Page 265 - merit
P. 265

‫‪263‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

‫ذاكرة تنازع الموت‪..‬‬

‫في رواية «الوصايا»‬                                                    ‫عبد المجيد‬
                                                                      ‫محمد خلف‬
‫للروائي عادل عصمت‬
                                                                      ‫(سوريا)‬

   ‫هذا النقل هو الذاكرة البصرية‬         ‫النص في بداية كل فصل من‬          ‫في الروي‪ ،‬وفي سرد‬             ‫الخلاص‬
   ‫والسمعية الحية‪ ،‬والشاهد على‬          ‫فصول الرواية‪ ،‬فكانت عشر‬        ‫تفاصيل الأحداث التي‬
 ‫أيام مضت‪ ،‬وشكلت تاريخ البلد‬         ‫وصايا أوردها الكاتب في العمل‪،‬‬     ‫وقعت مع الراوي الذي‬
                                        ‫لتنقل خبرة الجد‪ ،‬في الحياة‪،‬‬
                         ‫نفسه‪.‬‬     ‫وأخبار البلد كله إلى الحفيد‪ ،‬الذي‬      ‫يحول كل شيء إلى‬
        ‫والوصايا التي نقلها هي‪:‬‬        ‫اختاره الجد لهذه المهمة‪ ،‬ربما‬  ‫حكاية تحتاج إلى البوح‪،‬‬
     ‫(خلاصك في مشتقتك‪ -‬إ َّياك‬        ‫ليستفيد من تجاربه في الحياة‪،‬‬
  ‫والعمى‪ -‬المتعة عابرة كالحياة‪-‬‬     ‫أو ربما ليتعلم تاريخ البلد نفسه‬       ‫والكشف عما يجول‬
   ‫كن يق ًظا وقت الأفراح‪ -‬الثروة‬       ‫من خلالها‪ ،‬فينقلها بدوره إلى‬      ‫في الروح من مشاعر‬
    ‫مثل الدابة عليك أن تسوقها‪-‬‬     ‫الآخرين‪ ،‬في المستقبل القريب‪ ،‬لأنه‬  ‫يعجز عن الاحتفاظ بها‪،‬‬
   ‫احذر أن تقتل أخاك‪ -‬الأحزان‬          ‫هو أي ًضا سيصبح شاه ًدا على‬    ‫ويصعب معه ‪-‬في الوقت نفسه‪-‬‬
‫سموم القلب‪ -‬تح َّمل الألم‪ -‬المحبة‬    ‫أحداث ستقع في البلد فيما بعد‪،‬‬    ‫تحملها‪ ،‬فلا بد من أن ينقلها إلى‬
‫دواء أيام الباطل‪ -‬أعظم الفضائل‬      ‫وسينقل بالطبع تجربته عنها إلى‬       ‫الآخرين‪ ،‬وخاصة حين تكون‬
                                    ‫الأحفاد مثلما فعل جده‪ ،‬ليتم نقل‬    ‫الحاجة هي التي تدفع الإنسان‬
                    ‫في التخ ِّل)‪.‬‬   ‫التاريخ بتواتر‪ ،‬ومن شخص إلى‬       ‫إلى ذلك‪ ،‬لتسرد على لسان البطل‬
     ‫يبدأ الحفيد ‪-‬الساقط‪ -‬الذي‬      ‫آخر‪ ،‬بشكل مميز ومهم ج ًّدا‪ ،‬لأن‬       ‫القصة‪ ،‬وال ِحكم التي تعلَّمها‬
  ‫كان عمره يو ًما ما ثمانية عشر‬                                         ‫في الحياة على شكل وصايا إلى‬
  ‫عا ًما‪ ،‬وبقي اسمه مجهو ًل حتَّى‬                                        ‫الحفيد‪ ،‬وجاءت متسلسلة في‬
   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270