Page 209 - merit 52
P. 209

‫الملف الثقـافي ‪2 0 7‬‬

‫إيفان ف‪ .‬لاليتش‬  ‫إميلي ديكنسون‬  ‫إليزابيث بيشوب‬                    ‫عاد ًة‪ ،‬والنوع المرح المهذب‬
                                                                     ‫المرتبط أكثر بأشبري»‪،‬‬
‫يمنح هذا التقسيم العديد من‬     ‫قصائد حياته الحضرية‪ ،‬مثل‬               ‫وخلص إلى أن سيميك‬
  ‫قصائده خاصية انعكاسية‬        ‫«المرايا في الساعة ‪ 4‬صبا ًحا»‪،‬‬        ‫(وجاري سنايدر) «تتم‬
                                ‫حيث يتحول خوف المرء من‬
‫ذاتية تمنعهم من الانحدار إلى‬                                    ‫قراءتهما مثل المجندين الجدد‬
‫ابتسامة إيناس‪ ،‬وهي نفسها‬          ‫الاستبطان إلى رعب‪ -‬فيلم‬          ‫لأهل قرية ما بعد الحداثة‬
                                   ‫الخوف من المرايا الفعلية‪.‬‬          ‫لدى آشبري» (‪.)214‬‬
   ‫شكل من أشكال الأخلاق‪.‬‬         ‫يقول كيرش إن «هذا النوع‬          ‫ولأن شعره غالبًا ما ُينظر‬
                    ‫(أور)‪.‬‬     ‫من الكوميديا السوداء هو أحد‬
                                  ‫العناصر التي تجعل شعر‬         ‫إليه على أنه استمرار للتخيل‬
  ‫يواصل أور وضع سيميك‬           ‫السيد سيميك جذا ًبا للغاية»‪،‬‬       ‫الأمريكي ما بعد الحداثي‬
    ‫بين هؤلاء الشعراء الذين‬       ‫بينما يلفت أور الانتباه إلى‬
  ‫تقترح «صورهم الشريرة»‬           ‫ازدواجية أسلوبه قائ ًل إن‬      ‫(«البطيخ‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
     ‫«الأسئلة الوجودية التي‬        ‫هناك نوعين من الشعراء‬        ‫هو لغز تخيلي صغير مثالي)‪،‬‬
‫تزعج حياتنا اليومية»‪ .‬يضعه‬     ‫(الذين) يكتبون بشكل متكرر‬        ‫من الطبيعي أن يجد سيميك‬
‫هذا بشكل موضوعي‪ ،‬وإن لم‬        ‫عن عالم لا معنى له‪ :‬العبثيون‬
‫يكن نغميًّا‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع‬                                    ‫متعة في أن يسخر من ميله‬
 ‫مؤلفين مثل ويليام كارلوس‬            ‫الحقيقيون ذوو العيون‬            ‫نحو الصور المذهلة‪ .‬في‬
‫ويليامز‪ ،‬وهو عنصر أساسي‬              ‫الباردة (الذين يحررهم‬
    ‫آخر في الشعر الأمريكي‪،‬‬         ‫التعسف) والرومانسيون‬          ‫محادثة مع بيرل لندن‪ ،‬علق‬
‫تعرض استكشافاته الشهيرة‬              ‫المحبطون (الذين يعتبر‬        ‫سيميك على ذلك‪ ،‬موض ًحا‬
   ‫في الحياة اليومية السمات‬      ‫التعسف بالنسبة لهم الوعد‬
                                    ‫المنقذ)‪ ..‬قلب سيميك مع‬      ‫تطور صوره‪ ،‬ووافق على أن‬
     ‫الوحيوية للدنيوية‪ .‬قال‬        ‫الأخير‪ ،‬ورأسه مع الأول‪.‬‬     ‫الصورة في حد ذاتها لا ينبغي‬
    ‫سيميك ذات مرة إن أحد‬                                       ‫أن تكون كافية‪ ،‬لأن «الصورة‬
    ‫أهداف شعره هو «إعادة‬
                                                                     ‫الجيدة تؤدي إلى بعض‬
                                                                 ‫المحتوى الفكري» (نيوباور‬

                                                                    ‫‪ ،)243‬نق ًل عن ستيفنز‬
                                                                    ‫«ثلاث عشرة طريقة‪،»..‬‬
                                                                    ‫كمثال نموذج ٍّي للصورة‬
                                                                  ‫الشعرية الفكرية‪ .‬المحاكاة‬
                                                                   ‫الساخرة الذاتية موجودة‬
                                                                      ‫أي ًضا في «شرح أشياء‬
                                                               ‫صغيرة»‪ ،‬حيث يتلفظ المتحدث‬
                                                                ‫بعبارات مبتذلة لقطته‪« ،‬نظ ًرا‬
                                                                ‫لعدم وجود أي شخص آخر‬
                                                                   ‫حولها» (تشارلز سيميك‪،‬‬
                                                                   ‫قصائد جديدة ومختارة‪،‬‬

                                                                                 ‫ص‪)134‬‬
                                                                   ‫وبالتالي‪ ،‬لا ُيسمح للرعب‬
                                                                   ‫الوجودي لدى سيميك أن‬
                                                                    ‫يتجذر أب ًدا‪ ،‬ويتحول إلى‬
                                                                ‫فكاهة سريالية بد ًل من ذلك‪،‬‬
                                                               ‫كما يمكن رؤيته في العديد من‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214