Page 12 - باب القيم بين النسبيّ والمطلق:العمل
P. 12
*** اﻟﻧﻔﻊ :ﺑﻣﻌﻧﻰ ،أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗﮭدﻓﺔ ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗ ّم ﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ ،وإﻻّ ﻓﺈﻧﮭﺎ
ﺳﺗﻛون ﻓﺎﻗدة ﻟﻛل ﻗﯾﻣﺔ إﺳﺗﮭﻼﻛﯾّﺔ وﺗﺑﺎدﻟﯾّﺔ .وﻣن ﺛ ّﻣﺔ ﻟن ﺗﻛون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻺﻧﺗﺎج واﻟﻌﻣل.
*** ﻛ ّم اﻟﺟﮭد اﻟﻣﺑذول ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﻣن أﺟر ﯾﺗﻘﺎﺿﺎه اﻟﻌﺎﻣل .ﺑﻣﻌﻧﻰ ،أ ّن اﻟﻌﻣل
ﻛﺟﮭد ﻣﺑذول ،ﯾﺗ ّم ﺗﻛﻣﯾﻣﮫ ﻓﻲ ﺷﻛل " ُﻛﺗﻠﺔ ُﺟﮭد" ﯾﺑذﻟﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣل وﺗﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﻛ ّﻣﯾﺔ إﻧﺗﺎج ﯾُﺿﺑط
وﻓﻘﮭﺎ أﺟر اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺎ ﯾُﻧﺎﺳب اﻟﻣؤ ّﺟر ،وﻣﺎ ﯾﺗ ّم اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺳﺑﻘﺎ.
*ﻋﺎﻣل اﻟ ﱡﻧدرة :وھو ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﻧُدرة اﻟﻣﻧﺗوج وﻣﺎ ﯾؤ ّدي إﻟﯾﮫ ذﻟك ﻣن ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﮫ طﺑﻘﺎ
ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺳوق اﻟﻣﺗداوﻟﺔ :ﻗﺎﻋدة اﻟﻌرض واﻟ ّطﻠب .إذ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻧ ُدرت ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾّﻧﺔ وﻓﺎق ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟطﻠ ُب اﻟﻌرض ﺑ ُﮭﺿت ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﺗداوﻟﯾّﺔ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
وھذه اﻟﺿواﺑط ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻌﺗﻣدھﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻛﺄﺳﺎﺳﯾﺎت ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻟﻌﻣل
إﻧﺗﺎﺟﺎ وﺗﺳوﯾﻘﺎ ،وﺿﺑطﺎ ﻟﻧظم اﻷﺟور واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣردودﯾّﺔ واﻟ ّرﺑﺢ واﻟﺗﻛﻠﻔﺔ
واﻟﻔواﺋد وﻓواﺋض اﻟﻘﯾﻣﺔ .وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﻣل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺧﻠّﻲ ﻋن ﻣﺿﺎﻣﯾن
اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ واﻟﻘﯾم اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘ ّﯾﺔ ﻛﺎﻹﺑداع واﻟﺗذ ّوق اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻛراﻣﺔ واﻟﺣرﯾّﺔ ﻓﻲ إﺑداء
اﻟ ّرأي اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج ،واﻟﺗﺣﺎور ،ﻟﯾُﺷﺣن ﺑﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﺗّﻣدﯾﺔ واﻟ ّﺳﻠﻌﻧﺔ واﻟرﺑﺢ واﻟوﻓرة
واﻟﻣردودﯾّﺔ واﻟﺗﻛﻣﯾم وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻣﺎدﯾّﺔ.
وﺗﻣﺛّل أطروﺣﺔ "آدام ﺳﻣﯾث" ﺣول ﺗﻘﺳﯾﻣﮫ ﻟﻠﻌﻣل ﻷﺟل ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑّر ﻋن
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ وﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم اﻟﻣﺗﻧ ّوﻋﺔ ،ﻣوﻗﻔﺎ إﻗﺗﺻﺎدﯾّﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾّﺎ ﻟﯾﺑراﻟﯾّﺎ
ﯾﻌﺑّر ﻋن ﺗﺣ ّول اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻧﺷﺎط إﻧﺗﺎﺟﻲ ﺗﺑﺎدﻟﻲ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز ،ﺗﺣﻛﻣﮫ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ واﻟﺣﺎﺟﺔ.وﻻ
ﺗﺣ ّدده ﻗﯾم اﻟﺗﻌﺎطف واﻟ ّرھﺎﻧﺎت اﻷﺧﻼﻗﯾّﺔ ﻓﻲ أﺑﻌﺎدھﺎ اﻟﻔردﯾّﺔ اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘ ّﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾّﺔ.
-اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻧص "اﻟﺗﺑﺎدل اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل" ،آدام ﺳﻣﯾث" ،ص.36
ﯾﺗﻣﺣور اﻟﻧص ﺣول ﻣﺷﻛل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن واﻗﻌﯾّﺔ ﺗﻧ ّوع اﻟﺣﺎﺟﺎت وﺗﻌ ّدد اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﺟز اﻟﻔرد ﺑﻣﻔرده ﻋﻠﻰ ﺗﻐطﯾﺗﮭﺎ ،وﻣﺎ ﯾﻔرﺿﮫ ذﻟك ﻣن ﺗﻘﺳﯾم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﯾن اﻟﻧﺎس وﺗﺣوﯾﻠﮫ إﻟﻰ
أﻧﺷطﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾّﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾّﺔ ﺗﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.وﯾﺟﯾﺑﻧﺎ ﻋن
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾّﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎ اﻟذي ﯾُﺷ ّرع ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل :ھل ﯾﻌود ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺟ ّرد رﻏﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ
ﺗﻐطﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌ ّددة واﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟدﯾﮫ ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد أن ﯾﻠﺑّﯾﮭﺎ ﺑﻣﻔرده ﻣن
ﺧﻼل ﻋﺟزه اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﻣﮭﺎري واﻟﺗﻘﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل اﻷﻧﺷطﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾّﺔ اﻟﺿرورﯾّﺔ
ﻟﺗﺳدﯾدھﺎ ،أم أ ّن ذﻟك ﯾﻌود ﻟﺗﻛﺎﻣل اﻷﻧﺷطﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺷر ﻓﻲ ﺗﻧ ّوع إﻧﺗﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾّﺔ
ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﺑر اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ واﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﮭﺎ؟ .وﻋﻠﻰ أ ّي ﻧﺣو ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣ ّول ھذا
اﻟﺗﻘﺳﯾ ُم اﻹﻧﺗﺎﺟ ّﻲ اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻓﺿﺎء ﺗﺣﻛﻣﮫ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻘﯾم اﻹﻧﺗﺎﺟﯾّﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎدل؟ .وأﺧﯾرا أﯾّﺔ
ﻣﻧزﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ وﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﺿﻣن ھذا اﻟﺗﺣ ّدد اﻹﻗﺗﺻﺎد ّي اﻟﻠﯾﺑراﻟ ّﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟذي
ﺻﺎرت ﺗﺣﻛﻣﮫ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺑﺎدل؟.
إ ّن ﻣﻧطﻠﻖ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻛﻧﺷﺎط وﻣﺟﮭود ﻣﻧﺗﺞ ﺣﺳب "آدام ﺳﻣﯾث" ،ﯾﻌود إﻟﻰ ﻧوﻋﯾّﺔ
-ص -10