Page 148 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 148
العـدد ١٩ 146
يوليو ٢٠٢٠ الأدبية ،بد ًل من زيادتها
( )..نحن مدعوون من خلال
الأدبي (العضوية ،والإيجاز، كل قصيدة من قصائده في
والمجانية ،واللازمنية) .إذا (سأم باريس) هي كتلة مثالية هذا النموذج للإصغاء إلى
فسرنا القصائد النثرية على نقش الصوت فقط ،عندما لا
من المعنى المفاجئ والإثارة يمكن رؤيته على أنه يوضح
أنها المعادلات الأدبية لأفعال العاطفية لتجربة المتكلم التي
الوعي المتفردة أو لأجزاء موقف المتحدث ،وتفسير
تعتمد في كثير من الأحيان التلاعب اللفظي على أنه ذكاء،
منها ،فهناك إثبات لدقة اقتراح على الأحداث اليومية الشائعة،
باحثة قصيدة النثر الفرنسية. بد ًل من استكشاف أصداء
العمل الأدبي لكي يطلق عليه ممزوجة بهدوء عاكس، لفظية ،أو لعب كلمات دون
وتكشف عن مجموعة أمور
مسمى قصيدة النثر يجب أخرى ،من بينها ثورة بودلير: الرجوع إلى مبدأ الوعي»
أن يكون عضو ًّيا وقصي ًرا الانتقال من تمثيل الأشياء (كولر ،ص .)298ينطوي هذا
ومجانيًّا ،ويجب أن يعطي
انطبا ًعا باللازمنية .تتضمن كما تزعم هي ،وتقديمها النموذج على نسخة مثيرة
هذه السمات الأربع التأثير كما تبدو .من وجهة النظر للاهتمام للغنائي التي لا
العام الذي تصفه برنار بأنه هذه كانت قصيدة النثر أداة تحتاج إلى فهمها ،لأنها تتعلق
كتلة غير زمنية .ونتيجة لذلك أدبية حديثة تستخدم لإظهار بمفهوم الشعر ،أو يجب أن
يمكن النظر إلى قصيدة النثر رغبة في التعبير عن الذات، أقول (الشعرية) ،إن الشعرية
التي غالبًا تتضمن سلسلة ولا تقتصر على ردود الفعل هي التي تخضع للشاعر
طويلة ،على أنها دورة من الذاتية الحميمة ،ولكن التعامل الغنائي .يبدو أن التحليل
الكتل غير الزمنية مرتبة في معها بد ًل من ذلك على أنها النصي الذي يركز على أنماط
خيط ،مما يعكس مجموعة من متجذرة في العالم الخارجي، صوت المتحدث أمر حاسم
اللمحات الغنائية المنفصلة في لقصيدة النثر ،ويتحول إلى
عالم يقطع فجأة من يوم إلى أو بشكل قد يكون أكثر كونه أكثر أهمية من ترتيب
يوم بتيار التلاشي .تتداخل صرامة في الجزء المتصور التفسير المنتظم الذي يظهر
عنه .ليس غرض قصيدة النثر على أنه المشكلة الأساسية
فكرة (لازمنية) قصيدة فقط أن تخبر عن هذا الجزء أثناء مناقشة النوع .وهذا
النثر ،مع نظرية (تخصيص) من واقع التجربة الحياتية، أكثر أهمية من استكشاف
النص الأدبي .عندما نحاول ولكن لتقديمها كمادة يت ّم البعد الذاتي للغة بوصفه سمة
إدخال بعد مكاني إلى الأدب، مائزة لأسلوب كتابة قصيدة
فإننا نقوم بذلك للتغلب على امتصاصها ومعالجتها
التسلسل الجوهري الموجود بشكل كامل بواسطة وعي النثر.
المتكلم .برتراند ،وبودلير، يمكن تتبع حدس مماثل
في لغته ،ولمحاولة تخطي ورامبو ،وستاين ،يفعلون في مقدمة بودلير (لسأم
طبيعته الزمنية .وعلى المنوال الشيء نفسه ،ولكن كل واحد باريس) ،حيث يحلم بمعجزة
النثر الشعري ،موسيقى دون
ذاته يبدو أن قصائد النثر منهم بطريقته الخاصة. إيقاع أو قافية ،ومرن بما فيه
القصيرة والمكتنزة طباعيًّا، يقطعون الوعي إلى قطع الكفاية ،ومتناغم بما يكفي
وينظر إليها في لمحة سريعة صغيرة من الأعمال المنفصلة، للتكيف مع حركات الروح
ويترجمونها إلى أشكال الغنائية ،ومتموج الخيال نحو
على أنها صفحة مطبوعة أدبية .كل واحدة من هذه التقلبات والانعطافات التي
بكثافة ،أو في جزء منها ،تتبع الأعمال تتحول إلى قصيدة يأخذها الوعي .وبالفعل فإن
نثر .أشارت سوزان برنار
فكرة التماس اللحظي. في بحثها إلى أربع سمات
يمكن للمرء أن يلاحظ تميز هذه الطريقة في الكلام
أن مثل هذه اللحظات من