Page 190 - m
P. 190

‫العـدد ‪59‬‬                      ‫‪188‬‬

      ‫بقضايا الشعر العربي‬                                                       ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫قراءة في خطاب طه حسين النقدي‬
   ‫القديم منذ قيام المحاولات‬                                                                     ‫للشعر العذري‬
                                   ‫شغلت قضية جذور‬
      ‫الأولى التي تؤرخ لهذا‬
   ‫الشعر‪ .‬ومن ضمن هؤلاء‬          ‫الظاهرة العذرية وتصنيف‬
    ‫النقاد د‪.‬طه حسين‪ ،‬الذي‬        ‫الخطاب الشعري العذري‬
   ‫ُيع ُّد أول من تناول ظاهرة‬     ‫معظم نقاد الشعر العربي‬
 ‫الغزل الأموية ككل بالدرس‬        ‫منذ الربع الأول من القرن‬
    ‫والتحليل إذ عالجها فيما‬     ‫العشرين‪ .‬وازدادت محاولة‬
 ‫يقرب من ثلاث عشرة مقالة‬          ‫البحث عن جذور الظاهرة‬
                               ‫إلحا ًحا حتى أصبحت هاج ًسا‬
     ‫في جريدة السياسة بين‬           ‫يؤرق النقاد والمشتغلين‬
  ‫سبتمبر وديسمبر من عام‬
  ‫‪ ،1924‬ثم جمعها بعد ذلك‬                                                                                   ‫د‪.‬معتز سلامة‬
    ‫في الجزء الأول من كتابه‬
 ‫«حديث الأربعاء»‪ .‬وسنركز‬                                                                     ‫اللوحة للفنان أنس الديب‬
  ‫هنا على دراسة طه حسين‬
  ‫لظاهرة الغزل العذري التي‬
‫عالجها في خمس مقالات من‬
 ‫مقالاته السابقة للكشف عن‬
 ‫منحاه المنهجي وكيفية تلقيه‬
‫للظاهرة العذرية‪ .‬لا سيما أن‬
 ‫معظم الفرضيات والمنطلقات‬
 ‫النظرية والعمليات التحليلية‬
   ‫التي وظفها طه حسين في‬
 ‫كتابه «في الشعر الجاهلي»‪-‬‬
  ‫الصادر عام ‪ -1926‬كانت‬

    ‫مكتملة ومتحققة في هذه‬
                   ‫المقالات‪.‬‬

‫يبدأ طه حسين تلقيه للظاهرة‬
‫العذرية بالبحث عن الأسباب‬
‫التي أدت إلى ظهورها‪ ،‬فيعزو‬

    ‫سبب ظهورها إلى الحالة‬
    ‫السياسية التي ظهرت في‬
  ‫العصر الأموي تجاه بادية‬

      ‫الحجاز‪ ،‬إذ يعلل اتجاه‬
    ‫شعراء البادية إلى الغزل‬
‫العذري إلى السياسة الأموية‬
   ‫اتجاههم‪ :‬فقد أساء خلفاء‬
‫بني أمية ظنهم ببادية العرب‪،‬‬
    ‫فعاملوها معاملة شديدة‬
   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195