Page 248 - merit 53
P. 248

‫العـدد ‪53‬‬            ‫‪246‬‬

                                                               ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

     ‫متخذين من حدث كأس‬               ‫ندعي في القول‬             ‫لا‬
       ‫العالم في قطر ‪2022‬‬          ‫فلسفة إن قلنا إن‬
      ‫مجا ًل ِخصبًا لاقتناص‬         ‫للجماهير بلاغ ًة‬                    ‫الحناجر البليغة في مونديال قطر ‪2022‬‬
                                ‫تعادل بلاغات القول الأخرى‪،‬‬                  ‫الجمهور التونسي وتشكلات الهُ وية‬
  ‫القول‪ ،‬مخصصين ذلك على‬
     ‫الجمهور التونسي بحثًا‬            ‫ولا نبالغ إ ْن ادعينا أن‬
      ‫في الاستجابات البليغة‬         ‫لخطاب الجماهير تصو ًرا‬
                                 ‫ونس ًقا يفرض نفسه ويضع‬
   ‫التي يمارسها الجمهور في‬           ‫له موطئ قدم في ساحة‬
  ‫التعبير عن نفسه ومشاغله‬           ‫القول البلاغي‪ ،‬فنحن في‬
  ‫وتشكيل هويته‪ .‬والمقصود‬           ‫واقعنا الراهن نشهد إعلا ًء‬
                                   ‫من قيمة الخطاب اليومي‪،‬‬
    ‫بالاستجابة البليغة(‪ )2‬هنا‬       ‫ونعيش صعو ًدا لبورصة‬
 ‫ردود الأفعال (اللغوية وغير‬
‫اللغوية) التي ينتجها المخا َطب‬       ‫القول العادي بعي ًدا عما‬
                                      ‫فرضته نخبوية القول‬
    ‫بهدف مقاومة الخطابات‬            ‫من أساطير حول غايات‬
‫السلطوية التي تمارس تمي ًزا‬         ‫البلاغة واهتماماتها‪ .‬هذا‬
                                 ‫المنعرج الفكري لماهية القول‬
    ‫أو عنصرية أو تحقي ًرا أو‬    ‫الجماهيري نبهت إليه «بلاغة‬
 ‫إقصا ًء‪ ،‬التي تنتمي في خانة‬        ‫الجمهور» بوصفها فر ًعا‬
‫ما أسماه د‪.‬عماد عبد اللطيف‬         ‫من علم البلاغة‪ ،‬آخذة على‬
                                 ‫عاتقها مهمة تزويد المخا َطب‬
         ‫«أمراض الخطاب»‪.‬‬           ‫(الجماهير) بقدرات تدفع‬
    ‫قد يبدو للقارئ أن إعطاء‬         ‫الخطابات السلطوية التي‬
                                    ‫ينتجها المتكلم‪ ،‬فض ًل عن‬
      ‫صفة البلاغة للحناجر‬       ‫التنقيب في الخطابات اليومية‬
    ‫في العنوان الذي اخترناه‬         ‫العادية والبحث في أسس‬
 ‫مدعاة للتهافت‪ ،‬خاصة وأننا‬          ‫تكوينها وأبعادها وعلاقة‬
   ‫نباشر قائلين (الجماهير)‪،‬‬       ‫ذلك بما تصبو إليه البلاغة‬
                                  ‫عامة من أهداف تسعى إلى‬
                                 ‫تحرير الإنسان ومد جسور‬                   ‫د‪.‬يوسف‬
                                   ‫الترابط مع الآخر وصو ًل‬                 ‫رحايمي‬
                                   ‫إلى ما ُيمكن أ ْن ُيطلق عليه‬
                                   ‫بـ»أخلقة البلاغة» وجعلها‬                 ‫(تونس)‬
                                      ‫أداة للمقاومة والسلام‬

                                                 ‫والتعايش‪.‬‬
                                        ‫في هذا الإطار تتنزل‬
                                       ‫محاولتنا هذه القراءة‬
                                  ‫بلاغة الجمهور الرياضي(‪)1‬‬
                                    ‫بوصفه «فاكهة الملاعب»‬
   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253