‬
                                      ‫في محاولة لقولبة مربع‬
                                    ‫داخل حفرة مستديرة‪ ،‬مع‬             ‫الأدبية الأمريكية‪ ،‬وأن‬
                                     ‫كون المربع عمل الشاعر‪،‬‬      ‫عمله مستوحى من مؤلفين‬
                                   ‫والحفرة المستديرة سيرتهم‬
                                        ‫الذاتية‪ .‬غالبًا ما يتحد‬      ‫أمريكيين عصريين وما‬
                                   ‫هذان العنصران في قراءات‬         ‫بعد حداثيين مثل ويليامز‬
                                      ‫ضيقة إلى حد ما‪ ،‬والتي‬        ‫أو ستيفنز أو آشبري‪ ،‬إلا‬
                                     ‫لا تزال بطريقة ما قادرة‬     ‫أن النقد الصربي ركز حتى‬
                                    ‫على تصنيف كتاباتهم غير‬          ‫وقت قريب ج ًّدا فقط على‬
                                        ‫القابلة للتصنيف ح ًّقا‪.‬‬     ‫أصله وعلى تأثير موطنه‬
                                      ‫كانت إليزابيث بيشوب‪،‬‬        ‫على عمله‪ .‬من خلال إعطاء‬
                                      ‫على سبيل المثال‪ ،‬واحدة‬        ‫نظرة عامة على العناصر‬

                                          ‫من هؤلاء الشعراء‪،‬‬             ‫الموضوعية والنغمية‬
                                      ‫وقد أدى رفضها الثابت‬       ‫الرئيسية لسميك الموضوعة‬
                                     ‫للانتماء إلى أي «مدرسة»‬
                                       ‫أو «حركة» شعرية إلى‬           ‫في سياق أمريكي‪ ،‬فإننا‬
                                                                       ‫نضعه بقوة في صدر‬
                                        ‫جعل دور النقاد أكثر‬
                                     ‫صعوبة‪ ،‬بالنظر إلى كيف‬         ‫مشهد الشعر الكلاسيكي‬
                                     ‫اضطروا إلى تحليل عملها‬        ‫الأمريكي‪ ،‬بينما نشير في‬
                                     ‫كظاهرة في حد ذاتها‪ ،‬مع‬         ‫الوقت نفسه إلى ارتباطه‬
                                     ‫الاعتراف في الوقت نفسه‬
                                   ‫بتأثيراتها التكوينية والدور‬        ‫ببعض عناصر الشعر‬
                                                                     ‫الصربي وتطوره؛ مثل‬
                                        ‫الذي لعبوه في تشكيل‬         ‫تأثير «بوبا» و»تاديتش»‬
                                   ‫شعرها‪ .‬كانت حياتها أي ًضا‬        ‫و»ريستوفيتش»‪ .‬نحاول‬
                                                                     ‫هنا أن نلقي الضوء على‬
                                     ‫مصد ًرا للإحباط الشديد‪.‬‬
                                                                        ‫كيفية استقبال شعر‬
                                                                  ‫سميك في صربيا‪ ،‬ونكشف‬
   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210