Page 122 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 122

‫العـدد ‪١٩‬‬                            ‫‪120‬‬

             ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫أرسطارخوس‬      ‫والمشرقية في المغرب‪ ،‬ولتغيرت‬       ‫الشمس ثابتة لا جارية فقد ك ّذب‬
   ‫الساموسى‬      ‫القبلة على الناس حتى لا يقر‬       ‫الله وك ّذب كتابه الكريم الذي لا‬
                                                    ‫يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬ولا‬
               ‫لها قرار‪ ،‬وبالجملة فهذا القول‬       ‫من خلفه تنزيل من حكيم حميد‬
                ‫فاسد من وجوه كثيرة يطول‬             ‫وهو القائل سبحانه‪( :‬قل أأنتم‬

                                 ‫تعدادها»(‪)4‬‬          ‫أعلم أم الله)‪( ،‬وما أشهدتهم‬
               ‫لقد أوردت هذا القول الفاضح‬             ‫خلق السماوات والأرض ولا‬
             ‫الموثق في كتاب من شخصية لها‬           ‫خلق أنفسهم) وكل من قال هذا‬
              ‫الأثر الكبير وفاعلية ضاغطة في‬           ‫القول فقد قال كف ًرا وضلا ًل‬
             ‫المجتمع العربي المتدين‪ ،‬ولها من‬       ‫لأنه تكذيب لله‪ ،‬وتكذيب للقرآن‪،‬‬
               ‫الأثر كذلك في المجتمع المصري‬        ‫وتكذيب للرسول صلي الله عليه‬
               ‫الأقدم إيما ًنا وتوحي ًدا والأكثر‬  ‫وسلم لأنه عليه الصلاة والسلام‬
                ‫محبة لله ورسوله وأهل بيته‬         ‫قد صرح في الأحاديث الصحيحة‬
                ‫وصحابته والتابعين‪ .‬إنه على‬             ‫أن الشمس جارية‪ ،‬وأنها إذا‬
                                                    ‫غربت تذهب وتسجد بين يدي‬
                  ‫وجه اليقين‪ ،‬نموذج لرجال‬            ‫ربها تحت العرش كما ثبت في‬
             ‫يسيئون إلى الدين إجما ًل وللعقل‬         ‫الصحيحين من حديث أبي ذر‬
                                                   ‫‪-‬رضي الله عنه‪ -‬وكل من ك ّذب‬
                 ‫المعرفي عن عمد‪ ،‬ظانين أنهم‬       ‫الله سبحانه أو ك ّذب كتابه الكريم‬
              ‫حماة الدين والتدين‪ ،‬معارضين‬              ‫أو ك ّذب رسوله الأمين عليه‬
              ‫نضوج العقل البشري ومعارفه‬           ‫الصلاة والسلام فهو كافر ضال‬
                                                  ‫مضل ُيستتاب فإن تاب وإلا قتل‬
                   ‫واختلاف أدواتها وطرقها‬             ‫كاف ًرا مرت ًدا ويكون ماله فيئًا‬
                  ‫ومناهجها وتناولها بسرعة‬          ‫لبيت مال المسلمين كما نص على‬
                 ‫فائقة عبر وسائط ذات وفرة‬           ‫مثل هذا أهل العلم والإيمان في‬
                   ‫وقدرة‪ ،‬معتقدين أن الدين‬          ‫باب (حكم المرتد) وكما أن هذا‬
                ‫الإسلامي لهم وحدهم وعلينا‬          ‫القول الباطل مخالف للنصوص‬
                ‫الإذعان لما يفهمونه ويعملون‬       ‫فهو مخالف للمشاهد المحسوس‪،‬‬
                 ‫عليه والانصياع لهم كقطيع‬           ‫ومكابرة للمعقول والواقع‪ ،‬فلم‬
               ‫يميل برأسه حيث يميلون دون‬             ‫يزل الناس مسلمهم وكافرهم‬
             ‫النظر إلى بقية العالم الذي نعيشه‬      ‫يشاهدون الشمس جارية طالعة‬
                 ‫ونشاركه ونتعامل معه بكل‬               ‫وغازية‪ ،‬ويشاهدون الأرض‬
             ‫منتجه الثقافي والفكري والمعرفى‪،‬‬        ‫قارة ثابتة‪ ،‬ويشاهدون كل بلد‬
              ‫أو يصدرون فتاواهم عن جهالة‬           ‫وكل جبل في جهته لم يتغير من‬
                 ‫وبغير معرفة بمن يترصدنا‬              ‫ذلك شىء‪ ،‬ولو كانت الأرض‬
                 ‫وينتظر في محاولة النيل منا‬       ‫تدور كما يزعمون لكانت البلدان‪،‬‬
               ‫وتشويهنا بسخرية‪ .‬ماذا يريد‬            ‫والجبال‪ ،‬والأشجار‪ ،‬والأنهار‪،‬‬
               ‫هؤلاء؟! ثم‪ ،‬بماذا يضار الدين‬           ‫والبحار لا قرار لها‪ ،‬ولشاهد‬
                ‫من ثبت علمي ومعرفة كونية‬          ‫الناس البلدان المغربية في المشرق‪،‬‬
                ‫جديدة؟! وكيف يأخـذ الناس‬
                 ‫عنهم من علم ومعرفـة وقد‬
             ‫كذبوا أو جهلوا أو أغلقوا العقول‬
                ‫واستباحوا ارواح الناس؟! أ َو‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127