Page 136 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها

‫قدم "جون ديوي" الفلسفة البرجماتية كأحد الفلسفات التقدمية التي حققت في‬
‫التعليم مارباً عظيماً ‪ ،‬فلقد كانت الفلسفة البرجماتية وسيلة لحل مشاكل الحياة‬

‫كونها أحد الفلسفات العملية التي ترقص التطرف في التفكير المجرد وتهتم‬
‫بالقد ارت والقوى العقلية للبشر ‪ ،‬وهي فلسفة تفعية ‪ ،‬لقيمة الفكرة وقيمة العمل‬
‫تقاسي بما يترتب عليهما من نتائج ملموسة وتفعية مقياس الحق هو التجربة‬

‫النافعة لأكبر ‪ .‬عدد من الناس ولأطول مدة زمنية‪.‬‬
‫وتقوم البرجماتية كفلسفة عملية نفعية على ديمومه التغير ونسبية القيم ‪،‬‬
‫والطبيعة الاجتماعية والبيولوجية للإنسان والديمق ارطية كطريقة وتقوم البرجماتية‬
‫كفلسفة عملية نفعية على ديمومة التغير وتبية الحياة‪ ،‬والذكاء الناقد كقيمة‬
‫سلوكية حيث أن الذكاء هو جوهر نظرية الحق لذلك تعتمد البرجماتية على العقل‬

‫في حل المشكلات ‪ ،‬وتعتمد على القدرة الابتكارية في الإنسان‪.‬‬

‫والأهداف تتحقق في الفلسفة البرجماتية عن طريق استخدام المنهج العلمي‬
‫للوصول إلى الحقيقية ‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق الاستنباط والاستق ارء معاً ‪،‬‬
‫فالوصول إلى الحل يستدعي السير على مجموعة خطوات تبدا بالاقت ارضات التي‬

‫تصل في النهاية إلى الحل النافع‪.‬‬
‫لقد وجدت التربية الفنية في الفلسفة البرجماتية ضالتها المنشورة حيث انطلقت في‬

‫تطبيق الأسس والقواعد البرجماتية على مدى متسع مـــن الزمن منذ الخمسينات‬
‫من القرن العشرين ‪ ،‬فلقد كانت أهداف التربية الفنية تعمل على التأكيد على‬

‫‪123‬‬