Page 213 - merit 52
P. 213

‫الملف الثقـافي ‪2 1 1‬‬

‫سونيا فيسيلينوفيتش‬  ‫زبيجنيو هربرت‬  ‫جون آشبري‬                    ‫المترجمة) لا تذكر التراث‬
                                                                ‫السريالي باعتباره تعري ًفا‬
   ‫ُينظر إليه بوضوح على أنه‬     ‫الصربية‪ ،‬على الرغم من أن‬      ‫شعر ًّيا رئيسيًّا لعمله‪ُ .‬تظهر‬
  ‫مساهمة محتملة في الثقافة‬      ‫هذه الجذور تع ِّرفنا بشكل‬   ‫هذه النصوص النقدية المبكرة‬
‫الصربية المحددة على المستوى‬    ‫أعمق على أننا كائنات تنتمي‬     ‫أن النقاد الصرب لم يتنقلوا‬
    ‫الوطني والتي كانت تنأى‬      ‫تاريخيًّا وروحيًّا إلى وضع‬
                                 ‫ثقافي أكثر ديمومة من أي‬          ‫بسهولة في مياه الشعر‬
    ‫بنفسها ببطء عن السياق‬     ‫مصير بيولوجي واحد؛ لذلك‪،‬‬      ‫الأمريكي الحديث‪ ،‬وفي العديد‬
   ‫اليوغوسلافي‪ .‬تلاشى هذا‬        ‫سيميك هو « ِملكنا» حسب‬
 ‫الاتجاه عندما بدأ سيميك في‬     ‫حساسيته وميوله الروحية‬        ‫من المقابلات اللاحقة طلبوا‬
‫انتقاده بقسوة وعلانية لنظام‬                                      ‫من سيميك شرح أعماله‬
    ‫سلوبودان ميلوسيفيتش‬            ‫وحتى ضعفه في بعض‬             ‫وأفكاره الشعرية بنفسه‪.‬‬
 ‫والسياسة اليوغوسلافية في‬        ‫الأمور «(بيريسكي ‪.)84‬‬
  ‫التسعينيات (راجع سيميك‪،‬‬         ‫صدرت مثل هذه الأقوال‬      ‫أجواء مظلمة‪ ،‬جوهرية آسرة‪،‬‬
                                ‫في الفترة التي سبقت تفكك‬        ‫روح الدعابة مع قليل من‬
                 ‫«المتمرد»)‪.‬‬     ‫يوغوسلافيا‪ ،‬عندما سعى‬           ‫الرعب‪ ،‬وأشياء متحركة‬
    ‫حتى النقاد المتمرسين في‬    ‫الوعي المتزايد بالجنسية إلى‬      ‫مزعجة (انظر شو ‪-142‬‬
     ‫الشعر الأمريكي يبدأون‬       ‫تمييز الذات عن الآخرين‪،‬‬
   ‫ضمنيًّا تحليل عمل سيميك‬      ‫في الغالب‪ ،‬لأسباب غامضة‬      ‫‪ .)145‬مع أ َّن‪ ،‬الطبعة التالية‬
  ‫في الأدب الصربي‪ ،‬ويتضح‬        ‫وغير مقنعة‪ ،‬مثل الاقتباس‬     ‫من شعر سيميك في الترجمة‬
   ‫ذلك من خلال حقيقة أنهم‬       ‫أعلاه من قبل بيريشيتش‪.‬‬
     ‫لا يركزون على السمات‬        ‫عمل سيميك‪ ،‬الذي أصبح‬           ‫الصربية‪ ،‬التي ُنشرت في‬
     ‫الرئيسية لشعر سيميك‪،‬‬                                     ‫عام ‪ 1989‬بعنوان «قصائد‬
    ‫ولكنهم يركزون بد ًل من‬         ‫بحلول هذا الوقت مه ًّما‬  ‫مختارة»‪ ،‬قد احتوت على كلمة‬
 ‫ذلك على العناصر التي يمكن‬         ‫ومؤث ًرا في أمريكا‪ ،‬كان‬  ‫أخيرة قصيرة تركز فقط على‬

                                                                  ‫سيرة الشاعر وأصله‪.‬‬
                                                                  ‫تضمنت هذه المجموعة‬
                                                                ‫قصائد مختارة من شعر‬
                                                                 ‫سيميك المفعم بشجن لا‬
                                                               ‫ينتهي و(في ذلك الوقت لم‬
                                                             ‫ُتنشر بعد) من كتاب «الآلهة‬
                                                               ‫والشياطين»‪ ،‬الذي أرسله‬
                                                              ‫الشاعر نفسه إلى المترجمين‬
                                                             ‫كوستيتش وفوكسانوفيتش‪.‬‬
                                                             ‫كانت جودة الترجمة أقل من‬
                                                               ‫النسخة السابقة وناد ًرا ما‬
                                                            ‫تم ذكرها لاح ًقا على أنها ذات‬
                                                               ‫صلة‪ .‬في الخاتمة‪ ،‬يتحدث‬
                                                                ‫ميودراغ بيريشيتش عن‬
                                                             ‫الميل إلى تعريف سيميك على‬
                                                              ‫أنه ِملكنا نحن‪ ،‬موض ًحا أن‬
                                                            ‫المحدد «خاصتنا»‪ ،‬بالمصادفة‪،‬‬
                                                                  ‫يجب ألا ُتفهم أب ًدا على‬
                                                               ‫أنها شيء متصل بقوميته‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218