Page 214 - merit 52
P. 214

‫العـدد ‪52‬‬                             ‫‪212‬‬

                                    ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬                       ‫فهمها من منظور الشاعرية‬
                                                                      ‫الصربية‪ .‬كانت الدعابة في‬
‫سيما خلال عصره‪ .‬في شعره‬               ‫شعر تشارلز سيميك‪ ،‬بينما‬         ‫الشعر غريبة بشكل خاص‬
‫السردي‪ ،‬قام بعمل كتالوجات‬           ‫لم يكن‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬يشكك‬          ‫على هؤلاء النقاد‪ .‬في عام‬
                                                                     ‫‪ ،1983‬نشرت مجلة «ديلو»‬
    ‫طويلة للعناصر «العالية»‬           ‫في مكانه الصحيح في الأدب‬
 ‫و»المنخفضة» على حد سواء‪،‬‬             ‫الأمريكي‪ .‬جذبت النصوص‬             ‫عد ًدا خا ًّصا عن سيميك‪،‬‬
                                                                    ‫تضمن محادثة بين سيميك‪،‬‬
     ‫والتي يمكن إرجاعها إلى‬              ‫النقدية الصربية المبكرة‪،‬‬
‫ويتمان وتأثيره (أفراموفيتش‬                ‫لا سيما تلك التي كتبها‬        ‫والشاعر والمترجم ديفيد‬
                                       ‫شعراء «نيو أفانت جارد»‬           ‫البهاري والشاعرة رشا‬
                    ‫‪.)553‬‬            ‫مثل كوبيكل ونيغريشوراك‪،‬‬            ‫ليفادا‪ ،‬بعنوان «القصيدة‬
    ‫يتميز شعر ريستوفيتش‪،‬‬                 ‫انتباه القارئ إلى تجديد‬    ‫هي النقطة التي يتحول فيها‬
  ‫خاصة في مرحلته الأخيرة‪،‬‬               ‫سيميك للسريالية‪ ،‬والذي‬        ‫الفضاء إلى زمان؛ والزمان‬
   ‫باستخدام بشع وموضوع‬              ‫كان شيئًا مشتر ًكا مع شعراء‬      ‫إلى مكان»‪ .‬هنا‪ ،‬قال سيميك‬
 ‫الاغتراب‪ .‬الفترة التي سبقت‬           ‫أمريكيين آخرين من جيله‪،‬‬         ‫صراح ًة إن الشعر الشعبي‬
   ‫وفاته تتميز أي ًضا بالشعر‬             ‫مثل جون آشبري‪ .‬كان‬            ‫قد بدأ مع بو وإيمرسون‬
                                        ‫الأمر الأكثر أهمية لعلاقة‬      ‫وويتمان‪ ،‬وأدرج ويليامز‬
     ‫السياسي والشعر الذي‬                ‫سيميك بالشعر الصربي‬        ‫والسيريالية كمؤثرات تكوينية‬
   ‫يتناول الحروب التي كانت‬            ‫‪-‬بالتأكيد أكثر أهمية بكثير‬    ‫له‪ .‬كانت تعليقاته على الشعر‬
                                       ‫من أي حجج تتعلق باللغة‬           ‫الصربي واليوغوسلافي‬
     ‫تحدث في ذلك الوقت في‬              ‫الأم أو جوهر الأصل‪ -‬هو‬      ‫مقيدة تما ًما‪ ،‬وقد اعترف بأنه‬
   ‫يوغوسلافيا السابقة‪ .‬وفي‬          ‫الارتباط في النص بين شعره‬          ‫لم يتابعها بعناية خاصة‪.‬‬
   ‫الوقت نفسه‪ ،‬يمكن العثور‬            ‫وشعر المؤلفين الذين ترجم‬         ‫تضمن هذا العدد الخاص‬
  ‫على أوجه التشابه بين شعر‬             ‫أعمالهم‪ .‬تم اختيار فاسكو‬    ‫أي ًضا مقال سيميك «النشأة»‪،‬‬
‫سيميك وشعر نوفيكا تاديتش‬             ‫بوبا‪ ،‬ألكسندر ريستوفيتش‪،‬‬          ‫بالإضافة إلى مقالتين عن‬
  ‫في مزيج من فن الجروتسك‬               ‫ونوفيكا تاديتش‪ ،‬من قبل‬        ‫سيميك من قبل نقاد الأدب‬
                                        ‫سيميك كشعراء صربيين‬            ‫الأمريكيين‪ ،‬تم اختيارهما‬
                ‫والفولكلور‪.‬‬           ‫مشابهين له في الإحساس‪،‬‬          ‫بوضوح كطريقة لتصنيف‬
 ‫يستخدم تاديتش في قصائده‬                   ‫حيث يقفون إلى جانب‬
                                     ‫الشعراء الأمريكيين وغيرهم‬            ‫شعر سيميك وشرحه‬
   ‫ابتكا ًرا لغو ًّيا لمعالجة فكرة‬  ‫من الشعراء الوطنيين كأرواح‬       ‫بشكل مناسب‪ ،‬نظ ًرا لجميع‬
        ‫الشياطين والوحوش‬                                           ‫الصعوبات التي واجهها النقاد‬
                                                 ‫عشيرة حيوية‪.‬‬
  ‫والجنون والجريمة‪ ،‬وغالبًا‬           ‫عندما ينظر المرء إلى ملامح‬                      ‫الصرب‪.‬‬
 ‫ما وصف القراء الأمريكيون‬            ‫شعرهم‪ ،‬من السهل أن يفهم‬
  ‫عمله بأنه شعر رعب‪ .‬تما ًما‬                                       ‫أمركة مع لمسة صربية‬
                                          ‫لماذا شعر سيميك بهذه‬
       ‫مثل سيميك‪ ،‬يستخدم‬             ‫الطريقة‪ .‬ريستوفيتش شاعر‬           ‫كان الاستقبال والترجمة‬
 ‫تاديتش هذه الأفكار للتعامل‬         ‫للحياة اليومية وتفاصيل غير‬     ‫والتفسير اللاحق للنقد الأدبي‬
                                    ‫مألوفة‪ .‬يصف جميع مجالات‬
   ‫مع الموضوعات السياسية‪.‬‬             ‫الحياة البشرية‪ ،‬بما في ذلك‬       ‫العالمي متس ًقا في ملاحظة‬
‫في مقالته عن سيميك‪ ،‬بعنوان‬            ‫الوظائف الجسدية والإثارة‬       ‫السمات الشعرية الأوروبية‬

     ‫«نظرية الفوضى»‪ ،‬يذكر‬                ‫الجنسية‪ ،‬وهو أمر نادر‬         ‫أو الشرقية الأوروبية في‬
  ‫ديفيد أور هذا التأثير‪ ،‬قائ ًل‬     ‫للغاية في الشعر الصربي‪ ،‬ولا‬

    ‫إن «الكاتب الذي نشأ من‬
   ‫هذه التربية المسكونة غالبًا‬
   ‫ما يبدو أن لديه الكثير من‬
 ‫القواسم المشتركة مع شعراء‬
‫من يوغوسلافيا السابقة مثل‬
‫فاسكو بوبا ونوفيكا تاديتش‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219