Page 208 - merit 52
P. 208

‫العـدد ‪52‬‬                            ‫‪206‬‬

                                ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬                       ‫الدائمة‪ ،‬والغموض الكامن‬
                                                                ‫إن لم يكن التصوف‪ ،‬وخ ًّطا‬
 ‫في نظيره الصربي) الفكاهة‪.‬‬         ‫نيرودا‪ ،‬وسيزار فاليجو»‪،‬‬
   ‫يذكر بروكنر في نصه عن‬         ‫على الأقل‪ ،‬بضع عشرات من‬           ‫واض ًحا مخاد ًعا وسر ًدا‪،‬‬
   ‫سيميك‪ ،‬والمسمى «البهجة‬        ‫الشعراء المشاهير‪ .‬كنت أقرأ‬      ‫وغالبًا موضوعاته عادية»‬
                                                                 ‫(‪ .)237‬إلا أن موضوعاته‬
‫والقشعريرة في شعر تشارلز‬            ‫«سيميك‪ ،‬لماذا الشعر؟»)‪،‬‬      ‫وزخارفه وصورته ولغته‬
    ‫سيميك‪ ،‬إن رؤية الشاعر‬         ‫وفي إحدى قصائده المبكرة‪،‬‬
                                 ‫تحت عنوان «الطائر» نلمس‬           ‫يمكن تفسيرها على أنها‬
 ‫غالبًا ما تكون «مرحة»‪ ،‬لكنه‬    ‫تلك الأجواء المؤلمة‪ ،‬في قصائد‬      ‫تنتمي إلى علامة تجارية‬
‫«يمكن أن يثير مفاجأة تقشعر‬                                         ‫أمريكية خاصة بأسلوب‬
                                    ‫قصيرة‪ ،‬تذكر على الفور‬       ‫«عالمي»‪ ،‬وهو أسلوب يدين‬
               ‫لها الأبدان»‪.‬‬    ‫بـ»ثلاث عشرة طريقة للنظر‬         ‫بالكثير لأسلافه الحداثيين‬
     ‫في الغالب‪ ،‬يرجع هذا إلى‬                                    ‫ومعاصري ما بعد الحداثة‪.‬‬
                                  ‫إلى طائر شحرور» للشاعر‬
       ‫صوره السريالية غير‬            ‫«والاس ستيفنز»‪ ،‬الذي‬      ‫ذلك الشيء الصغير‪:‬‬
  ‫العادية التي تمزج بين روح‬                                     ‫اللغة الإنجليزية‪،‬‬
   ‫الدعابة واليأس‪ ،‬مثل النمل‬     ‫يعتبر أيقونة ثابتة في أعمال‬    ‫التعابير الأمريكية‪،‬‬
                                   ‫سيميك‪ ،‬لدرجة أنه يدخل‬        ‫الفكاهة السريالية‪:‬‬
   ‫في «العزلة»‪ ..‬الذي يرتدي‬
‫«قبعات الكويكرز‪ /‬و(ينطلق)‬         ‫في حوار نصي صريح معه‬          ‫في مقابلة عام ‪ ،2011‬عندما‬
                                 ‫في «رقصة الفئران المرعبة»‪،‬‬       ‫ُسئل عن مدى قدرته على‬
  ‫لزيارتك» (تشارلز سيميك‪،‬‬
    ‫قصائد جديدة ومختارة‪،‬‬            ‫ليس فقط داخل القصائد‬       ‫كتابة الشعر باللغة الصربية‪،‬‬
                                    ‫نفسها‪ ،‬ولكن في العنوان‬          ‫أجاب تشارلز سيميك‪،‬‬
   ‫ص‪ ،)32‬أو الحياة والموت‪،‬‬       ‫أي ًضا‪ ،‬حيث يقتبسها حرفيًّا‬
‫بشكل مدهش في «عيون مثبتة‬                                          ‫«ليس تما ًما؛ أعني‪ ،‬أكتب‬
‫بالدبابيس»‪ ،‬حيث لا يستطيع‬             ‫من ستيفنز‪ .‬إن اختيار‬     ‫القصائد باللغتين‪ ،‬لكن اللغة‬
                                   ‫ستيفنز كأحد شركائه في‬
   ‫القارئ إلا أن يتعاطف مع‬         ‫السجال ليس مفاجئًا‪ :‬على‬       ‫الإنجليزية هي لغتي»‪ .‬هذا‬
  ‫الموت المسكين‪ ،‬الواقع تحت‬     ‫الرغم من أن تأثيرات النشأة‬         ‫واضح تما ًما في قصائد‬
   ‫وابل المطر «مع عدم وجود‬        ‫الخاصة به كثيرة ومتنوعة‬
‫صحيفة‪ /‬لتغطية رأسه»‪ ،‬غير‬         ‫‪-‬من الرومانسية الإنجليزية‬      ‫مثل «بخصوص الجيران»‪،‬‬
   ‫قادر على العثور على منزل‬         ‫والفولكلور الأمريكي إلى‬     ‫حيث يلعب سيميك بعبارات‬
                                ‫الممارسات الأوروبية الحديثة‬
     ‫«شخص مصاب بسعال‬            ‫في الشعر والرسم والفلسفة‪-‬‬         ‫وتعابير إنجليزية‪ ،‬بإتقان‬
      ‫سيئ»‪ .‬إن هذا التجاور‬       ‫فإن ستيفنز أي ًضا‪ ،‬هو غالبًا‬      ‫متحدث أصلي ومرح‪ .‬في‬
‫اليومي مع السريالية‪ ،‬مدفو ًعا‬   ‫ما يكون «الشخص الغريب»‪،‬‬        ‫خطاب قبوله جائزة «الإكليل‬
     ‫باستخدام نغمة المحادثة‬                                       ‫الذهبي» في الشعر‪ ،‬يسرد‬
  ‫لتصوير مشاهد من الصور‬              ‫الشاعر الذي يتم تحليل‬       ‫سيميك العديد من أسلافه‬
  ‫الطفولية والمزعجة‪ ،‬له أي ًضا‬      ‫قصائده على أفضل وجه‬            ‫على النحو التالي‪« :‬والت‬
 ‫الكثير من القواسم المشتركة‬       ‫واحدة تلو الأخرى‪ ،‬ويبدو‬         ‫ويتمان‪ ،‬إميلي ديكنسون‪،‬‬
    ‫مع ما بعد الحداثة المرحة‬      ‫أنه ظهر في المشهد الحداثي‬         ‫والاس ستيفنز‪ ،‬ويليام‬
      ‫لأشبري وحتى الفكاهة‬            ‫باعتباره ظاهرة شعرية‬         ‫كارلوس ويليامز‪ ،‬فاسكو‬
  ‫السوداء الجذابة لبلاث‪ .‬من‬          ‫فريدة تما ًما‪ .‬علاوة على‬  ‫بوبا‪ ،‬زبيجنيو هربرت‪ ،‬بابلو‬
‫جانبه‪ ،‬يقول إيان جريجسون‬           ‫ذلك‪ ،‬يشترك هو وسيميك‬
   ‫إن شعر سيميك العصر َّي‬        ‫في شيء آخر؛ (سمة مميزة‬
     ‫«يتعلق أي ًضا بنيويورك‪،‬‬         ‫لأكثر الشعر الأمريكي‪،‬‬
‫وتتناوب سرياليته بين النوع‬       ‫وليست شائعة بشكل خاص‬
 ‫الإهليليجي المظلم الذي يكتبه‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213