Page 217 - merit 52
P. 217

‫الملف الثقـافي ‪2 1 5‬‬

 ‫الأمريكية لا جدال فيها‪ ،‬كما‬          ‫مطلقة‪ ،‬ودون الرغبة في‬         ‫(‪ )1992‬باسم سيميك بعد‬
    ‫حصل على جميع الجوائز‬           ‫ذكر الحقائق الكبرى‪ ،‬ولكن‬        ‫عامين فقط من نشرها لأول‬
                                  ‫ببساطة‪ ،‬بهدف تأكيد وجود‬            ‫مرة‪ ،‬في عام ‪ .1994‬مؤلف‬
  ‫الشعرية الأمريكية الكبرى‪،‬‬      ‫الشخص‪ ،‬وتنظيم هذه الصور‬          ‫الترجمة والكلمة الختامية هو‬
  ‫بما في ذلك بوليتسر جائزة‬       ‫من خلال التفاعل بين الألعاب‬
                                                                            ‫فلاديمير بيشتالو‪.‬‬
     ‫الشاعر الأمريكي للفترة‬                       ‫والمخاوف‪.‬‬            ‫يعيش بيتشالو أي ًضا في‬
‫‪ ،2008 -2007‬لم ينس أب ًدا‬               ‫إن العلاقة بين المشهد‬           ‫أمريكا‪ ،‬مع أنه يتحدث‬
‫أصله الصربي‪ .‬على الرغم من‬            ‫الأدبي الصربي وتشارلز‬          ‫بشكل أساسي إلى الجمهور‬
‫أن بعض الشعراء الذين علموا‬          ‫سيميك معقدة‪ .‬من ناحية‪،‬‬            ‫الصربي‪ ،‬وقد أثرت هذه‬
                                      ‫هو جزء كبير من الوعي‬          ‫الحقيقة بشكل كبير في نقله‬
     ‫كتاباته كانوا بالفعل من‬       ‫الشعري الوطني‪ ،‬ليس فقط‬               ‫للخصوصيات الثقافية‪.‬‬
‫الصرب‪ ،‬مثل بوبا أو تاديتش‬         ‫كمؤلف ولكن أي ًضا كمترجم‬         ‫ومع ذلك‪ ،‬فهو ليس مترج ًما‬
                                  ‫وشخصية ثقافية‪ .‬من ناحية‬               ‫محتر ًفا‪ ،‬وهذا يظهر في‬
      ‫أو ريستوفيتش‪ ،‬إلا أن‬          ‫أخرى‪ ،‬فإن المدى الذي يتم‬
  ‫كلاسكيات الشعر الأمريكي‬            ‫فيه فهم عمله ووضعه في‬               ‫الطريقة التي يفقد بها‬
                                   ‫سياقه المناسب أمر مشكوك‬              ‫التركيز أحيا ًنا ويرتكب‬
     ‫لدى ويتمان وديكنسون‬          ‫فيه في أحسن الأحوال‪ .‬وعلى‬          ‫أخطاء واضحة‪ .‬كان النقاد‬
 ‫وويليامز وستيفنز وآشبري‬            ‫الرغم من استغلاله الكامل‬       ‫إيجابيين في تقييمهم لخاتمة‬
                                      ‫لشعر سيميك‪ ،‬فقد فشل‬           ‫بيشتال لأن هذه كانت المرة‬
         ‫والعديد من أسلافه‬       ‫النقد الصربي‪ ،‬في فهم الطابع‬          ‫الأولى التي يلفت فيها أي‬
‫ومعاصريه الأدبيين الآخرين‬         ‫الأمريكي الأساسي لتعبيره‪،‬‬       ‫شخص الانتباه بشكل خاص‬
                                   ‫وهذا أمر محير تما ًما‪ ،‬نظ ًرا‬        ‫إلى الاختلافات الثقافية‬
   ‫هي ما ش َّكلت ح ًّقا سيميك‬      ‫لكونه مواطنًا أمريكيًّا يكتب‬      ‫بين صربيا وأمريكا‪ .‬أدرك‬
 ‫كشاعر وإلى حيث ينتمي بلا‬           ‫باللغة الإنجليزية حصر ًّيا‪،‬‬       ‫بيشتالو أن شعر سيميك‬
                                   ‫و‪ ،‬كما تم توضيحه ساب ًقا‪،‬‬          ‫يمكن جعله أكثر وضو ًحا‬
   ‫شك‪ .‬من الناحية المجازية‪،‬‬         ‫يمكن فهمه‪ ،‬لا سيما عندما‬           ‫للقراء الصرب إذا كانوا‬
   ‫هو منغمس في عالم الشعر‬         ‫يأخذ المرء في الاعتبار جميع‬         ‫يريدون أن يصبحوا أكثر‬
                                      ‫الآثار السياسية لمثل هذا‬    ‫دراية بالعالم الذي غارق فيه؛‬
     ‫الأمريكي‪ ،‬بينما يلامس‬        ‫التحريف‪ .‬ثمة إصدارت مثل‬            ‫العالم الذي كان‪ ،‬في الوقت‬
   ‫بطرف إصبعه عالم موطنه‬              ‫ترجمة بيرجام بيليكاني‬           ‫الحالي‪ ،‬غريبًا ج ًدا وبعي ًدا‬
                                   ‫لمجلة «لوناتيك» تقدم الأمل‬        ‫عنهم‪ .‬وف ًقا لبيتشالو‪« ،‬في‬
      ‫وشعره‪ .‬قد تكون هذه‬           ‫في مستقبل أكثر تفاؤ ًل فيما‬    ‫فندق الأرق‪ ،‬النظرة إلى العالم‬
‫الازدواجية الطفيفة في الواقع‬     ‫يتعلق بالفهم الثقافي والتبديل‬         ‫بريئة وصوفية وحيوية‬
 ‫ما يجعل عمل سيميك فري ًدا‬              ‫اللغوي لعمل سيميك‪.‬‬             ‫وعقلانية‪ .‬يبحث المؤلف‬
                                  ‫ربما يكون سيميك قد ساهم‬           ‫باستمرار عن جذور الأدب‬
     ‫ج ًدا للجماهير الأمريكان‬      ‫أي ًضا في مثل هذا الاستقبال‬    ‫المحلي وطريقة التفكير والحلم‬
 ‫والنقاد والقراء العاديين على‬      ‫المربك لعمله في صربيا‪ ،‬على‬     ‫الأمريكية»‪ .‬يؤكد بيتشالو على‬
                                   ‫الرغم من حسن النية‪ :‬حيث‬        ‫قابلية صور سيميك الملموسة‬
   ‫حد سواء‪ .‬كما أوضح هو‬           ‫إن مكانته في الحركة الأدبية‬      ‫والطرق التي يتم من خلالها‬
 ‫نفسه ذات مرة‪« ،‬الشعر‪ ،‬أنا‬                                        ‫جمع هذه الصور م ًعا‪ ،‬بحرية‬
  ‫مغرم بالقول‪ ،‬إنه دفاع عن‬

    ‫الفرد ضد كل التعميمات‬
 ‫التي تسعى إلى إحاطة الواقع‬

      ‫بنظام مفاهيمي واحد»‬
   ‫(سيميك‪« ،‬لماذا الشعر؟»)‪.‬‬
   ‫أتمنى أن يكون هذا الدفاع‬
 ‫موجو ًدا دائ ًما لمساعدتنا على‬
   ‫رؤية العالم بشكل مختلف‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222